قبل أكثر من عامين مضت حدثني أستاذنا الفاضل صالح الزيد عن نيّة القائمين على جريدة «الرياض» إصدار ملحق عن الجريدة يهتم بأمور الاقتصاد بمعناه الواسع تمشياً مع الاهتمام العالمي بقضايا الاقتصاد والاستثمار متزامناً مع الانفتاح الكبير الذي تشهده بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على آفاق الاقتصاد والاستثمار والتطوير العالمي والتي كانت أولى مؤشراته مشاريع المدن الاقتصادية وما تبعها من مشاريع عملاقة وانتهاء بجامعة الملك عبدالله للتقنية (كاوست) والحق يقال إنني عندما علمت بالنية لإصدار هذا الملحق المنفصل عن الجريدة الأم أحسست بنوع من عدم التفاؤل بحكم أن الملاحق المرفقة بالجريدة الأم لا تحظى بالأهمية لدى القارى وأحياناً تسقط من بين الجريدة دون مبالاة من القارئ بالتقاطها وكون فصل عنصر الاقتصاد من مواضيع الجريدة بملحق منفصل يعد في نظري وأنا لست الخبير في علم الإعلام والصحافة مغامرة غير محسوبة العواقب قد تفقد الجريدة من خلالها شريحة كبيرة من قرائها. وقتها لم أرغب في إطفاء حماس واندفاع أستاذنا صالح رغم عدم رغبتي الداخلية في ذلك كون أن صفحة العمران والتنمية والتي تهتم بشؤون العمارة والعمران سوف تنتقل ضمن ذلك الملحق المنفصل عن الجريدة وبالتالي سوف يلحق بتلك الصفحة نفس شعوري المتشائم. وصدر الملحق الاقتصادي بحلة جديدة واخراج جديد وبفكر جديد وبصفحات أكثر ومواضيع أشمل وتغطيات واسعة لمعظم فعاليات أمور الاقتصاد والاستثمار في بلادنا وخارجها، مع الأيام ابتدأ ذلك الملحق يأخذ مكانه موازياً إلى حد كبير نفس أهمية ومكانة الجريدة الأم وتطور من صفحة أو اثنتين تهتم بشؤون الأسهم فقط إلى الصحيفة الوليدة الرياض الاقتصادي الذي يحتوي على عدد من الصفحات تهتم بكل شؤون الاقتصاد والاستثمار، ولكن يبدو أن بريق الاقتصاد كان قوياً بحيث طمس بريقه العديد من الصفحات الأخرى والتي كات تجعل الرياض الاقتصادي متكاملاً وشاملاً فابتلع الاقتصاد صفحة العمران والتنمية مع غيرها من الصفحات والتي كانت جريدة «الرياض» هي منبرها الوحيد بحجة كثرة الإعلانات تارة وبحجة غلاء الورق تارة أخرى وبحجج أخرى يتقنها باحترافية لا مثيل لها أستاذنا القدير صالح الزيد. والآن سطع نجم الرياض الاقتصادي وأصبحت المرجع الموثوق لكل متابع لشؤون الاقتصاد وسحب النجومية من صفحات بل وصحف كان الاقتصاد تخصصها الأساسي خلال فترة وجيزة تعتبر قياسية في عمر الصحافة كل ذلك الجهد كان وراءه رجال كانت أفكارهم وعزائمهم الدور الرئيس في بناء الرياض الاقتصادي وأنا وغيري من المتابعين نعرف تماماً أولئك الرجال وأن هذا الانجاز ليس حدود طموحهم ففي جعبتهم الكثير. * الأمين العام للجمعية السعودية لعلوم العمران - مستشار بالحرس الوطني