إن إقامة المعرض الدولي الذي تنظمه وزارة التعليم العالي ، في مدينة الرياض هذه الأيام ، لعدد كبير من الجامعات والمعاهد والمراكز المحلية والعالمية والمعاهد العليا وهيئات الجودة والقياس والتقويم والاعتماد الأكاديمي والتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، ومراكز الأبحاث والدراسات ، تجسد اهتمام الوزارة بآلية التواصل بين التجارب المختلفة وتوفير فرص التبادل المباشر بين الخبرات وتحقيق أهداف المواكبة الفاعلة للمعرفة الجديدة وطرائق التعليم الجامعي ونظمه وآلياته ، والمعرض يعد خطوة ذات توجه عميق نحو تفعيل الشراكات والتعاون بين الجامعات ونقلة كبيرة في التوجه داخل جامعاتنا نحو بناء جسور علمية وتقنية مع الجامعات التي حققت سمعة عالمية في مختلف برامجها ووضع إطار موحّد تنطلق منه لتحقيق ذلك ، وتتأكد هذه الأهمية من خلال تشريف خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بالرعاية الكريمة لهذا الحدث العلمي الكبير، حيث تتوج رعايته ما بذله كقائد لمسيرة التنمية الحديثة من دعم لا محدود ساهم في توسيع نطاق التعليم العالي ، حينما وجه بإنشاء سلسلة من الجامعات خلال الأعوام القليلة الماضية ودعم برنامج الابتعاث ؛ إدراكاً منه لأهمية هذه الخطوة لدفع عجلة البناء الحضاري على مستوى الفرد والمجتمع. ولا تقف أهمية هذه المعرض ونتائجه عند حدود الجامعة فقط ، بل تخدم شريحة كبيرة من الطلاب والمعيدين والمحاضرين الذين يرغبون في مواصلة دراساتهم في بعض الدول من خلال تقديم المعلومة المناسبة ومساعدتهم في اختيار الأفق المناسب لذلك ، وهي فرصة مناسبة لكافة المهتمين للاطلاع على تلك التجارب ، وتمكين الجامعات السعودية من معرفة مدى ما توصلت إليه وقياس مدى تطورها ، والتعرف من خلال ذلك على نقاط القوة ونقاط الضعف لتقييم تجاربها وفتح الطريق نحو التطوير والاستزادة من تلك المعرفة التي سيتيحها وجود مثل هذا التجاور المبهج الذي يقدمه هذا المعرض. * مدير جامعة تبوك