اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن تقدم جديد في جهود ايران لتخصيب اليورانيوم يوم الخميس بينما تدفقت جموع حاشدة على وسط طهران لإحياء الذكرى السنوية 31 لقيام الثورة وقالت مواقع للمعارضة على الانترنت ان قوات الأمن الإيرانية اشتبكت مع محتجين. وقال التلفزيون الحكومي إن "عشرات الملايين من الناس" شاركوا في تجمعات حاشدة لدعم الثورة في أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 70 مليون نسمة. وتواجه الجمهورية الإسلامية أسوأ أزمة داخلية منذ ثلاثة عقود حيث التف أنصار المعارضة حول الإصلاحيين الذين خسروا الانتخابات امام احمدي نجاد في انتخابات جرت في يونيو حزيران الماضي ورفضوا الاذعان لمطالب الحكومة بوقف الاحتجاجات. وقال احمدي نجاد لحشد هائل من أنصار الحكومة الذين أخذوا يلوحون بالأعلام إن ايران الآن قادرة على تخصيب اليورانيوم لدرجة نقاء تتجاوز 80 في المئة ليقترب من المستويات التي يقول خبراء إنها لازمة لإنتاج قنبلة نووية غير أنه نفى مجددا أن تكون هناك اي نية لذلك. وأضاف احمدي نجاد مخاطبا الغرب "الأمة الإيرانية شجاعة بما يكفي بحيث اذا أردنا بناء قنابل نووية ذات يوم سنعلن ذلك على الملأ دون أن نخف منكم." وقال للحشود في ساحة ازادي "حين نقول إننا لا نبني قنابل نووية فهذا يعني أننا لن نفعل هذا لأننا لا نؤمن بامتلاكها." وعرض التلفزيون الحكومي لقطات حية لمئات الآلاف من الناس وقد حمل البعض أعلام ايران وصورا للزعيم الأعلى علي خامنئي وهم متوجهون الى الساحة. وشكر خامنئي في وقت لاحق الشعب الايراني لمشاركته باعداد كبيرة في احياء ذكرى الثورة. ورفضت الولاياتالمتحدة مزاعم إيران بتحقيق تقدم كبير في تخصيب اليورانيوم. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز للصحافيين "أدلت ايران بسلسلة تصريحات... تقوم على السياسة لا على علم الفيزياء. "واجه البرنامج النووي الإيراني سلسلة من المشاكل طوال العام. بصراحة شديدة ما يقوله أحمدي نجاد ... يقول أشياء كثيرة ويتضح أن كثيرا منها غير صحيح." وأضاف "لا نعتقد أن لديهم القدرة على التخصيب إلى الدرجة التي يقولون إنهم وصلوا إليها الآن." وفي فيينا قال معهد ابحاث يتابع الانتشار النووي ان "ايران قد تستغرق وقتا أطول مما هو متوقع لانتاج يورانيوم كاف من درجة صالحة لصنع الاسلحة لكن لا أحد تقريبا يعتقد انها ستفشل في ذلك المسعى." وقال تقرير ديفيد البرايت وكريستينا والروند من معهد العلوم والامن الدولي ان العقوبات الدولية أبطأت خطى ايران لكنها لم توقفها. وقال موقع (غرين فويس) وهو موقع للمعارضة الإيرانية على الإنترنت إن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية وغازا مسيلا للدموع على مؤيدين لزعيم المعارضة مير حسين موسوي احتشدوا في تجمع بوسط طهران. وذكر موقع آخر للمعارضة على الإنترنت هو موقع نوروز أنه تم إلقاء القبض على 30 شخصا في أحد ميادين طهران. وقال موقع جرس المعارض على الإنترنت إن قوات الأمن هاجمت زعيم المعارضة مهدي كروبي والرئيس السابق المعتدل محمد خاتمي. وتحطمت نوافذ سيارة كروبي لكنه لم يصب بجروح خطيرة. وقال جرس ان الاشتباكات استمرت في حي ارياشهر في طهران وان طلقات نيران سمعت لكنه لم يذكر تفصيلات. وقال موقع كلمة على الانترنت ان رجالا في زي مدني ضربوا زهراء نهرورد زوجة موسوي بهروات خلال تجمعات يوم الخميس. ولم يصدر تعليق رسمي بهذا الشأن. واضاف جرس ان 100 على الاقل من المحتجين الشبان اعتقلوا في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد