البتر او الفصل عن النسق او التحديق بالنصف الفارغ من الإناء وتناسي الأجزاء الصالحة التي لم تبتر بعد أو تجاهل بقية محتويات الكأس واغماض العين عن رصد بقية أبعاد الصورة ، كل هذه المفردات يمكن ان تتحول الى برنامج عمل لأي مكتبة إعلانية أو دعائية تجد ان ما يحقق أهدافها الربحية بطبيعة الحال هو تسليط الأعين والأفئدة في اتجاه محدد والعناية بطمس ما يمكن ان يؤذي المنتج أو الفكرة أو الرأي وإن كان مثل هذا التدليس الواضح قد يكون له تبعات سلبية على مستهلكي المنتج أو منتهجي الفكرة ومقتفي الرأي، إلا ان تأثيره أكثر تدميراً وأذى اذا انتهجه من أوكل اليه تقييم أداء فرد أو إدارة أو مؤسسة متعددة المهام والواجبات تفرض ديمومة الحركة وسرعة اتخاذ القرار ومن ثم تنفيذه ان مثل هذه الحالة ستكون معرضة بلا شك للوقوع بالعديد من الأخطاء خاصة إذا كان الوقت أو الفريق الموكل اليه اتمام المهمة أقل من المطلوب وأمام الأخطاء كبرت او صغرت هناك عدد من الزوايا يمكن الرؤية من خلالها، إلا ان أبرز ما يمكن رصده يرتكز على سعة حدقة عين المسؤول فإن كان من اولئك الذين يستمتعون بتجسيم الأخطاء واختزال كل الجهود المبذولة وإحراقها نظير كبوة واحدة رغم انه قد قرأ في الصفوف الأولى لكل جواد كبوة... وقد يكون هناك بعض المتبرعين لتعميق الكبوة وتلوينها وسرد العديد من الكبوات المحتملة نتيجة للأولى، وهنا نجد اننا أمام تقييم مبتور أقل ما يمكن ان يوصف به الإنتقائية وإن أردت ان أكون أكثر إيضاحاً للصورة فهو لا يعدو ان يكون اصطياداً بالمياه الراكدة. أما إن كان ذا عين مفتوحة وأذناً قد تم تحصينها بالعديد من الفلاتر الواقية مضافاً اليه الإيمان بأن الذي يعمل سوف يخطئ أم الذي لا يخطئ فهو النائم أو الجامد، فنجد ان مثل هذا سيعمل على سبر أسباب ومبررات الخطأ ومحاولة سد النقص إن وجد او تطوير الأداء مستحضراً النجاحات التي حققها ذاك الفرد او تلك الإدارة ليكون حافزاً على العطاء ومواصلة السير نحو الأهداف برؤيا واضحة تتعامل مع الأشياء تحت ضوء الشمس ولا تحتاج لمن يجزئ لها المشهد ليسهل فهمه أو هضمه لا فرق.