سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د.الشبل: تصنيعنا للتقنية الحقيقية سيمنحنا خيارنا الاستراتيجي بتحديد توجهاتنا المستقبلية الرئيس التنفيذي لشركة الإلكترونيات المتقدمة في حوار ل «الرياص» ..
قال الدكتور غسان بن عبدالرحمن الشبل الرئيس التنفيذي لشركة الالكترونيات المتقدمة إن دعم القطاع الحكومي لنظيره الخاص عبر توجيه متطلباته للصناعة المحلية يسهم مساهمة كبيرة في تقرير الاستراتيجية الوطنية امنيا واقتصاديا،مؤكدا أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض الصناعات مطلب هام لتقرير الاستراتيجيات المستقبلية. وطالب الشبل الجهات الحكومية أن تحذو حذو وزارة الدفاع والطيران بمنح القطاع الخاص فرصة لخدمة القطاع الكومي عبر استراتيجية تهدف الى الاستفادة من القدرات الوطنية في القطاع الخاص واشركهم في الخطط المستقبلية حتى يدرك المستثمرون الى اين يوجهون استثماراتهم في المستقبل كونها ستعود بمردود كبير على الاقتصاد الوطني،وكذلك دعم اتجاهات البحث والتطوير المختلفة، مشددا على أن امتلاك التقنية الحقيقية أمر استراتيجي يمنح الدولة تقرير توجهاتها المستقبلية وخاصة للشركات التي اثبتت جديتها في هذا المجال. * مشاركتكم في معرض القوات المسلحة الذي ينطلق اليوم .. كيف ترونها وما هو المتوقع من هذا المعرض الذي يقدم عروضا مغرية للقطاع الخاص في المملكة؟ - في البداية أحب أن أنوه أن القوات المسلحة بتنظيمها لهذا المعرض على مدى سنوات ماضية حازت على قصب السبق في دعمها للصناعة المحلية، كان لديهم اهتمام بإيجاد قدرات وطنية في المجالات المختلفة وأهمها الاستراتيجي منها الذي يخدم القوات المسلحة بصفة خاصة والمملكة بصفة عامة وخصوصا في مجال التقنيات المتقدمة ، ولذلك كانت وزارة الدفاع والطيران هي الجهة الرئيسية التي تبنت خلق امكانيات في هذا المجال وفي مقدمتها برنامج التوازن الاقتصادي والذي بدأ في منتصف الثمانينيات ،وكانت فكرة البرنامج الرئيسية العمل على نقل التقنية وتوظيف المواطنين بحيث يقنن الاعتماد على المصادر الخارجية ، ومؤخرا كان هناك خطوة مدروسة للتوسع في الصناعة المحلية عبر تأهيل الصناعة المحلية وأن يعيد الصانع المحلي النظر في إمكانياته وقدراته التصنيعية،وهذا دعم موجه من وزارة الدفاع برؤية ثاقبة من الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم المنتج المحلي والارتقاء به خاصة وأن البنية الأساسية للصناعة المحلية متوافرة وقادرة على مقارعة الصناعات العالمية بكفاءة واقتدار،والمعرض حقيقة بفكرته الرائعة جمع بين الشقين الأول وزارة الدفاع بكافة قطاعاتها وتعرض فيه كافة احتياجاتها ، والشق الاخر المصانع الوطنية وفتح المجال أمامها جميعا لعرض امكانياتها وقدرتها على تلبية احتياجات وزارة الدفاع على المدى القصير والبعيد. * هذا التوجه من القطاع العام بدعم القطاع الخاص ومحاولة تقليص الاعتماد على الاستيراد أمر بالغ الأهمية .. ولكن هل سيكتب لها النجاح في الوقت الراهن؟ - الفكرة بحد ذاتها تعتبر ناجحة ، فإذا نظرنا للسوق السعودية فهي أكبر سوق في الشرق الأوسط والشركات العالمية كلها تتوافد لبيع منتجاتها في السوق السعودية وتشكل فرصة كبيرة للمصنعين والمورديين المحليين لأخذ حصة متاحة من احتياجات الجهات الحكومية،وإذا نظرنا لوزارة الدفاع بحكم أنها من تبنى الفكرة وتشجع المصنعين والمستثمرين المحليين فستسفيد من الاكتفاء الذاتي والاستجابة السريعة لمتطلباتها ، وبالتالي لا شك أن الفكرة يمكن تطبيقها على كافة الجهات، وكثير من الدول لديها قوانين تفرض الاعتماد على الصناعة المحلية قبل التفكير بالاعتماد على الاسواق الخارجية ، فمن باب أولى يجب أن نطبق هذا الأمر لاحتياجات سوقنا الكبيرة أولا ولتوظيف الكوادر الوطنية وتحقيق الاكتفاء الذاتي الذي سيعطينا استقلالية عن الاسواق الخارجية ولو بشكل نسبي في البداية لأنه من الصعب الاستغناء الكامل لأن جميع الأسواق العالمية تستفيد من بعضها البعض. الدكتور الشبل في حديثه للزميل العبدالكريم * هل المصانع والشركات المحلية قادرة على استيعاب الطلبات المعروضة أمامه في الوقت الراهن؟ - هنا نحتاج النظر الى الاولويات ، فالامكانيات التصنيعية موجودة ويتم الاستفادة منها بشكل مباشر ، ومن ثم اشراك القطاع الخاص في الخطط المستقبلية التطويرية بحيث يستثمر مستقبلا في الصناعات التي يحتاج لها السوق المحلي بشكل فعلي بغض النظر عن الحجم المطلوب. * وماهي الفوائد المضافة من هذه العروض المتنوعة من البضائع على السوق المحلية على المدى القصير في المقام الأول؟ - المعرض بحد ذاته يقدم خدمات كبيرة للقطاع الخاص كونه يقدم تحت سقف واحد كافة الاحتياجات من حهة والامكانيات من جهة ثانية ، ومن هنا تبدأ عملية الاستفادة من الطرفين وهذه الفائدة ستكون مستمرة ومجرد بداية للتنسيق من اجل تعاون مشترك،والفوائد المضافة كثيرة ومنها التنمية الاقتصادية وسيعمل هذا الأمر على تدوير الأموال داخل الاقتصاد المحلي بدلا من تحويلها لمشتريات خارجية ،وكذلك تلبية المتطلبات بشكل عاجل من المصنعين المحليين في أوقات الازمات ، إضافة لخلق فرص عمل للمواطنين. * "الالكترونيات المتقدمة" إحدى شركات برنامج التوازن الاقتصادي .. وبرزت منذ نشأتها في مجال تدريب الكوادر الوطنية وتوظيفهم فهل نقلت شركتكم هذه البرامج والخبرات الى شركات أخرى ؟ - شركة الالكترونيات المتقدمة منذ تأسيسها وهي تتبنى استراتيجية واضحة تتلخص في أن نقل التقنية يجب أن يواكبه توطين لهذه التقنية،لأننا لو نقلنا التقنية عبر موظفين أجانب فكأننا نقلنا هذه الخبرات إلى دول أخرى عن طريقنا ، لذلك كان تركيزنا بشكل أساسي على توظيف وتدريب العنصر البشري السعودي وعملنا على تخصيص برامج تدريبية للخريجين حتى يكونوا مؤهلين للدخول الى أجواء العمل التقني ، ومن ناحية أخرى حرضنا على استقطاب افضل الكفاءات البشرية والاختيار يتم بناء على الكفاءة ولا مجال ل "الواسطة" في توظيف العاملين ،وهذا المبدأ خلق روحا من التنافس بين الموظفين لاثبات جدارتهم واحقيتهم بالاختيار في جو من المساواة والمفاضلة بينهم كانت تتم بالافضلية،وايضا ابرمنا شراكات استراتيجية مع شركات عالمية الرائدة في جميع القطاعات التي نعمل بها سواء العسكرية او الصناعية او الاتصالات ومن خلالها استطعنا نقل التجارب والخبرات لشركتنا بحيث تصبح امكانيتنا الفنية مشابهة للعالمية ان لم تكن افضل منها ، والحقيقة اننا عملنا اجتماعات مكثفة على الدوام مع الشركات والجهات التي قد تستفيد من خبراتنا وخاصة الحكومية منها بحيث يكون لديهم اطلاع المجالات التي من الممكن ان تخدمهم في نفس المجال،ونقل هذه الخبرات يتطلب منا المشاركة في المعارض المختلفة والندوات والمؤتمرات وابراز ماقامت به الشركة..لأننا في الأساس لم نحاول اخفاء استراتيجية الشركة بل على العكس تماما نحاول اظهارها في كل المحافل ونحث كل من يرغب على تطبيق بيئة عمل مماثلة التي تؤدي باذن الله الى النجاح. الالكترونيات المتقدمة حرصت على توطين التقنية عبر تأهيل الكوادر الوطنية * نود أن تحدثنا عن استراتيجيتكم في نقل وتوطين التقنية؟ - العنصر الأساس في هذا الموضوع حقيقة هو بسبب الدعم الحكومي الذي وجدناه بصفة عامة ووزارة الدفاع بصفة خاصة .