الفتيات في عصر الانفتاح الفضائي والإلكتروني لسن بمنأى عن سلبياته التي يتعرض لها من في هذه السن الحرجة، والتي تتطلب الرعاية والتوجيه وتقديم الحلول لكل المشكلات التي قد يتعثرن فيها، وعليه تولي الندوة العالمية للشباب الإسلامي عبر قسمها النسائي اهتماماً كبيراً وعنايةً فائقة بالفتيات والارتقاء بهن، وهذا ما نتعرف عليه في حوارنا مع رئيسة القسم النسائي الاستاذة مها عبده صادق. النشأة والانجازات *بداية متى أنشئ القسم النسائي بالندوة؟ وما أبرز ما قدمه من إنجازات؟ أنشي القسم النسائي عام 1414ه ليقوم بدوره في خدمة قضايا المرأة والطفل وتحقيق أهداف الندوة في قطاع النساء والأطفال، وعلى هذا قام القسم النسائي بالعديد من الإنجازات:في مجال الدورات المتخصصة في مجال المرأة والفتيات والدورات العلمية والتدريبية، والعديد من الملتقيات النسائية بإشراف الأخصائيات من الداعيات والتربويات،كما يقيم القسم حلقات قرآنية لمن هم دون سن المدرسة وما فوق، ويشمل الأميات، منذ عام 1422ه وقد حقق إنجازاً كبيراً من تحفيظ للقرآن الكريم بجميع المستويات بالإضافة لتعليم الأطفال الحروف العربية، أما الأطفال دون سن المدرسة، فلنا معهم برامج تركز على النواحي التربوية والآداب والأخلاق، وبرنامج تعليمي مكثف يعلم الطفل القراءة والكتابة قبل دخول المدرسة، وأقمنا دورات في التدريب المهني، وقدمنا برامج لتوعية الجاليات في تعليم اللغة العربية و العقيدة والفقه وكيفية الوضوء والصلاة. جانب من دورات التثقيف في الندوة العالمية الفتيات والعصر الالكتروني *ما دوركم في حل مشاكل الفتيات خصوصاً في عصرالانفتاح الإلكتروني؟ نهتم بالفتاة اهتماماً بالغاً ونحاول من خلال برامج وأنشطة الندوة، أن نقدم لها الحلول في كثير مما يعن لها من مشكلات عبركثيرٍ من الملتقيات التي ناقشت قضايا الفتيات المعاصرة على أيدي متخصصات في هذا المجال، حتى أننا قمنا برعاية الملتقى التربوي لوزارة التربية والتعليم تحت عنوان " فتياتنا والحب بين الرفض والاحتياج" ويتجلى ذلك الاهتمام في إقامة نادي الأربعاء المسائي الذي أنشي منذ تأسيس القسم النسائي ويقام كل أسبوع، ويستهدف الفتيات بالدرجة الأولى من سن (15فما فوق) بالإضافة إلى الأعمار الأخرى. * ما مدى تفاعل الفتيات مع ما تقدمونه من برامج وأنشطة؟ كان تفاعلها في السابق متفاوت وبين مد وجزر، إلا أنه بدأ يأخذ اتجاها إيجابياً نحو الازدياد والاندماج، بعد تخصيص مبنىً مستقل لهن يناسب احتياجاتهن ومجهز تجهيزاً يلبي متطلباتهن، بالإضافة إلى طرح المواضيع التي تناسب هذه الفئة بميولها واحتياجها. التعامل مع المواهب * ما دوركم في التعامل مع المواهب الشابة؟ يعتبر هذا هو المحور الأساسي لأنشطة الفتيات، فإن تشجيع المواهب هو الحافز للاستقرارالنفسي والتطويرالذاتي، فقد وصلنا لدرجة أن الفتيات اللاتي كنّ صغيرات في السن أصبحن مشرفات لكثيرٍ من الأنشطة. السلوكيات الخاطئة *السلوكيات الخاطئة قد تصدر من بعض الفتيات فما برامجكم المخصصة لعلاج مثل هذه السلوكيات؟ نتطرق لوضع برامج توعوية لمعالجة السلوك الخاطئ . وعند ملاحظة هذه السلوكيات يتم عقد صداقة مع الفتاة وتوجيهها توجيها مباشرا أحياناً. كما أنشأنا فرعاً خاصا بالفتيات مجهزا تجهيزاً عصرياً بكل متطلبات الأنشطة، تقدم فيه برامج تدريبية ثقافية مهارية رياضية وكل ذلك للفتيات من سن 15 وما فوق. التطوع للعمل *التطوع ضرورة مجتمعية وأخلاقية في حياة الفتيات فكيف تشجعوهن عليه؟ لدينا مجموعات تطوعية وهي ثمرة من ثمرات النادي المسائي الذي أنشئ عام 1416 ه ومن هذه المجموعات (كلي طموح- أسرة الإبداع- انطلاقتي)، قامت كلها بنشاطات عديدة في تثقيف الطفل والفتاة والقيام ببرامج مساندة من خلال الزيارات للمستشفيات ودور المسنين، والمعاقين، والمشاركة بتنظيف المصليات النسائية، والتعريف بالندوة وأنشطتها، وإقامة ملتقيات ودورات ومخيمات تخص الفتاة، كل مجموعة لمرحلة معينة. *البعض يقول بأن التطوع منتشر في صفوف المقيمات أما المرأة السعودية فلا تنشغل بذلك. كيف ترين هذا؟ المرأة السعودية أدلت بدلوها في المجال الخيري، ولها مشاركات واضحة وبارزة بحيث تتجاوز نسبة العاملات من السعوديات في المجالات الخيرية حسب تجربتي 80% من إجمالي عدد العاملات، وهي مجهودات يحدوها دافع الأجر والاحتساب والتضحية ولها أثرها الفعال. *الإقبال على العمل الخيري يحتاج إلى إبراز مجالات معينة تناسب المرأة حتى تقبل عليه؟ فما هي المجالات التطوعية التي توجد لديكم؟ المجالات متعددة كل بحسب الحاجة وطبيعة النشاط وذلك بحسب طبيعة المؤسسة الخيرية والنشاط المقام فيها، فهناك مؤسسات إغاثية اجتماعية، تتطلب الدعم المالي والنزول للساحة للتعرف على المحتاجين وتوزيع المساعدات عليهم، وهناك مؤسسات دعوية اجتماعية تحتاج الأخوات من أصحاب الفكر المعتدل والمنهج الإسلامي السوي من المتخصصات في مجال التربية والدعوة لإقامة برامج متخصصة لفئات المجتمع المختلفة. *هل ترين رغبة المرأة في العمل التطوعي يكفي لنجاحها فيه أم أنه لا بد من عقليات متعلمة ومتخصصة حتى يرتقي العمل؟ العمل الخيري على درجة من الأهمية لا تقل عن العمل الوظيفي أو المؤسسي ومع التطورات التي تستهدفها الحياة في كل المجالات لا بد أن تكون المرأة على درجة من الكفاءة والتدريب التي تؤهلها لإستغلال التقنية الحديثة سواء الإدارية أو المهارية وبالإضافة لإطلاعها على أساليب التربية الحديثة ووسائل التربية المتاحة التي تتماشى مع أساليب العصرلاسيما وأن النشء الآن يختلف عما كان قبل 20 سنة، فلابد أن تكون المرأة على مستوى يمكنها من الإحاطة بالعمل الخيري والقيام به على أتم وجه، من خلال تطويرها وتوسيع مداركها بالدورات والحاسب الآلي، وأنماط التفكير وأساليب الإدارة ومهارات الاتصال، والقدرة على فهم النفسيات ، وهذا لا يتم أولا وأخيراً بدون الرغبة الأساسية التي تعتبر النواة التي ينبني عليها كل ذلك.