كشف رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ايهود اولمرت عن اسرار تظهر الطريقة التي اتخذ بها قرار وقف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والتي اطلق عليها اسم "الرصاص المصبوب"، دون تحقيق اهدافها بالقضاء على حركة حماس.هذه الاسرار سيتضمنها كتاب يعكف اولمرت على كتابته ويغطي مرحلة توليه رئاسة الحكومة في اسرائيل والتي انتهت بفضائح فساد اجبرته على التنحي. وخلال ايامه الاخيرة شن حربا اجرامية على قطاع غزة، لا تزال تداعياتها تتوالى اثر التقرير الذي اعده القاضي الجنوب افريقي غولدستون. وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أمس الجمعة ان الرواية التي يقدمها اولمرت حول الطريقة التي انتهت بها حملة "الرصاص المصبوب" يمكن أن تهز الساحة العسكرية والسياسية في اسرائيل. ويكشف ملحق السبت الصادر عن "معاريف" حجم الشرخ الذي نشأ بين رئيس الاركان غابي اشكنازي ووزير الحرب ايهود باراك اثناء الحرب، والسبل التي سعى بها باراك - حسب رواية مصادر سياسية كانوا شهودا على العملية- في تصوير اشكنازي والجيش الاسرائيلي وكأنهم هم الذين يريدون وقف الحملة بعد ايام معدودة فقط. ويروي اولمرت في كتابه الذي سيصدر عن دار صحيفة "يديعوت احرونوت"، تسلسل الاحداث في العدوان على غزة، مشيرا الى انه تطلع الى استمرار الحملة حتى الحاق الهزيمة بحماس واسقاط حكمها. وبتقديره، كان الهدف قابلا للتحقق بثمن معقول، بل وفي اطار زمني منطقي". ويكشف اولمرت انه وخلال الحرب" حيكت عليه مؤامرات من جهات سياسية، بينهم وزير الدفاع ايهود باراك، حيث عرضت عليه معطيات غير صحيحة بالنسبة لعدد الخسائر المتوقعة اذا ما واصل الجيش الاسرائيلي بالفعل الحملة ودخل الى قلب غزة، او سيطر على محور صلاح الدين "فيلادلفي" على الحدود مع مصر. وفي مناسبة اخرى عرضت عليه ايضا معطيات غير صحيحة عن الزمن الذي سيتحقق فيه هذا الهدف. وقال اولمرت انه وفي هاتين الحالتين اجرى فحصا من جانبه في قيادة المنطقة الجنوبية وعلى مستويات قيادية أدنى منها، واكتشف أن الحديث يدور عن تقدير للخسائر اقل بكثير وفي اطار زمني قصير نسبيا. ولهذا فقد أصر رئيس الوزراء على مواصلة الحملة حتى اللحظة الاخيرة تقريبا، وتوقع إمكانية تحقيق هذه الاهداف، بل وربما الوصول الى تحرير الجندي جلعاد شاليط". وحسب اولمرت فان موقفه كان يقضي بأن يستغل الجيش الفرصة التي اتيحت له لمرة واحدة وان يضرب حماس ضربة حاسمة وقاضية. ومع ذلك فهم في الايام الاخيرة من الحملة أكدوا له انه لا يمكنه أن يستمر. فتوقف عن الاصرار وفي مرحلة معينة تنازل ووافق على وقف الحملة.