كانت فكرة المدارس الإلكترونية حلماً يتطلع الجميع إلى تحقيقه في السابق، وبفضل الله رأت النور أخير بمجمع الأمير سلطان بن عبدالعزيز التعليمي بجدة وسميت مدارس المستقبل الالكترونية، وتعتبر من المدارس الرائدة بالمحافظة، حيث تتميز بفصولها الدراسية المتنقلة و"السبوارت" الإلكترونية الذكية.. نبيل عقاد ثمرة التخطيط "الرياض" زارت مجمع الأمير سلطان التعليمي والتقت بمدير عام المجمع الأستاذ نبيل طارق عقاد الذي قال إن هذه الفكرة لم تكن وليدة لحظة بل خطط لها منذ سنوات، وقد تزايد الاهتمام العالمي بهذا النوع من التعليم في السنوات الخمس الأخيرة، إذ نظمت الجمعية الأمريكية لعمداء القبول والتسجيل أول مؤتمر دولي للتعليم الالكتروني في مدينة دنفر بولاية كلورادو الأمريكية في شهر أغسطس من عام 1997م، وأول من بدأ تطبيق هذا النوع من التعليم هي الدول الصناعية المتقدمة، خصوصاً بعد الثورة الهائلة التي حدثت في تقنيات الاتصالات والمعلومات وتوسع الانترنت. وأضاف أن التعليم استفاد من هذا التقدم بطريقة موازية في وسائله، فابتكرت استخدامات تعليمية لهذه التقنيات داخل حجرة الصف بالمدرسة، إلا أن الأمر الأكثر إثارة هو تأسيس تعليم متكامل اعتمادا على هذه التقنيات، وهو ماسمي بالتعليم الالكتروني أو الافتراضي (Virtual Learning)، ونحن نطلق عليه مسمى "مدارس المستقبل"، تلك المدارس التي يتطلع إليها جمهور التربويين في العصر الحديث الذي يتسم بالتقدم التكنولوجي والانفجار المعرفي والتغيرات السريعة في العديد من المجالات المادية والتقنية والاقتصادية والثقافية، وهذا ما يستوجب من العملية التربوية متابعة هذا التطور ودراسة أثره على السلوك والقيم في عصر العولمة. حمدان الحربي مناهج الكترونية من جانبه قال الأستاذ حمدان الحربي مدير القسم الثانوي بالمجمع: بدأنا تطبيق مدارس المستقبل الإلكترونية على أرض الواقع بعد انقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك، حيث قمنا بعقد دورات تدريبة مكثفة للمعلمين بالمجمع على كيفية استخدام السبورة الإلكترونية وتخزين الدروس والاستفادة من الانترنت في إنجاح العملية التعليمية، وتختصر هذه الوسائل الكثير من الوقت والجهد، حيث جعلنا لكل معلم قاعة دراسية خاصة كاملة التجهيز، وتحتوي على السبورة الإلكترونية الذكية وجهاز حاسب آلي من أحدث طراز، وجهاز عرض (بروجكتر)، كما زودنا جميع الفصول بشبكة الانترنت عالية السرعة (DSL)، من أجل تحميل جميع المناهج وأوراق العمل من المواقع التعليمية، وبذلك يمكننا إراحة الطلاب من حمل الكتب يومياً إلى المدرسة، ونحن الآن بصدد حث الطلاب على استخدام الحاسب الآلي لحل الواجبات وإرسالها للمعلم على البريد الإلكتروني الخاص به، وما تحقق لنا من دعم بهذه المدرسة جعلنا نقفز آلاف الخطى إلى الأمام ونتمنى ان تطبق هذه الفكرة في جميع مدارس المملكة بإذن الله. تطوير المعلمين أحمد القحطاني وتحدث الأستاذ أحمد القحطاني وكيل القسم الثانوي لشؤون الطلاب عن تأسيس هذه المدرسة، وقال: مر التعليم في بلادنا بتحولات كبيرة ومتعددة نتيجة للبحث المستمر عن التطوير والسعي الحثيث للرفع من مستوى مخرجات التدريس، قد شملت هذه التحولات كل عناصر المدرسة، وقد أسهمت في هذه التحولات البحوث علمية ورؤى تربويين من ذوي الخبرة في مجال