انعقد اجتماع المملثين الدائمين للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة يوم أمس لبحث وتدارس التطورات المرتبطة بالحظر المفروض على بناء المآذن في المساجد في سويسرا واتخذ الاجتماع عدداً من القرارات وأعرب عن بالغ قلقه وعن خيبة أمله إزاء الحظر على بناء المآذن في المساجد في سويسرا والذي جاء نتيجة الاستفتاء الذي أجري يوم (29) نوفمبر الماضي وأعرب عن تضامنه مع المجتمع المسالم والملتزم بالقوانين في سويسرا، كما شدد الاجتماع على أن الحظر يعتبر شكلاً من أشكال الإسلاموفوبيا ويتعارض على نحو صارخ مع الالتزامات الدولية لسويسرا في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير والضمير والدين واتفق أعضاء الاجتماع على أن المآذن جزء لايتجزأ من التراث الثقافي والعمراني للمسلمين وتعبر عنهم وأن هذا الحظر يقيد حرية ممارسة الطقوس الدينية وإبراز التراث الإسلامي في العالم الخارجي. وشدد الاجتماع على أن من شأن هذا الحظر أن يؤجج التطرف وسوء الفهم والتصورات الخاطئة على نحو يفضي إلى الاستقطاب والتشرذم مما قد يكون له عواقب وخيمة ويتعذر التنبؤ بمداها ولاسيما في أوروبا، ورحب الاجتماع بالبيانات والإعلانات الصادرة عن الحكومات والهيئات المتخصصة لحقوق الإنسان والزعماء الدينيين وكذا عن منظمات المجتمع المدني والتي أبرزت التداعيات السلبية لهذا الحظر داعية إلى التفهم المتبادل وإلى احترام التنوع والتسامح وأكد الاجتماع القلق الذي يساور منظمة المؤتمر الإسلامي إزاء المنحى المتنامي لظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب والذي أصبح يشكل مظهرا معاصرا من مظاهر العنصرية وحث على بذل الجهود الموحدة والموجهة نحو النتائج من جانب المجتمع الدولي وخاصة مايتعلق منه بالنخبة السياسية والدينية وذلك بغية وضع إطار متفق عليه لوضع حد لهذا المنحى. وأعرب الاجتماع عن كامل دعمه لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بشأن حوار الأديان والثقافات، وكذا لنتائج المؤتمرات ذات الصلة بالمبادرة وأكد على ضرورة وضع برنامج عملي يتضمن أهدافاً محددة لتصحيح التصورات الخاطئة حول الإسلام والمسلمين في الغرب.