تستضيف الرياض في نهاية يناير الجاري المعرض الدولي للتعليم العالي. ويسعدني أن أقول ان الحضور البريطاني سيكون بارزا بشكل قوي. في الواقع سيكون عدد الجامعات البريطانية المشاركة ضعف عدد ثاني اكبر وفد مشارك في المعرض . سوف تشارك جامعات عريقة ومشهورة ، مثل أكسفورد وكمبردج وكلية لندن للاقتصاد وادنبره. وسيكون هناك أيضا العديد من الجامعات الحديثة التي تمنح درجات في تخصصات مثل ادارة الأعمال والادارة المالية التي يتزايد عليها الطلب في قوة العمل العالمية. ركزت حكومة خادم الحرمين الشريفين بحكمة بالغة على التعليم خلال العام الماضي ، وكان افتتاح جامعة الملك عبدالله حدثا تاريخيا في التطور الذي تشهده المملكة العربية السعودي. وأعدت وزارة التربية والتعليم خططا تنموية طموحة بقيادة صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم . ويتولى برنامج الملك عبدالله للمنح الدراسية ابتعاث الشباب السعودي الطموح والذكي من الجنسين للدراسة في جامعات عالمية المستوى في مختلف بلدان العالم . إن ثقافة التعليم آخذة في النمو في أوساط الأسر والمجتمعات المحلية. وقد قال لي مؤخرا أستاذ جامعي انه منذ 30 عاما عندما ذهب للدراسة في الولاياتالمتحدة انتقد بعض افراد اسرته قراره ، فقد كانوا يشعرون بالقلق حيال التغيير الذي سيتعرض له جراء العيش في الولاياتالمتحدة . وكانوا متشككين حول مسألة أن تعليمه هناك سوف يوفر له فرصا أكبر. والآن يذكر هذا الاستاذ الجامعي بذاته أن طلابه الذين يفوزون بمنح دراسية للدراسة في الخارج هم موضع اشادة وتفاخر من قبل آبائهم امام أفراد العائلة والأصدقاء. يدرس الطلبة السعوديون في الوقت الحاضر طائفة واسعة من التخصصات : من الطب في جامعة سوانسي إلى الصحافة في جامعة وستمنستر الى هندسة البترول في جامعة هاريوت وات والاقتصاد في كلية لندن للاقتصاد. إن المبتعثين السعوديين الذين يحضرون دراسات في الدكتوراه يضطلعون بأحدث الأبحاث العلمية ويساهمون اسهاما حقيقيا في الحياة الأكاديمية في المملكة المتحدة. وقد أصدرت السفارة البريطانية بالرياض في العام الماضي حوالي 000ر19 تأشيرة طالب . وعلى الرغم من ان الاجراءات عموما لا ترقى الى حد الكمال ، إلا ان الاطلاع على متطلبات التأشيرات على شبكة الانترنت والتأكد من استكمال الطلب بشكل كامل سوف يمكننا من انهاء اجراءات تأشيرات الطلاب خلال خمسة ايام. وأنا فخور بأن أوصي ببريطانيا كأفضل مكان للدراسة في العالم . يدرس ابناي في الجامعة في المملكة المتحدة ويحرزان تقدما باهرا . وقد ارسل العديد من أصدقائي ابناءهم للدراسة في المملكة المتحدة وهم يحرزون أيضا تقدما باهرا . يعرف السعوديون اهمية المملكة المتحدة ويعرفون أن الحصول على شهادة من إحدى الجامعات البريطانية سوف يثير اعجاب أرباب العمل. فضلا عن انهم يريدون ان يبلغ مستوى لغتهم الانجليزية حد الكمال . أطمح بأن تشهد السنوات القادمة تزايدا في اعداد الشباب السعودي الذين يختارون التعليم الجامعي في بريطانيا ، ليس بهدف اعطائهم الفرصة لتجربة الحياة في المملكة المتحدة فحسب ، بل من اجل توطيد الروابط القائمة بين بلدينا وتعزيز مستويات التفاهم بين شعبينا. * السفير البريطاني