سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شبكة الإنترنت تسببت في خسارتنا.. فلماذا لا تقوم مدينة الملك عبدالعزيز بحجب المواقع المخالفة؟ "الرياض" تفتح ملف القرصنة وتأثيرها على صناعة الأغنية.. والمنتجون يصرخون:
تعاني شركات الإنتاج الغنائي من حالة ركود اقتصادي هي الأقسى منذ سنوات حيث تقلصت المبيعات إلى الحجم الذي أدى إلى تقليل الإنتاج وفسخ العقود وما إلى ذلك، وتُعزى حالة الركود الخانقة إلى تأثير القرصنة على حجم مبيعات النسخ الأصلية وبالذات من مواقع الإنترنت التي أصبحت نافذة لإطلاق الأغاني الجديدة قبل طرحها في الأسواق، الأمر الذي زعزع من قوة الشركات المنتجة وجعلها تتراجع إلى الخلف بعد أن كانت المصدر الأول والوحيد للأغنية. عن هذه الأزمة تحدث للرياض الفنان خالد عبدالرحيم وقال إن الوضع الحالي لا يساعد أي فنان أو شركة إنتاج على الإنتاج وذلك لعدة عوامل من أهمها تسرب الأعمال قبل طرحها في السوق "حيث إن كبار المطربين تعرضوا للقرصنة ولخسائر فادحة جراء تسريب أغانيهم للإنترنت"، ويرى عبدالرحيم أن هذا سبب انخفاض على طلب الألبومات الأصلية من محلات بيع الكاسيت ما جعل كثير من شركات الإنتاج تتوقف عن إصدار البومات جديدة أو استقطاب أصوات جديدة. من جانبه قال المنتج الغنائي عبدالله العثمان أن سوق الإنتاج بدأ بالتراجع منذ دخول الإنترنت "وزاد الطين بلة محلات الكاسيت التي تبيع النسخ غير الأصلية"، ومع أن القرصنة أزمة عالمية إلا أن العثمان يرى أن المملكة تعاني من تفشيها بشكل كبير بسبب عدم وجود قانون واضح وصارم لحماية الملكية الفكرية "إن النظام لا يطبق إلا على شركات الإنتاج أما محلات بيع الكاسيت فهي تسرح وتمرح بلا حسيب" ويضيف العثمان "لو أخطأت الشركة فإنها مهددة بسحب الترخيص أما المحل الذي يبيع الكاسيت المنسوخ فإن العقوبة التي تنتظره هي كتابة تعهد وقفل المحل لمدة معينة والتغريم وبعد ذلك يرجع لنفس الممارسة وأنا هنا أطالب بأن تكون العقوبة رادعة ضد هذه المحلات المخالفة وليس أقل من شطب تراخيصها". عبدالله العثمان ويحمل العثمان شبكة الإنترنت المسئولية الأكبر في تدهور صناعة الأغنية ويصفها ب"السارق الأكبر" مُتسائلاً عن دور الجهة المسئولة عن حفظ حقوقه "أنا كمنتج خسرت مبالغ كبيرة لتطوير الأغنية الشعبية في المملكة والآن توجد آلاف المواقع التي تُقدم أعمالي بدون وجه حق ولا تنازل.. أين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ولماذا لا تقوم بحجب هذه المواقع التي اقترفت مخالفة صريحة وقامت بسرقة جهودنا جهاراً نهاراً مع العلم بأن السيرفرات المستضيفة لهذه المواقع هي في الغالب سيرفرات شركات سعودية". واتفق الأستاذ ماجد المدشل، وهو نائب رئيس واحدة من أكبر شركات الإنتاج الغنائي في المملكة، مع عبدالله العثمان في تحميل شبكة الإنترنت المسئولية الأكبر في تدهور صناعة الأغنية "إنها صاحبة التأثير الحقيقي على شركات الإنتاج ففي السنوات التي سبقت ظهور الشبكة كانت المبيعات 100 % بينما حالياً لا تصل إلى 40 % وإذا استمر الوضع دون تدخل من الجهات المسئولية ضد المواقع الإلكترونية المخالفة فقد يقضي ذلك على صناعة الأغنية". وعن المساعي المبذولة لإيجاد مخرج من هذه الأزمة قال المدشل إنهم يسعون لذلك من خلال جمعية المنتجيين السعوديين، أما الأستاذ عبدالله العثمان فيبدو أكثر تشاؤماً مؤكداً بأنه لا يستطيع الإنتاج حالياً بسبب الخسائر وهو مستعد لبيع المؤسسة هرباً من خسائر أكبر. الفنان خالد عبدالرحيم يوسع من دائرة الأسباب التي أدت إلى تقلص الإنتاج الغنائي ويضيف لها الجانب الاجتماعي وظروف الحياة التي جعلت الكثيرين ينهمكون في معاشهم ولا يحرصون على متابعة الجديد في سوق الأغنية، كما يرى أن كثرة الفضائيات الغنائية لعبت دوراً في هذه الأزمة فهي تبث على مدار الساعة أغاني جميع المطربين مما يجعل المتابع للفضائيات متشبعاً من الأغنية وليس كالسابق عندما لم تكن هناك مصادر للأغنية سوى محلات الكاسيت التي كان الجمهور يحتشد عندها في يوم طرح ألبوم غنائي لأحد مطربيه المفضلين. ويتفق العثمان معه في هذه النقطة ويقول إن سلبيات القنوات الفضائية الغنائية أكثر من إيجابياتها لأنها "أكثر من اللزوم وحالياً توجد أكثر من 100 قناة فضائية غنائية عربية تبث الأغاني بكثافة جعلت الجمهور يتشبع منها ويُعرض عن شرائها".