ستكون الإثارة حاضرة بكل معانيها حينما يلتقي اليوم فريقا الشباب والنصر في الجولة ال14 من دوري (زين) السعودي للمحترفين، لا من الناحية الفنية فقط، بل من الناحية الإعلامية، وتحديداً على الصعيد الإداري في الناديين. فالتصعيد الكلامي الذي بلغ حداً بعيداً بين رئيسي الناديين في الآونة الأخيرة ألقى بظلاله على المواجهة المرتقبة، ما يجعل المباراة تقف على فوهة بركان من الإثارة المنتظرة، فضلا عن طبيعة المواجهة وأثرها على السباق النقطي في الدوري، إذ يسعى الشباب للفوز بغية اللحاق بالمتصدر الهلال من خلال تجسير المسافة بينه وبينه، في حين يؤمل النصر في مواصلة عزف نغمة الانتصارات التي عزفها بعد طول انتظار في مواجهة الاتفاق الأخيرة. وليس الفريقان وحدهما من يتطلعان للنتيجة، فثمة فرق أخرى أيضا تترقبها، لعل أبرزها الهلال والاتحاد اللذين يمنيان نفسيهما بتعثر الشباب، إذ سيكون ذلك مريحاً للهلال الذي سينفرد تماماً بالصدارة دون أدنى مضايقة من أحد، وبالمثل للاتحاد الذي يسعى للحاق بركب الهلال والشباب بعد أن ابتعدا عنه جراء نتائجه السلبية الأخيرة. ويعتبر متابعو الدوري السعودي هذه المباراة هي الوجبة الدسمة في هذه الجولة، لا لمستواها الفني وإنما عطفاً على التصريحات التي أشعلت المواجهة قبل انطلاقتها، والتي بدأت من خلال "التصريح الناري" الذي أشعله خالد البلطان من خلال إعادته لتشكيل معادلة "الأربعة الكبار" في الكرة السعودية، إذ اعتمد معادلة جديدة سمَّاها معادلة "الثلاثة الكبار" مشركاً ناديه فيها بالإضافة إلى الهلال والاتحاد، وهو ما أثار حفيظة مسؤولي النصر والأهلي الذين اعتبروا تصريحات البلطان موجهة نحوهما كونه استبعد نادييهما من منظمة "الكبار" وهما اللذان ظلا فيها منذ أن عرفت الرياضة السعودية كرة القدم. ليأتي الرد النصراوي أعنف حينما أكد رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي استعداد ناديه لشراء عقد لاعبي الشباب عبده واحمد عطيف ما لم يحسم ناديهما التعاقد معهما، أو وضعا على قائمة الانتقال، وهو ما اعتبره رئيس الشباب تحريضاً يستوجب مقاضاة رئيس النصر عليه لدى اتحاد الكرة، وهو الكلام الذي سخر منه الرئيس النصراوي، الذي عاد مجدداً ليرفع سقف المواجهة بينه وبين الرئيس الشبابي في آخر تصريحاته حينما رفض الرد عليه بحجة عدم إعطائه أكبر من حجمه!. وكان طبيعياً أن تلعب مثل هذه التصريحات دورا كبيرا في تسخين أجواء المباراة، التي لا شك ستلقي بظلالها على اللاعبين داخل الملعب، إذ بدأت التحذيرات في الجانبين بأن يقتصر التفاعل معها على الصعيد الفني، مع تجنيب المواجهة أي احتكاكات خارج إطار اللعب النظيف، بيد أن كثيرين من المتابعين باتوا يخشون أن تخرج المواجهة عن إطارها التنافسي الطبيعي، في ظل حالة الغليان التي وصلت لها منذ وقت مبكر.