يعيش الشعب السعودي هذه الأيام فرحة غامرة.. بعودة سلطان الخير ولي العهد الأمين.. بعد رحلة علاجية طويلة تكللت بحمد الله وفضله بعودته سالماً معافى.. مع خالص الدعوات بأن يكلأ الله سبحانه وتعالى سموه الكريم بعونه وتوفيقه ولأن يسبغ عليه ثوب الصحة ولباس العافية وأن يمد في عمره ويبقيه ذخرا للإسلام والمسلمين.. وسنداً وعضداً لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز.. وأن يديم على بلادنا الغالية نعمة الأمن والاستقرار والرخاء العميم. ويطيب لي في هذه المناسبة السعيدة أن أنوه بجانب من جانب عطاءاته الخيرة بما يتعلق بتشجيعه للبحث العلمي.. فكرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة، نموذجٌ مثاليٌ لتأكيد الثقة بين الحكومة والمواطن، إن هذه الأكاديميات المُثلى والقيم الإنسانية الفُضلى، لم تكن في ظلال مملكتنا آمال تُرجى، ولا أحلام خيالية بعيدة عن الواقع التطبيقي العملي، فأكد سلطان الخير واقعاً حياتيّاً ملموساً، وليس بالغريب في سلوكه، فهو الداعي لعمل الخير عبر تاريخه الناصح وسيرته الحميدة، فهو فارس الخير كما عودنا إذا أنا لم أعطِ المكارم حقها * فلا عزني خال ولا ضمني أبُ وفقا لجريدة الوطن السعودية، إن كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة، تلقى دعماً كبيراً من ولي العهد، إذ بلغ تبرعه للكرسي أكثر من (12) مليون ريال، متخطياً بذلك ما يتم دفعه للكراسي الأخرى بمعدل (5) ملايين من الفرد للكرسي الواحد، و(10) ملايين من المؤسسات، وبين أنه تم تخصيص مليون ريال لمعمل الحديث النبوي الذي يرعاه الكرسي دعماً لوظيفة الكرسي البحثية والتعليمية المتطورة والتطوير. ويُرَشِّدْ الكرسي تحت رعاية الأيدي الطاهرة الأمينة، مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المشرف العام على كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة، ومحضن الكرسي جامعة الملك سعود في شخص الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان، وتنعم اللجنة الفنية للكرسي بالترتيب بفعاليات متقدمة للكرسي، والتي تشمل لقاءات الكرسي الفكرية حول (الوسطية والاعتدال) كمبدأ عام لمنطلقات الكرسي، يهدف إلى معالجة القضايا المعاصرة المتعلقة بوسطية الإسلام في أفق سماوي متألق، ومنارة جديدة لخدمة علوم الإسلام، بضمان يكلله النجاح من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد حفظه الله، في تبرع سخي وتمويل يهدف أكاديمياً لإبراز وتأكيد وسطية الإسلام واعتدال وسماحة أحكامه في إطار خطاب القرآن الكريم والهدي النبوي القويم، ومنهج سلف الأمة من الصحابة على قيم سيدنا عمر الفاروق وسيدنا سعد وسيدنا حمزة رضي الله عنهم. نبني كما كانت أوائلنا * نبني ونفعل مثل مافعلوا فتنفيذ برنامج كراسي البحث الحضاري تَشْرُف وتطْلُع جامعةُ الملك سعود به وبترتيب مهامه، تلك المنارة العلمية الرائدة والجامعة العالمية حائزة الصدارة العلمية في الكثير من المناشط التعليمية المعاصرة، وفي نظرة بعيدة مستقبلية يهدف الكرسي إلى دعم الدراسات والأبحاث المؤكدة على وسطية الإسلام، في جدار الحماية الفكرية الصلبة، الحامي من الأفكار المنحرفة، في ضربة استباقية للتيارات الهدامة، وبأسلوب منهجي وموضوعي، استشرافاً للمزيد من الإضافات الحيوية نحو تنمية جوانب التوازن والاعتدال الفكري في أوساط الناشئة والتي كان من السهل جدا أن تنتشر فيها ظواهر الغلو والتطرف والتفسخ والانحلال، فهدف الكرسي للحماية والوقاية المتسارعة، مستبقا الحاجة للعلاج، كما يهدف الكرسي للمساهمة في معالجة القضايا التي تثير جدلا في أوساط علماء الدين والأطباء والقانونيين والمهنين، من القضايا الفقهية المعاصرة والمستجدة في ضوء الإسلام، مقترحاً التجديد للمشروعات