كعادته وخلال مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات والنجاحات المتوالية، يستمر خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله" في تربعه على قمة ذرى المجد والسؤدد، بعد أن تربع بكل جدارة على عرش قلوب مواطني المملكة العربية السعودية، بل استحق لقب ملك القلوب لدى الجميع لاسيما في البلدان العربية والإسلامية، لما تحمله يداه الكريمتان من عطاء لا يحده حدّ، ولما حباه الله وخصه من خصال حميدة وصفات كريمة. وفي وداعنا للعام 2009 واستقبالنا للعام الجديد، لا بد لنا من استعراض أهم إنجازات ومكارم الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" خلال العام المنصرم، والمحطات المهمة التي تناولت انجازاته الانسانية والاجتماعية والاقتصادية. فعلى الرغم مما حمله لنا عام 2009 من أحداث جسيمة وأوقات عصيبة، من أزمات مالية محلية وعالمية، وتحديات اقتصادية عصفت بكل مفاصل الاقتصاد وشلت حركته، وكذلك كوارث مؤلمة، إلا أن خادم الحرمين استطاع بسعة أفقه وبعد نظره وحنكة القائد الحكيم، أن يقلب الموازين ويجعل من العام الماضي، عام الإنجاز والعطاء والنجاح ليس على المستوى المحلي والإقليمي وحسب وإنما على المستوى الدولي والعالمي. فالملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي نال بجدارة لقب (بطل مكافحة الجوع) عام 2008، وأصبح محط أنظار واهتمام العالم بأسره بإطلاقه مبادرته الشهيرة للحوار بين أتباع الأديان، أبى أن يقف عطاؤه للإنسانية عند هذا الحد، وواصل جهوده الكبيرة، للارتقاء بالوطن والإنسان إلى أعلى المستويات. ولهذا جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين الشخصية الأولى عربياً ومن بين الشخصيات العشر الأقوى تأثيرا في العالم والذي أعلنته مجلة فوربس الاقتصادية المعروفة في شهر نوفمبر الماضي، وجاء هذا التصنيف غير المستغرب ليؤكد على حقيقة أن خادم الحرمين يعد بحق أحد أقطاب السياسة ليس في هذه المنطقة ولكن على مستوى العالم، ناهيك عن الدور الريادي الكبير الذي تلعبه المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية، وما يمثله ثقلها العربي والإسلامي والاقتصادي والسياسي من حضور طاغ على الساحة الدولية، وفي كل محافلها، كما أنه يتسم بروح من الشجاعة والحكمة أهلته للتربع في مكان القادة القلائل في العالم الذين يصغى إليهم ويسمع لآرائهم باهتمام شديد، خاصة وأنه مشهود له بصواب الرأي وبعد النظر والحكمة في المواقف الصعبة، بالإضافة إلى الثقل الاقتصادي البارز الذي تتميز به المملكة. وبعد هذا الاختيار المشهود له، عاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليتصدر قائمة الشخصيات الأقوى تأثيراً في العالمين العربي والإسلامي خلال عام 2009 من ضمن 500 شخصية مسلمة، وذلك للعديد من الإنجازات والإصلاحات والأعمال الإنسانية التي قدمها خادم الحرمين للعالم أجمع، ولما يتمتع به من شعبية وتأييد واسع في العالم الإسلامي لجهوده الحثيثة في نشر ثقافة السلام والتسامح حول العالم، وإشادة بمواقف خادم الحرمين الشريفين الإنسانية وحكمته وإحسانه الذي تخطى حدود المملكة والعالمين العربي والإسلامي ليصل إلى العالم أجمع. ليعتلي ذرى المجد الذي جمعه من أطرافه في خدمة وطنه وأمته ودينه. وبعد هذه الانجازات الوطنية، يأتي خبر إعلان واعتماد أضخم ميزانية للمملكة لعام 2010 بمقدار 540 مليار ريال، في حين أن الإيرادات تقدر ب 470 مليار ريال، في إطار التنمية والنهوض الحضاري الكبير الذي تشهده المملكة في كثير من الميادين، وهذه الميزانية تعد الأكبر والأضخم في تاريخ المملكة، حيث سيتم إنشاء 1200 مدرسة بالإضافة إلى مشاريع أخرى، كتخصيص مبالغ في ميادين لا تقل أهمية مثل قطاع الخدمات الصحية الذي حاز على 61 مليار ريال، وتخصيص 46 مليار للقطاع الصناعي والزراعي. وهنا لا نريد الدخول بتفاصيل الميزانية الكثيرة والتي استرعت اهتمام المراقبين الاقتصاديين داخل المملكة وخارجها، إلا أن ما يمكن قوله وبدون أدنى تردد أن الميزانية الجديدة ستدفع عجلة نمو الاقتصاد السعودي المتطور إلى الأمام، وسوف تحقق المملكة نقلة نوعية كبيرة ومرحلة جديدة من أجل استمرار النهوض الحضاري الذي تعيشه المملكة هذه الأيام. * المدير الإقليمي لمكتب دبي