الهند تمد يدها للقمر في قفزة عملاقة عبر الفضاء مع أول مركبة غير مأهولة الى القمر المحددة الآن في مدار القمر لمدة سنتين، فأثبتت وكالة الفضاء الهندية (إسرو) مرة أخرى أنها أكثر فعالية من حيث المستكشف الرخيص في الفضاء الخارجي. إن المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء (إسرو) قد صنعت لنفسها اسما من خلال ارسال اقمار صناعية بعُشر من التكلفة في الدول الغربية – أى لمجرد 3.86 بلايين روبية هندية (78.5 مليون دولار). وقد حملت معها 11 مجموعة من الأجهزة العلمية إلى المدار وهو 100 كلم فوق سطح القمر، وخمسة منها مصنوعة في الهند، في تكلفة طفيفة مقابل تكلفة البناء في الغرب. مع ان هذا البلد متحمس بالاطلاق الناجح لبعثة القمر وإعلان المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء أنها سوف ترسل رجلا الى الفضاء بحلول عام 2015، إن السماء لم تعد الحد للمستكشفين الهنود. إن الاطلاق المثالي لمركبة الفضاء الهندية المسمية تشناندرايان-1 (مركبة القمر) في رحلة استكشافية حماسية الى القمر يوم 22 أكتوبر، هو في الواقع إعلان قفزة عملاقة علمية للهند. إن مركبة "بي اس ال في" المصممة خصيصا وطولها 44.4 مترا ووزنها 316، فقد اقلعت من ساحل ولاية آندرا براديش الجنوبية ووضعت تشاندرايان-1 في مدارها المحدد، والمركبة الفضائية قد انتقلت تدريجيا بعيدة من الأرض حتى دخلت مدار القمر يوم 8 نوفمبر. وخلال الرحلة لمدة عامين، سوف تقوم تشاندرايان-1 برسم خريطة القمر للبحث عن الهليوم-3، وهو وقود مهم محتمل للاندماج النووي، وتقوم أيضا بالبحث عن المياه. إن الهند الآن البلد السادس التي أرسلت البعثات الى القمر، وهكذا انضممت الى الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي السابق وأوروبا والصين واليابان. وقد عادت الولاياتالمتحدة الى استكشاف القمر على متن تشاندرايان-1 التي كانت تقل اثنين من المعدات لوكالة "ناسا" الأمريكية من بين 11 في حمولتها. إن السيد. جي. مادهافان ناير، رئيس المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء، وهو مسرور بعد دقائق من الاطلاق الناجح، قال "إن الهند بدأت رحلتها إلى القمر". فإن تشاندرايان-1 ووزنها 1380 كغم تعمل بشكل رائع وترسل الإشارات الى شبكة القيادة والتتبع التابعة لمنظمة "إسرو" الواقعة قرب مدينة بنغالور، وفقا لما أفاد السيد. أم. جي راجاشيكهاران، نائب مدير شبكة القيادة والتتبع لمنظمة "إسرو" (ISTRAC). بعدما تصل تشاندرايان-1 إلى المدار حوالي 100 كم فوق القمر، ستسقط جهاز تأثير مسبار القمر لها (ام آي بي) التي ستهبط على سطح القمر حاملة عَلَم الهند، من بين العديد من الأجهزة العلمية. وبعد ذلك، ستقوم المركبة الفضائية، بتفعيل الكاميرات والأجهزة الأخرى على متنها. إلى جانب حمولتين من منظمة "ناسا" الأمريكية وخمسة من نفسها، تحمل تشاندرايان-1 ثلاث حمولات من وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، وواحد من الأكاديمية البلغارية للعلوم. وتهدف تشاندرايان-1 إلى تحقيق أهدافها من خلال تصوير عالية من القمر في المناطق المرئية لقرب الأشعة تحت الحمراء، والميكروويف والأشعة السينية من الطيف الكهرومغناطيسي"، أفاد السيد. أم.