أكد وزير خارجية فنلندا الكسندر ستوب أن المملكة العربية السعودية بما تتمتع به من ثقل على المستوى العربي والإقليمي والدولي تمتلك مفاتيح كثيرة للقيام بدور فاعل فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط. وأعرب وزير الخارجية الفنلندي في تصريح ل "الرياض" أن لقاءاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية تطرقت لعدد من القضايا والموضوعات أبرزها حوار الأديان ومستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط, مؤكداً أن المحادثات كانت مثمرة للغاية وكشفت عن تقارب كبير في المواقف تجاه عدد كبير من القضايا والمشكلات على المستويين الإقليمي والدولي جاء ذلك خلال اجتماع الوزير الفنلندي مع رئيس هيئة حقوق الإنسان بالمملكة الدكتور بندر العيبان بمقر الهيئة بالرياض أمس الثلاثاء. وحول رؤية فنلندا لقضايا الشرق الأوسط أضاف "ستوب" أن بلاده تعمل من خلال عضويتها في مباحثات الاتحاد الأوروبي "3+3" من أجل تعزيز التزام الدول كافة بالقوانين والمواثيق الدولية, بما في ذلك قواعد وقوانين المنظمة الدولية للطاقة الذرية, قياساً على المشكلة الإيرانية القائمة بشان تخصيب اليورانيوم, كما نحرص على دعم موقف الحكومة اليمنية في جهودها للتصدي لأي تنظيمات خارجة عن القانون تهدد أمن واستقرار اليمن. من جانبه أكد الدكتور العيبان في تصريح ل "الرياض" أن جهود المملكة من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط تجلت في أروع صورها من خلال المبادرة العربية والتي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, وعرضها في مدريد والاجتماع الدولي بالأمم المتحدة في نيويورك, وتمثل إحدى الآليات التي سعت من خلالها المملكة للحفاظ على حقوق الإنسان الفلسطيني في فلسطين. وأوضح الدكتور العيبان أن لقاءه بوزير خارجية فنلندا تناول بعض جهود المملكة في مجال نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز آليات صيانة هذه الحقوق باعتبارها ملمحاً راسخاً في توجهات حكومة خادم الحرمين مشيراً إلى أن اللقاء تطرق إلى ما تقوم به المملكة من دور مهم من خلال عضويتها لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة, والذي انتخبت له لدورتين متتاليتين, بالإضافة إلى التزامها بكل مضامين حقوق الإنسان والتي كفلتها الشريعة الإسلامية السمحة. وأضاف رئيس هيئة حقوق الإنسان أنه حرص خلال اللقاء على بيان رؤية المملكة لقضايا حقوق الإنسان من المنظور الإسلامي والتي تحفظ كرامة الإنسان في جميع مراحل حياته, سواء كان ذكراً أو أنثى, والترجمة العلمية لهذه الرؤية والتأكيد عليها من خلال التوجيهات الكريمة للقيادة الرشيدة بنشر ثقافة حقوق الإنسان على جميع المستويات والعمل على صيانة هذه الحقوق من خلال تطبيق الشريعة في كل مناحي الحياة, إضافة إلى ما يتم اقراره من أنظمة تلبي كافة احتياجات المجتمع السعودي في مسيرة تطوره, وما التزمت به المملكة من خلال الاتفاقيات الدولية وبما لا يتعارض مع أحكام الشريعة, مدللاً على ذلك بمبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على المستوى الدولي لحفظ حقوق الإنسان, ومنها ما يتعلق بحقوق الإنسان الفلسطيني والتي تتعرض للانتهاك منذ عشرات السنين في ظل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.