البحثية الضخمة ووسائل إنجازها وتنفيذها عبر المؤتمرات والندوات والمحاضرات في مجال (الوسطية) ومضامينها، كما يدعم ويشارك في الفعاليات التي تنظمها جهات أخرى تخدم بعض أهداف الكرسي، متمثلة في طباعة الكتب التي تعنى بفعاليات الكرسي، كما يسعى إلى تنظيم ورش العمل وبلورة الأفكار الدعوية النشطة والتنظيمية لفعاليات الكرسي ومناشطه ورعاية بعض طلاب المنح المتميزين وتبني دراساتهم، كما يتبنى قضايا حقوق الإنسان في الإسلام المتعلقة بالأسرة والمرأة والطفل والبيئة، والتدخلات الطبية في الفقه الإسلامي من منظور القضايا الفقهية المعاصرة كالاستنساخ الحيواني وطفل الأنبوب والقتل الرحيم، والأحكام المتعلقة بالعلاقات الدولية المعاصرة، وللكرسي عدة انجازات عن التسامح والعدوانية بين الإسلام والغرب، من جهة التأصيل العلمي والتاريخي والرؤية الواقعية العقلية المبرهنة الواضحة والمبرزة لمنهج الإسلام منذ نشأته وحتى قيام الساعة وما اشتمل عليه من مبادئ وقيم وقوانين وأحكام وتوجيهات تؤكد حقيقة هذا الدين وأهدافه ووسائله، كما يرد على عدوانية الغرب بالمنطق والعقل ويفضح بعض تجاوزاتهم من خلال الوقائع الثابتة على مر العصور حتى يومنا هذا وقد اعتمد الكرسي المنهج المعتدل، مستفيداً من أقوال الفقهاء المعاصرين وقرارات المجامع الفقهية ولجان الإفتاء في العالم الإسلامي، فحشد عدداً كبيراً من المسائل الفقهية المعاصرة التي يحتاجها المسلم في عباداته ومعاملاته كعقود البيع بوسائل الاتصالات المعاصرة كالهاتف أو الانترنت وحكم بيع الأسهم والمؤشرات، والمسابقات التجارية المعاصرة وصورها الجائزة والمحرمة وبين الوسائل المعاصرة المتعلقة بالزواج من فحوصات طبية وإبرام عقد الزواج عن طريق الوسائل الحديثة، كما دلف الكرسي في مقاصده التجديدية إلى القضايا الجنائية المعاصرة من حوادث المرور والسيارات والمركبات وأغلاط التَمَهُن من تعليمية ومهنية وطبية والتأمين ضد أخطاء الأطباء وغيرها استناداً إلى إباحة الأصل، من منطلق التكافل بين أبناء المجتمع وأن الفيصل في ذلك كله هو الوازع الديني وليس الرقابة، كما سعى الكرسي مشكوراً لرفوف الرسائل العلمية المركونة، لتذليل صعوبات طبعاتها ونشرها، التي بنى عليها العنكبوت وعانت الإهمال، ويجري العمل على إصدار رسالة دكتوراه بعنوان "حقوق الإنسان في اليهودية والمسيحية والإسلام مقارنة بالقانون الدولي" للدكتور خالد بن محمد الشنيبر، ومشروع الكرسي وبرنامجه أوسع ونحيي طموحاته الكبيرة في ذلك، فهناك الكثير من رسائل الدكتوراه والماجستير، مرشحة للطباعة في الكرسي مثل كرسي الانتخابات وأحكامها في الفقه الإسلامي والتأمين الصحي التعاوني وتطبيقاته في المملكة العربية السعودية ووسائل الإنتاج الحيواني والنباتي، كما استهدف الكرسي الفعاليات المجتمعية في نشاط وعزيمة مستضيفاً الإعلاميين والمبدعين من أساتذة الجامعات والأدباء والمفكرين والشعراء والملهمين في كل المجالات الفكرية، كما ظل الكرسي في تكريم وتشريف وتنظيم عدد من اللقاءات عبر وسائل الإعلام المختلفة حيث دشن الكرسي اللقاءات تلو اللقاءات الفكرية مع الكبار البركة مرحباً بفعاليات الحرمين الشريفين ومن هذا لقاء معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حول كتابه "التسامح والعدوانية بين الإسلام والغرب" ولقاء مع معالي الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع حول "أسس الاقتصاد الإسلامي ومنهجه في حل الأزمات المالية المعاصرة". وما ذكرنا.. لا يمثل إلا غيضاً من فيض، وللكرسي نظرات مستقبلية واسعة وإشراقات علمية معاصرة مبينة أصول تراثنا، وأعرافنا المألوفة. سائلين الله عز وجل لسموه الكريم وللقائمين التوفيق والسداد. والله من وراء القصد،، * كلية التربية – جامعة أم القرى