عُدتَ... فعاد بك الربيع ببهائه وصفائه ونقائه. عُدتَ... فعادت بك الفرحة.. فرحة تملأ فضاء هذا الوطن.. وسماء هذا الوطن وأرض هذا الوطن وقلوب أبناء هذا الوطن. - وطن أحبك بقدر ما أحببته وأغلاك بقدر ما أغليته، وأعطاك بقدر ما أعطيته. - وطن يلقاك اليوم وقد تزّين بكل ألوان الربيع، يكاد كل شيء فيه يبتسم فالوجوه تبتسم والعيون تبتسم والقلوب تبتسم والصغار والكبار جميعهم يبتسمون.. فالفرحة بعودتك سالماً غانماً بعد طول غياب تملأ فضاء هذا الوطن.. كل الوطن. أيها الأمير: هذا يوم الوفاء.. يوم يوفيك فيه الوطن حقك، وحقك على هذا الوطن كبير.. كبير بحجم عطائك وإخلاصك ووفائك وجهودك المشهودة في بنائه ورفعة شأنه وعلو كعبه حتى بلغ ما بلغ من علو الشأن والمكانة بين الأمم. فيدك الخيرة الكريمة كم وكم امتدت لتصل إلى كثير من ذوي الحاجات فلا عجب أن يلقبك أبناء شعبك الوفي بسلطان الخير والعطاء، وسياستك ورؤيتك المتوازنة والمدركة لاتجاهات ومعطيات الحراك العالمي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وعلمياً أسهمت إسهاماً فاعلاً في رسم سياسة هذا الوطن بما يمكنه من الانطلاق في عملية بناء الدولة الحديثة على كل المستويات رغم كل الظروف الإقليمية والدولية التي كان يجد نفسه طرفاً فيها. أيها الأمير.. لقد رسم يوم عودتك إلى أرض الوطن وما عمّ البلاد والعباد من مشاعر الفرحة والسعادة رسم صورة لتماسك وتعاضد وتكاتف أبناء هذا الوطن مع قيادتهم الرشيدة والحكيمة.. صورة معبِّرة وقوية لتراص الصفوف والقلوب خلف القيادة الحكيمة. أيها الأمير.. هذا يوم مشهود في مسيرة هذا الوطن.. يوم تتجدد فيه البيعة بأجل صورة وأخلصها وأوفاها لمليك هذه البلاد المفدى ولولي عهده الأمين وقيادته الحكيمة.. بيعة بالقلوب قبل الأيادي.. بيعة صادقة مخلصة نابعة من صميم فؤاد أبناء هذا الوطن، فالأمة كل الأمة تخرج في هذا اليوم تعبِّر عن رضاها ومحبتها وفرحتها بعودة ولي العهد الأمين عضد المليك المفدى وساعده القوية وهي تستذكر في هذه المناسبة إنجازاته المشهودة وعطائه غير المحدود وجهوده الموفقة في بناء هذا الوطن، فسموه حفظه الله تقلد العديد من المناصب وهو أمر مكَّنه من اكتساب الخبرة الواسعة في كثير من الميادين، فذاكرة الوطن تحفظ له أنه تولى رئاسة الحرس الملكي عام 1362ه، ثم صدر الأمر الملكي عام 1366ه بتعيينه أميراً على الرياض، ثم تعيينه كأول وزير للزراعة عام 1373ه ثم وزيراً للنقل عام 1375ه ثم وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً عام 1380ه، ثم صدر الأمر السامي الكريم عام 1402ه بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. وعندما تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله مقاليد الحكم صدر الأمر الملكي بتعيينه ولياً للعهد ونائباً أول لرئيس مجلس الوزراء، وهو المنصب الذي لا يزال يشغله حفظه الله حتى الآن.. مسيرة حافلة بالمناصب القيادية ومتنوعة في خبراتها وزاخرة بعطائها.. مسيرة هي اليوم في وجدان هذا الوطن وهو يعبِّر عن سعادته وفرحته بعودة أميره المحبوب سلطان الخير وسلطان القلوب. * وكيل جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن