هناك قائمة شكاوى يومية نتناقلها في هذا العصر السريع الوقع والاحداث , خاصة فئة النساء تتلخص في عدم تذكر اماكن الاشياء او الرقم السري للمعاملات الاليكترونية والمصارف مما جعل العلماء في جامعة كاليفورنيا يعتقدون بأن 60% من النساء في اعمار الاربعينيات وما بعدها يعتقدن بأنهن يعانين من نسبة ما من فقدان الذاكرة..ضريبتها هي طاقة معنوية مهدرة ,ونتيجتها تؤثر في القدرة الذهنية بالطبع مما يجعل سماع متاعب مثل عدم القدرة على الاسترخاء او وضع اداء العمل اليومي في خانات اوتوماتيكية والشعور بالقلق تبدو مألوفة ومبررة تماما . والحل؟ كما يدعو اليه الخبراء المعنيون وهو بالمناسبة يصلح للجنسين لا يتعلق بمحاولة استرجاع المعلومات أكثر وانما تنقية اذهاننا من فوضى ما نخزنه فيها . وفي هذا الزمن يسهل تخيل كمية ما يتم تلقيه ومعالجته على المستوي الحياتي , لذا يقول د. بول بلكيرون استشاري الطب النفسي The Selby and York Primary care trust إن زيادة تلقي المعلومات بإمكانها حقيقة ان تأتي بنتيجة عكسية وان تتسبب بعدم القدرة على التركيز , التوتر وحالات الفزع لغير المتوقعة . والنساء وكما هو معروف عنهن في انحاء العالم كله يقمن بعدة ادوار في آن واحد من ادارة شؤون البيت والعمل والعائلة ويقول مؤلف كتاب Brain Rules قوانين العقل " د.جون مادينا بأنه بالرغم مما يعتقده الكثيرين إلا ان العقل ليس بإمكانه القيام بتعدد المهمات . بالاضافة إلى أن كثيرين منا يقومون بلخبطة أذهانهم اكثر بفعل القلق المتزايد لامور لا يمكننا السيطرة عليها مما يساهم في المزيد من الشعور بالتوتر . وطبعا ينتج عن ذلك كله حالة تحميل ذهنية اكثر من اللازم . والموضوع الذي نشر في احدى المطبوعات الصحية الغربية يأتي بالحلول ايضا عن كيفية تحرير العقل في بضع وصايا انقلها لكم مترجمة لعلها تفيد : فرز الافكار غير المطلوبة او المرغوبة – اهمها المخاوف والقلق – وهي اكثر ما تشغل الذهن ولكنها اقلها منفعة . ولتسهيل مهمة الانتقاء ينصح بالتساؤل كلما داهمتنا مشاعر قلقة " هل هذه افكار مفيدة ؟" اما الشعور بالضيق بعد الاخفاق في مقابلة وظيفية مثلا ليس منتجا حيث ان المسألة انتهت وليس بإمكان الشخص ان يعدّل فيها . ان جرعة من التوتر المفيد تصبح مطلوبة ان حفزتنا على القيام بأشياء صحية وبناءة ولكنها تتحول إلى اداة مهدرة للطاقة والحالة المعنوية ان كانت بلا بوصلة . تعلم كيف تفلتر الافكار . وهنا ينصح بالتعامل الصحيح مع تلك الافكار السلبية بعد التعرف عليها اذ انه من غير الممكن ان نمنع انفسنا من التفكير في امور تثير الضيق دون تعامل والطريقة المثلى هي ان ندع تلك الافكار تمر دون مقاومة حيث يحبذ ان نكون واعين بها ولكن نقوم بما علينا من عمل او مهمات وقل لنفسك " انني افكر بتلك الاشياء المثيرة للقلق ولكن لدي عمل انجزه " أهمية التركيز . ان ملاحظة ما نفعل في " الان " اي الحاضر الزمني تساعد اذهاننا كثيرا فمثلا لا تضع مفاتيحك في اي مكان عند العودة للبيت دون تأمل وانما توقف لثوان واطبع صورة ذهنية عن المكان الذي وضعتها فيه . انه تمرين يساعد على التركيز وحفظ الذاكرة . واخيرا لايجاد ذهن متوقد وحاد ينصح بالاسترخاء ، نعم وهي حالة قد تتصعب ان تعودنا على ملء عقولنا بمعلومات فوضوية ولكن الانضباط هنا ضرورة وبالاسترخاء لا يعني بالطرق المعتادة اي السكون التام رغم ان هذا مفيد احيانا , وانما بالقيام بنشاط مختلف تماما عن عملك اليومي , ولهذا فإن العودة للبيت بعد يوم عمل طويل والاستلقاء امام جهاز التلفزيون ليس مريحا تماما – لانك ما زلت تستخدم نفس الاجزاء من المخ – والاسلوب الصحيح هو عمل إشغال العقل بأشياء مختلفة مثل اعداد الطعام او ممارسة الرياضة ، الغناء او حتى الرقص ..كلها انشطة سوف تأخذك بعيدا عن مناطق التفكير .