قال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله امس ان ايران تلجأ الى تكتيكات معطلة بدلا من التحرك لحسم النزاع حول برنامجها النووي. وقال فسترفيله لراديو دويتشلاند فونك ان الحكم على ايران سيكون على أفعالها لا أقوالها وان العودة الجادة للمفاوضات هي وحدها التي ستحول دون فرض مزيد من العقوبات على الجمهورية الاسلامية. وأضاف فسترفيله "طوال العامين الماضيين لجأت ايران مرارا الى المراوغة والحيل".. "لقد لعبت بعض الوقت لكن بالقطع نحن في المجتمع الدولي لا نقبل بايران مسلحة نوويا". ويوم الثلاثاء الماضي أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن بلاده مستعدة لإرسال اليورانيوم المخصب الى الخارج مقابل وقود أعلى تخصيبا لإنتاج نظائر مشعة تستخدم في أغراض طبية وذلك لاثبات ان أهدافها النووية سلمية تماما. والخميس قالت الصين ان هذا يمثل تحولا في موقف ايران وهو ما يعني تفضيل استمرار المفاوضات على مناقشة فرض عقوبات واسعة النطاق على طهران. لكن دبلوماسيين قالوا ان ايران لم تخبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأي تغير في موقفها. وقال وزير الخارجية الالماني "ايران المسلحة نوويا لن تكون خطرا فقط على دول المنطقة بل ان هذا سيشغل المجتمع الدولي كله ويهدد الاستقرار بتفجر سباق على الاسلحة النووية". ومن المقرر ان يجتمع فسترفيله في وقت لاحق مع نظيره الروسي سيرجي لافروف قبل ان يتوجه الى مؤتمر للامن يعقد في ميونيخ على مدى ثلاثة ايام يشارك فيه كبار الدبلوماسيين في أوروبا والولايات المتحدة لبحث قضايا الامن والدفاع العالمية. وقال فسترفيله "بالطبع سنتحدث عن هذا في ميونيخ واذا طرحت ايران مقترحات جديدة على الطاولة حينها سنناقشها ايضا. لكن الافعال يجب ان تأتي بعد ذلك". ومن المنتظر أن يشارك وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية الذي انطلقت أعماله امس وتستمر حتى غد الأحد في ألمانيا. وقال فولفغانغ ايشينجر رئيس المؤتمر للقناة الأولى في التلفزيون الألماني (ايه.ار.دي) امس ان حضور وزير الخارجية الإيراني للمؤتمر يكتسب أهمية خاصة بعد العرض الإيراني بتخصيب اليورانيوم في خارج البلاد لأغراض بحثية. وأضاف رئيس المؤتمر أنه توقع حضور مندوب عن الخارجية الإيرانية ولكن تطور الأحداث وقيام الحكومة الإيرانية باعطاء مؤشر للمشاركة بممثل رفيع المستوى جعلنا نتوقع حضور وزير الخارجية متكي. وفي الإطار نفسه توقع مراقبون ان تثير سياسة إيران الغامضة تجاه برنامجها النووي جدلا واسعا على مائدة النقاش في المؤتمر الأمني السنوي بميونيخ الذي يشارك فيه سياسيون وباحثون وقادة عسكريون بارزون وممثلون عن الصناعة من معظم أنحاء العالم. ويناقش نحو 300 مشارك في المؤتمر حتى يوم غد الأحد مستقبل أفغانستان في ضوء تعاظم قوة طالبان مرة أخرى. وللمرة الأولى في تاريخ المؤتمر يشارك وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي فى اعمال المؤتمر حيث يلتقي على هامش المؤتمر بجيمس جونز المستشار الأمني للرئيس الأمريكي باراك أوباما لبحث العلاقات المشحونة بالخلافات حاليا بين بلديهما. ويمثل الحكومة الألمانية في المؤتمر وزير الدفاع كارل تيودور تسو غوتنبرغ ووزير الخارجية جيدو فيسترفيله. ومازالت هناك شكوك من قبل الدول الغربية بشأن مدى صدق إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي حيث قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس في واشنطن إنه مادام ليس مستبعدا أن تطور إيران أسلحة نووية فإن جميع الخيارات ستظل مطروحة. وفي هذا الصدد قال فيليب كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية :"ننتظر أعمالا لا أقوالا". وأكد كرولي أن الخطوة التالية ستكون تشديد العقوبات على إيران من أجل دفع القيادة في طهران للتخلي نهائيا عن تصنيع قنبلة نووية.