التدريس. وأضاف: ومع تنوع التحولات التعليمية، إلا أنه يلاحظ أنها كلها كانت تنحو منحى التمحور حول الطالب، فهو القطب الذي تنجذب إليه كل عمليات التطوير داخل الإطار المدرسي، أما في مدارس المستقبل سيشمل التحول الإشراف التربوي والمعلم والطالب، فالإشراف التربوي لم يعد ذلك التفتيش الذي يسعى للبحث عن العيوب أو التنبيه عليها على أفضل الأحوال، وفي مدرسة المستقبل سيكون الإشراف عملية نمو مهني للمعلم، يسعى لمساعدته على تطوير نفسه وتهيئة البيئة المناسبة لنموه المهني، والإشراف التربوي ينظر إليه على أنه عملية مستمرة وليست نشاطا يقام ثم ينتهي. ياسر باريان تسجيل الدروس وأشاد الأستاذ ياسر باريان المعلم بالقسم الثانوي للمجمع بالتحسن الذي طرأ على العملية التعليمية، وقال: سهل تطبيق فكرة مدارس المستقبل لنا كمعلمين إيصال المعلومة للطالب، بحيث يتمكن المعلم من شرح مادته بأحدث الوسائل التعليمية المتوفرة في قاعته الخاصة، كما يمكن للمعلم ان يستفيد من خبرات غيره من المعلمين والتربويين عن طريق الانترنت ومن نفس القاعة، فمثلا يمكن لمعلم الجغرافيا أن يشرح للتلاميذ عن أي دولة وهو يستعرض لهم موقع تلك الدولة عن طريق برنامج (قوقل أرث)، بحيث يتنقل بهم بين مدن تلك الدولة في وقت قياسي، كما أن معلم الرياضيات بإمكانه أن يشرح الدرس على السبورة الإلكترونية مستخدما خاصية التسجيل، وبعد ذلك إرسال هذا الشرح بالبريد الإلكتروني إلى إيميلات الطلاب المدرجة في جهاز المعلم وكل طالب لم يتمكن من استيعاب الدرس في الحصة يقوم بفتح إيميله من المنزل ويسمع شرح المعلم ويرى كل ماتمت كتابته على السبورة الإلكترونية في الحصة، وبإمكانه أن يحتفظ بكل الدروس في مستندات يرجع لها كلما احتاج، وهذا يسهل الطريق لتفوق جميع الطلاب دون اللجوء للمدرسين الخصوصيين الذين ارهقوا كواهل بعض الأسر في السابق. معاذ الغامدي حماس الطلاب من جهة أخرى قال معاذ الغامدي الطالب بالصف الثاني الثانوي: قتل نظام مدارس المستقبل والفصول المتحركة الملل الذي كنا نعانيه من جلوسنا في حجرة واحدة لمدة 7 ساعات، كما أننا لسنا بحاجة إلى مدرس خصوصي بعد الآن، فجميع الدروس مسجلة بالسبورات الإلكترونية ونقوم بحفظها على ال(USB) باستمرار، فنستمع إلى شرح المعلم في المنزل عدة مرات حتى نتمكن من الإلمام بالمادة، كما أننا ارتحنا من حمل الحقيبة المدرسية، واقتصرنا الآن على حمل مذكرة واحدة نقوم بتدوين الملاحظات والأشياء الهامة فيها و(USB) نحفظ فيه كل الدروس. أحمد نصار وشاركه الفرحة احمد نصار الطالب بالصف الثالث الثانوي، حيث قال: لا نصدق أن هذه النقلة النوعية في التعليم حدثت في مدرستنا وكأننا نعيش في حلم، فقد تغير كل الروتين الممل الذي كنا نعيش فيه منذ الصف الأول الابتدائي، فأصبحنا قريبين جداً من المعلمين بعد استخدام الانترنت لحل الواجبات وسؤال المعلم عن أي شيء يشكل علينا عبر بريده الإلكتروني، وكذلك لو حصل لأي طالب ظروف منعته من الحضور إلى المدرسة فلن تفوت عليه الدروس، حيث سيرسلها على بريده الإلكتروني أحد زملائه، مضيفا:أتوقع أن لا يكون هناك طلاب متأخرون دراسياً في مدرستنا بعد هذا التطور الذي سهل للجميع الحصول على المعلومة، وأتمنى أن تطبق المدارس الإلكترونية في جميع مدارس المملكة لأنها تسهل التفوق الدراسي للجميع .