يكثر استقدام الخدم في مجتمعنا، وهناك أسر فعلاً لايمكن أن تستغني عن الخادمة،؛ خاصة اذا كان كل من الرجل وزوجته يعملان، ولكن لاتزال كثير من الأسر تواجه مشاكل متعددة وربما متكررة مع الخادمات، ومن ابسطها عدم النظافة ومن أخطرها السرقة، وذلك نتيجة اسلوب التعامل مع الخدم والاساءة إليهم فتتولد لديهم كراهية لكافليهم، أو عكس ذلك كالثقة المفرطة وتغليب حسن النية فيستغلون ذلك في التخاذل في العمل أو حتى السرقة، أما الاسر التي لا تواجه متاعب مع الخادمات غالباً فقد نجحت في إيجاد توازن بين الانضباط وحسن المعاملة.. ليبقى السؤال الملح في كل مرة: هل تثق في خادمتك؟، وللإجابة عن هذا السؤال كانت القصص والمواقف التالية.. الذهب والشحم في البداية قالت السيدة زينب (معلمة): خادمتنا كانت طيبة، فلا أحد يصدق أنها سوف تسرق أي شيء من المنزل، فوثقنا بها مع كل شيء حتى الذهب، وفي أحد الأيام سرقت مجموعة من الذهب، وسألت الجميع ولكن دون جدوى لان المنزل مليء بالساكنين ومنهم أبناء أخواني، ولم اشك في الخادمة، وبدأت أتساءل مع نفسي من سرقني؟، ولم يخيل لي أن تكون هي من يسرقني، وبعد فترة سرقت ذهبا من بيت أخي أيضا، وظلت تسرق أربع سنين، وكانت تقوم بتصرف مريب، حيث أنها كانت تأخذ كل الشحم عندما نذبح شاة، وتبرر ذلك بعدم وجود سمن يستعملونه في بلدهم، وفي يوم سفرها إلى بلدها أرادت أخذ الشحم مثلجاً معها، ولكن أخي رفض فبكت الخادمة ورفضت السفر بدونه، فشك أخي وطلب كيسا من أكياس الشحم ووضعه على النار، فإذا بهذا الشحم يخبئ في داخله الذهب الذي سرقته مني، وفتشنا جميع أكياس الشحم ووجدنا كل الذهب، ولم يكن احد يشك فيها ابدأ حتى كشف أخي ملعوبها بسبب البكاء على هذا الشحم!. كعكة آخر الليل! وقالت السيدة خديجة من إحدى قرى جازان: كانت خادمتي تسرق من بناتي الذهب وهن صغيرات، وكذلك إذا وضعت خاتما ونسيت مكانه تقوم بسرقته، وتفعل ذلك مع أي شيء من الذهب يوجد على التسريحة أو في الدولاب، وعند السؤال تقوم تبكي وتقسم بالله أنها لم تسرقه، وللأسف نصدق ذلك، وهي تقوم بأخذ الذهب ووضعه في علبه حليب نيدو وتدفنها في التراب بحوش المنزل، وفي يوم سفرنا وقبل أن تكمل الوقت في السنتين المحددة لها اصطنعت مشكلة من اجل أن تسافر، وقامت في آخر الليل من اجل خبز كعكة لتسافر بها إلى بلدها والكل نائم، وقد أخرجت الذهب من التراب، وعجنت العجينة وجهزت الكعكة، ووضعت الذهب في الصينية وصبت عليها العجينة، وبالصدفة قام أحد أفراد الأسرة وذهب إلى المطبخ وشدته رائحة الكيك، فاقترب من الفرن فإذا بشيء يلمع من الفرن، فأخذ العجين وغرزه بالسكينة، فإذا به يحس بجسم صلب، فقام باستدعاء الجميع واخبرهم بالأمر، فأقسمت أنها خبزت هذه الكعكه لأهلها، وبعد الاستواء قاموا بتقطيعها، فإذا بالذهب كله في وسط الكعكة، واعترفت الخادمة بأنها هي من سرقت الذهب!. سرقة في رمضان السيدة فاطمة (معلمة) كانت تستخدم خادمة وزوجها الذي يعمل سائقا، وقالت عن تجربتها: كانت الخادمة تعرف المكان الذي احتفظ فيه بأموال جمعية كنت اشارك ضمنها، وفي يوم من أيام شهر رمضان المبارك كان الجميع نائمين في النهار، وقد دخلت الخادمة إلى الغرفة وسرقت كل الأموال ومعها بعض من الذهب وهربت مع زوجها، وعندما استيقظ أهل المنزل لصلاة الظهر لم تكن موجودة، فتوقعنا أنها عند زوجها ولم تصح إلى الآن، وبعد صلاة العصر لم تحضر فذهبت إلى غرفتها وطرقت على الباب لكن دون جدوى، فقام أحد أفراد الأسرة بكسر الباب ولم نجدهم، وعندما ذهبت إلى الدولاب اكتشفت أنها سرقت جميع الأموال وبعض الذهب ولم نجدهم أبدا. الثقة والانضباط ويشير احمد الحمد الى ان الثقة في الخادمة امر ايجابي اذا واكب ذلك التزام من رب الاسرة بالمتابعة والمراقبة للخادمات في المنزل، وقال: ان ملاحظة المتغيرات التي تطرأ على الخادمة اثناء عملها اليومي تكشف مدى وحدود الثقة التي وصلت إليها الخادمة، فمثلاً لو كانت الخادمة تشعر ان هناك ثقة ممنوحة لها فالسلوكيات التي تكون عليها هي التي تفسر مدى التزامها بشروط هذة الثقة، موضحا أن الثقة في الخادمة مهما حاول البعض رفضها فهو يجانب الصواب، لأن طبيعة الاسرة السعودية غالبا تقتضي ان تكون الخادمة هي اول من يصحو من النوم في المنزل، وهي التي تهيىء ان لم تعد الوجبات للاسرة، كما تلتزم بمسؤوليات متعددة للاطفال، فكل ذلك هو في الواقع ثقة في الخادمة، فمن ينكرها فهو يمارسها يوميا، لذا من المهم ممارسة الثقة مع الرقابة.