إحياء التراث السعودي وجعله محوراً رئيساً في الفنون التشكيلية شيء جميل ولكن الأجمل حينما نجعل هذا التراث الرائع بصمة موثقة ومعروفة في التشكيل العالمي، خصوصاً عندما نسعى لخلق برامج حتى وإن كانت قصيرة لدعم هذا التراث العريق. وأعتقد حينما نبدأ بأنفسنا ونسعى للاستفادة من إمكانياتنا وتسخيرها المفيد المختصر نكون قد بدأنا بالخطوات الأولى الصحيحة بجعل الفنون التشكيلية ضرورة للنمو العقلي والتذوق الجمالي واتساع مفهوم الثقافة في التراث لدى الفرد في هذا المجتمع عندما نسعى لجعل التراث والفنون والسياحة سلسلة مترابطة لا يمكن الاستغناء عنها فإن ذلك يترتب عليه أسس ودعامات لا يغفل عنها المجتمع الثقافي والمهتم بهذا الخصوص، ووزارة الثقافة لها جهود كبيرة نلمسها على أرض الواقع وبالأخص التوجه الجديد لها وعلى جميع الأصعدة والذي ننتظر نتائجه بكثير من التشوق. لذلك اقترح التالي للمهتمين بالمجال الثقافي والسياحي، وخصصت السياحي لما قام به من منجزات تخطى بها الكثير من العقبات لوصول الفنون ودعمها بالشكل الذي وصلت اليه الآن. وكوني استشعر أهمية الفرد للمجتمع وأهمية الفنان التشكيلي في إبراز تراث البلاد وارتباطه الشديد بالسياحة فإن الفنون التشكيلية أيضاً تحتاج لفن آخر لدعمه سياحياً، فكما المعارض تحتاج لسقف وإضاءة فهي تحتاج لفن آخر يبهر ويلفت، فالحرف التي طالما كانت السمة الرئيسية لكلمة تراث هي جزء نحتاجه في فعاليات كثيرة، وهذا أصبحنا نراه في الواقع بشكل جميل بتوجيهات سمو الأمير سلطان بن سلمان في غالبية المهرجانات، ولكن أهمية الحرف النسائية أيضاً وتفعيلها بالشكل الصحيح وإنتاج أعمال تخص البيئة السعودية، مثال: كعمل بساط يدوي بالألوان وتصميم يحوي بشكل مباشر البيئة السعودية وتراثها، فهو فن بحد ذاته يقتنى ويطلب بكثرة. ولكن حينما تدخل عليه مداخل أخرى كلغة أخرى من حروف غير عربية أو تصاميم هندية وصينية هنا نكون قد أغفلنا الجانب المهم للحرفية السعودية الخاصة الرائعة والمميزة فلا بد من دراسة جدية على الأقل للتصاميم التي تعمل عليها الحرفية أو الحرفي لنصل إلى تراث سعودي حقيقي وأصيل في زمن اختلطت فيه الحضارات. وتوعية كل حرفي وحرفية بأخذ هذا المطلب بعين الاعتبار، فعندما تكون هذه المشغولات تراثا ومن أيد سعودية إذن التصميم أو العمل اليدوي لابد أن يحوي بجميع أشكاله ومحتواه أيضاً ما يدل على تراثنا فقط لا غير، وهذا ما يميز المنتجات الحرفية لبعض شعوب العالم وهو تخصصهم فقط بتراثهم. فالتصميم لمثل هذه الحرفيات - التي تعد مصدر رزق وعاملا اقتصاديا جيدا - لابد له من دراسة متأنية وتطويرها للأفضل أطرحها الآن وعلى مدى حلقات.. إن شاء الله. ولكن لابد من استجابة وتفعيل، فعندما تكون هناك معارض تشكيلية هدفها السياحة أو تقوم على مبدأ مهرجان سياحي ويجتمع فيه العشرات من التشكيليين وفي موسم سياحي فإنه من الجميل وجود حرفيين سعودين وسعوديات، وأضع ثلاثة خطوط تحت سعوديات، يعرضون هذه الحرف على مرأى من الزوار وليست أي حرف بل المتقنة والمصنوعة بشكل ممتاز وتصميم يتضمن أو يوحي للبيئة التراثية. ولابد من مراجعة كل تصميم لأي عمل حرفي حتى ينتج الهدف المأمول وهو حرف سعودية ذات تصميم سعودي خالص بشكل متكامل. فنون تشكيلية زائد حرف سعودية تضفي نشاطاً وحركة جذب أخرى للمكان. ولأن الزائر للمنطقة عادة ما يأخذ تذكاراً جميلاً لمنطقة رائعة في بلادنا وبسعر مناسب فإن ذلك يدعم الاقتصاد السعودي وعلى مدار العام إذا كان مبنياً على الأسس البسيطة والمهمة المشار اليها أعلاه. وللموضوع بقية.. * تشكيلية - عضو مؤسس بالجمعية السعودية للفنون التشكيلية