نحمد الله عزَّ وجلَّ الكافي الشافي المعافي ونحمده على أن منَّ علينا بشفاء سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز سلطان القلوب وسلطان الجود والخير والمحبة، ونحمده أن عاد وسمو أميرنا المحبوب أمير الوفاء الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن الغالي سالمين غانمين وهما بصحة وعافية، وإن أصدق ما يمثل واقعنا هذه الأيام ويوضح حالاً ويجسد وصفاً لسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز (حفظه الله) وفرحتنا الغامرة بشفائه هو قول أبي الطيب المتنبي في ممدوحه سيف الدولة الحمداني بعد أن شفي من وعكة ألمت به: المجد عوفي إذ عوفيت والكرم وزال عنك إلى أعدائك الألم وراجع الشمش نور كان فارقها كأنما فقده في جسمها سقم وما أخصك في برء بتهنئة إذا سلمت فكل الناس قد سلموا فلقد استبشرنا واستبشر الوطن وجميع شعوب العالم الإسلامي والعربي بهذا الفضل وهذه النعمة لما يتميز به سمو ولي العهد من صفات كثيرة وعظيمة كالجود والكرم الفياض والنخوة والشهامة وحبه الجم لفعل الخير والعطف على المحتاجين والحرص على كل ما يهم الوطن والمواطن ومصالحهما حتى ملك بذلك القلوب وسمي سلطان الخير والعطاء وسلطان القلوب... بل ولقد استبشرت شعوب العالم ودوله وقادتها بشفاء سموه الكريم ووصوله إلى أرض الوطن سالماً غانماً لما لسموه الكريم من الثقل الكبير والتأثير في سياسة المملكة العربية السعودية منذ أن تولى منصب إمارة العاصمة (مدينة الرياض) ونهاية بتوليه وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً وولياً للعهد ولما يتصف به سموه الكريم من الحكمة والسياسة وبعد النظر والاتزان في المواقف والصدق فيها والثبات على الحق ونصرة الضعفاء والمحتاجين والمنكوبين.... ولقد اشتقنا إلى سمو ولي العهد وسمو الأمير سلمان حفظهما الله كما اشتاق إليهما الوطن وأبناؤه وتعلقت بهما القلوب والآمال، ولقد عمت الفرحة والسعادة أرجاء الوطن... وإن ما أسعدني وأسعد أبناء هذا الوطن الغالي أنه رغم ما أمضاه سمو ولي العهد وسمو الأمير سلمان حفظهما الله من وقت في فترة العلاج وفترة النقاهة وانشغالهما وبعدهما بأجسادهما هو قربهما بقلبيهما الكبيرين وقيام سموهما بمتابعة أعمالهما المناطة بهما والاهتمام بشئون الوطن والمواطن والاستفسار عن كل واقعة وحادثة وما تم حيالها ومعالجتها، وحرصهما على تلبية رغبة ومساعدة كل من يلجأ إليهما سواء من المواطنين أو بقية شعوب العالم كعادتهما، كما شاهدنا وقرأنا في الصحف حرص سموهما على أن يكونا قريبين من كل مواطن إما بتعزيته ومواساته في حال العزاء، أو المباركة له في حال فرحه أو شكره في حال قيامه بعمل يستحق الشكر والتقدير عليه. ونجد سموهما حريصين على متابعة الأعمال الخيرية والمشاريع الإنسانية ورعايتها والتبرع للجمعيات الخيرية وتحفيظ القرآن وكأنهما ليسا ببعيدين... وإن ما قام به أميرنا الوفي سمو الأمير سلمان حفظه الله عندما ضرب المثل الطيب والقدوة الحسنة وذلك بمرابطة ومتابعة ومرافقة شقيقه سلطان الخير في حال مرضه وفترة النقاهة ليس بمستغرب فهو صاحب القلب الرحيم المرهف وصاحب العواطف الجياشة الصادقة والفياضة وليست هذه الوقفة الأولى بل سبق وأن وقفها مع شقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى ووقفها مع بقية إخوانه وأبنائه من الأسرة المالكة، وله المواقف الكثيرة مع أبنائه المواطنين التي تبين عطفه وشفقته وحبه لفعل الخير والحرص على ما يخدمهم ويحقق مصالحهم وصحتهم سواء بماله أو بجاهه وكل ذلك يوضح ما يحمله سموه الكريم من قلب كبير شمل الكل بالعطف والرعاية والحب ابتغاء للأجر والمثوبة من الله عزَّ وجلَّ وإيماناً بالله واتباعاً لحديث الرسول «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا»، وحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته». وليبشر سموه الكريم بالخير العميم والأجر الجزيل من الرب جلَّ جلاله... وبمناسبة وصول سمو ولي العهد أمير الجود والخير وأمير القلوب إلى الوطن وهو بصحة وعافية أهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسموه الكريم وصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وأهنئ جميع الأسرة المالكة وأهنئ أنفسنا (شعب هذا الوطن الغالي) ونشكر الله عزَّ وجلَّ ونحمده على هذا الفضل والمنّة وأسأله جلّ وعلا أن يديم على سمو ولي العهد الأمين الصحة والعافية ويحفظ الجميع من كل سوء ومكروه وأن يوفقهم لما يحبه ويرضاه وأن يديم عزهم نصراً وذخراً للإسلام والمسلمين ولأبنائهم المواطنين إنه سميع مجيب... * إمارة منطقة الرياض