عند تأسيس الشركة كانت تعمل على المشاريع العسكرية تحديدا ،وكانت رؤية سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز تتركز حول نقل التقنية العالمية الى المملكة وتوطينها عبر شركات وافراد سعوديين وحث الشركات العالمية المتعاونة على نقل تقنياتها الى الشركات المحلية،وهذه البرامج التي اتيحت لنا من قبل وزارة الدفاع حاولنا قدر المستطاع الاستفادة منها ، واشراك العنصر السعودي ليس كمتدرب وانما كشخص مسؤول وعضو فعال بهدف التعلم السريع وحتى يقوم باداء مهماته بشكل سريع،ولما اوجدنا هذه القاعدة القوية في مجال الالكترونيات بالقطاعات العسكرية انتقلنا الى قطاع الاتصالات واوجدنا امكانيات فنية ممتازة ومن ثم الانظمة الالكترونية في القطاع الصناعية. * ماهي برأيك العوائق التي تحد من انتشار وتطوير الصناعة المحلية في المملكة حنى نستطيع على الاقل خلق بيئة متوازنة بين الانتاج والاستيراد؟ - في الواقع هناك نمو مستمر للبيئة الانتاجية المحلية ، وانا اعتقد ان النمو مستمر تصاعديا عاما بعد عام خاصة وان هذا القطاع واعد جدا ، والمملكة في السنوات الأخيرة أولت القطاع الصناعي اهتماما خاصا وبالتالي يعتبر تركز عليه حكومة المملكة كأحد روافد التنمية الاقتصادية التي تسعى لها السعودية ،نحن واقعيون جدا لذلك لانفكر بالاستغناء عن الاستيراد وهذا أمر غير منطقي وهناك احتياجات مختلفة لايمكن تصنيعها هنا ، ولكن في ذات الوقت لابد للقطاع الصناعي ان يكون لديه استراتيجية واضحة ومحددة على المجالات التي يجب التركيز عليها وهي في قطاعين هامين الأول في الصناعات التي تعتمد على الميز التنافسية النسبية للمملكة وهي في تصنيع المواد الأولية التي تنتجها المملكة كالبلاستيكية والبتروكيماوية ومشتقات النفط بشكل عام وهي صناعة مجدية،والشق الاخر هو الصناعات الاستراتيجية المتعلقة بالامن القومي للمملكة لأن طبيعة هذه الصناعات تخدم مجالات امنية هامة ومنها صناعة الالكترونيات والحاسب الالي وتقنياته والبرمجيات والاتصالات وتقنية المعلومات ولو اخترقت هناك مشاكل امنية كبيرة كي نتمكن من حماية بلدنا ومقدراتنا. الكفاءات السعودية تجد دعما كبيرا في الشركة * تحدثت عن النقلات التي حدثت في الالكترونيات المقتدمة على مدى تاريخها ..فما هي استراتيجيتكم المقبلة؟ - خططنا المقبلة امتداد لخطتنا في السنوات الخمس الماضية وهو التركيز على تنمية القطاعات المختلفة والتي تعمل الشركة بها ومن ثم عملنا على ايجاد شراكات استراتيجية مع شركات دولية وايجاد شركات مشتركة وهذه المرحلة التي نعيشها الان ونسعى لتطويرها واوجدنا الان شراكة بيننا وبين شركة تاليس الفرنسية في مجال تصنيع وتصميم المشبهات سواء للطائرات والتدريب على استخدام المنظومات المختلفة وتم اختيار هذه الشركة الفرنسية لانها تستحوذ على 70% من احتياجات العالم في هذا المجال،وكذلك عملنا على ايجاد شراكة لصناعة البطاريات الصناعية وهذه البطاريات مجالها مكمل لمجال الالكترونيات ودخلنا في مجال تصنيعها مع مجموعة الشويعر في المنطقة الشريعة وشركة اتش بي ال وهي خامس اكبر شركة مصنعة لهذا النوع من البطاريات في العالم وستكون هناك باذن الله لنا شراكات مقبلة ، وفي المدى الابعد لدينا تركيز تطوير منتجاتنا الخاصة بنا والشركة اليوم لديها منتجات الكترونية والكثير منها تم ادخالها للعمل مثل العدادات الالكترونية وانظمة مراقبة وادارة الاساطيل " مدار " وتخدم اكبر اسطول في المملكة وهو اسطول النقل الجماعي اضافة الى انظمة المراقبة والتحكم عن بعد. *الكلمة الاخيرة لكم ؟ -الخطوة التي قامت بها وزارة الدفاع والطيران باقامة هذا المعرض ولا شك خطوة جبارة واتمنى من بقية الجهات الحكومية أن تحذو حذو وزارة الدفاع بمنح القطاع الخاص فرصة باشراكة في خدمة القطاع الحكومي عبر استراتيجية تهدف الى الاستفادة من القدرات الوطنية في القطاع الخاص واشراكهم في الخطط المستقبلية حتى يدرك المستثمرون الى اين يوجهون استثماراتهم في المستقبل وهذه ستعود بمردود كبير على الاقتصاد الوطني،وكذلك اتمنى من المسؤولين دعم اتجاهات البحث والتطوير المختلفة، والتقنية الحقيقية عندما تملكها تستطيع ان تقرر توجهاتك المستقبلية وخاصة للشركات التي اثبتت جديتها في هذا المجال ليس لايجاد فقط صناعة ولكن لتطوير ماصنعناه محليا.