وان هناك اشتباكات "محدودة" مع قوات الامن. واشار الى ان اكثر من 20 شخصا اعتقلوا في مدينة شيراز الجنوبية في اطار مساعي شرطة مكافحة الشغب لمنع المحتجين من التجمع. ولم يتسن التحقق من صحة التقارير من مصدر مستقل لأنه تمت مرافقة الصحفيين الذين يعملون لحساب وسائل إعلام أجنبية الى ساحة ازادي ولم تكن لهم حرية تغطية تجمعات المعارضة. ولم ترد تقارير عن وقوع أعمال عنف كتلك التي اندلعت في اواخر ديسمبر/ كانون الأول حين قتل ثمانية أشخاص في اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار المعارضة. ولم يظهر احد من الجانبين استعدادا يذكر لتقديم تنازلات في الأشهر الثمانية منذ انتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو/ حزيران وثارت نزاعات بشأن نتائجها وتقول المعارضة إنها زورت حتى يفوز احمدي نجاد بولاية ثانية. وتؤكد السلطات أنها كانت نزيهة. ومنذ يونيو ألقي القبض على آلاف الأشخاص الذين احتجوا على سير الانتخابات. ومنذ ذلك الحين أفرج عن معظمهم غير أن أحكاما بالسجن تصل الى 15 عاما صدرت على 80 شخصا بينهم العديد من المسؤولين السابقين. وفي يناير/ كانون الثاني أعدمت ايران شخصين حكم عليهما بالسجن في محاكمات جرت بعد الانتخابات وتقدم تسعة آخرون على الأقل بطلبات استئناف لأحكام مماثلة. وتنامت نداءات غربية لفرض جولة جديدة من العقوبات على ايران بعد أن أصدر احمدي نجاد توجيهاته هذا الأسبوع بإنتاج يورانيوم بدرجة نقاء أعلى. وتقول ايران انها اتجهت لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة من أجل مفاعل بحثي بطهران ينتج نظائر مشعة تستخدم في أغراض طبية بسبب الإحباط من عدم الوصول الى اتفاق مع القوى العالمية بشأن تبادل اليورانيوم. وقال احمدي نجاد "بفضل الله.. أعلن أن الشحنة الأولى من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة انتجت ووضعت تحت تصرف العلماء." وتابع "في المستقبل القريب سنزيد انتاجه إلى ثلاثة أمثاله." وقال الرئيس إن ايران لديها "القدرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى بكثير" في محطة نطنز للتخصيب. كانت ايران قد نجحت في تنقية اليورانيوم فيما سبق الى 3.5 في المئة فقط وهو المستوى اللازم لمحطة للطاقة النووية. ويقول خبراء غربيون إن الانتقال الى 20 في المئة قفزة فنية هائلة نحو تخصيب اليورانيوم الى اكثر من 90 بالمئة وهي الدرجة اللازمة لتصنيع قنبلة نووية. ويتهم الغرب ايران بمحاولة إنتاج قنابل نووية سرا. وتقول ايران خامس اكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم إن منشآتها النووية جزء من برنامج سلمي للطاقة وإنها سترد اذا تعرضت لأي هجوم. وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية على اكبر صالحي في مقابلة مع رويترز ان عملية انتاج الوقود النووي المخصب الى درجة 20 في المئة التي بدأت اخيرا تسير "على خير ما يرام". وقال صالحي ايضا ان ايران لديها القدرة على تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 100 في المئة اي ما يتجاوز النسبة التي يقول الخبراء انها لازمة لصنع قنبلة نووية لكنها لا تنوي تخصيب اليورانيوم الى هذا المستوى. واضاف صالحي "لا قيود على التخصيب. يمكننا ان نصل حتى 100 في المئة... لدينا هذه القدرة والطاقة. لكن لم يكن لدينا يوما نية القيام بذلك ولا ننوي القيام بذلك ما لم نحتج اليه." وقال "نأمل أن نبدأ في السنة الفارسية القادمة (التي تبدأ في مارس/ اذار) بناء موقع او موقعين" للتخصيب. وفي ايران محطة تخصيب واحدة تعمل في الوقت الراهن.