أنادوراي، مدير المهمة، من بين الأهداف الأخرى لهذه المهمة هي: الأطلس بثلاثي الأبعاد لسطح القمر ورسم الخريطة الكيميائية لسطح القمر كله. علما بأن الاطلاق الناجح جعل بالفعل تفكير العديد من علماء الفضاء الهنود العاملين في الخارج في العودة إلى ديارهم لمهنة واعدة في المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء، أفاد مسؤول كبير، "أثارت مهمتنا للقمر اهتماما بالغا في الأوساط العلمية في جميع أنحاء العالم. إن الاطلاق جعل العديد من علماء الفضاء العاملين في الخارج يفكرون في العودة والعمل في منظمتنا لدعم فرصهم الوظيفية". إن الاستفسارات عن فرص العمل في وكالة الفضاء قد بدأت منذ 22 أكتوبر بعد إطلاق تشاندرايان-1. علما بأن العديد من الأشخاص من أصل هندي (PIOs) والعاملين حاليا في كل من وكالة "ناسا" الأمريكية، ووكالة الفضاء الأوروبية أو في كورو في غينيا الفرنسية بدأوا حياتهم الوظيفية في المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء. إن المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء وعمرها 36 عاما ومقرها في مدينة بنغالور، ولها العديد من المواقع فى جميع انحاء البلاد، تتمتع بمجموع القوى العاملة حوالي 16,500 ومنهم 10,000 عالما ومهندسا. ولضمان وجود تدفق مستمر من القوى العاملة الماهرة لمختلف الإدارات، بدأت المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء جامعة في مدينة ثيروفانانثابورام، عاصمة ولاية كيرالا، في هذا العام الدراسي. وتقدم فيها دورة لمدة خمس سنوات في مجال تكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها لحوالي 150 طالبا ولهم الخلفية للعلوم. كما تبدأ منظمة "إسرو" معهدا لتدريب رواد الفضاء لخطتها الرامية أول مركبة الفضاء المأهولة بحلول عام 2015. "إن مدينة بنغالور هي جهتنا المختارة لإقامة معهد ممتاز لتدريب رواد الفضاء لمهمتنا الفضاء المأهولة"، أفاد السيد ناير مشيرا لوسائل الإعلام حول شبكة الفضاء الهندية (IDSN) في مدينة بايالالو التي تبعد نحو 40 كلم من بنغالور. وفي تعليقها على كل ذلك، أفادت مجلة "نيوزويك" في أعقاب عملية إطلاق تشاندرايان-1: "إن الولاياتالمتحدة وأوروبا لربما ضربتا المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء بالنسبة للقمر، ولكن رؤية الهند قد تظهر فقط طريق القفزة العملاقة المقبلة للبشرية". علما بأن خمسة من مجموع المعدات العلمية على متن تشاندرايان-1 مصنوعة في الهند. وتشمل هذه المعدات الكاميرا لرسم التضاريس (تي ام سي) الذي يقوم برسم السمات السطحية للقمر، من خلال التقاط الصور السوداء والبيضاء بثلاثة الأبعاد. هذا، وكما يمكنه التقاط صورة لشريط سطح القمر عرضه 20 كلم من مسافة 5 كلم. إن المركبة الفضائية ستستخدم جهاز الاستشعار عن بعد عالي الوضوح في المناطق المرئية لقرب الأشعة تحت الحمراء، والميكروويف والأشعة السينية من الطيف الكهرومغناطيسي لرسم خريطة القمر. هذا يساعد في إعداد الأطلس بثلاثي الأبعاد لسطح القمر ورسم الخريطة كيميائيا. ومثل هذا التصوير بالاستشعار العالي سيساعد في الفهم الأفضل لعملية نشوء القمر. استخداما للبيانات من جهاز تصفيف الليزر القمري (ال ال آر آي)، يمكنه أن يساعد في الفهم الأفضل من حقله الجذبي أيضاً.