لندن: نجح فريق من العلماء في تطوير تقنية جديدة لتحديد الاصابة المبكرة بمرض تليف الكبد الذي يصعب اكتشافه في مراحله الأولى. وتعاون علماء جامعة اسكس مع فريق ألماني لتحديد مجموعة من العلامات الكيميائية الحيوية التي تشير إلى المرض في مراحله الأولى. وتتكون هذه العلامات من بقايا تحطم البروتينات وهي العلامة المبكرة الشهيرة للاصابة بتليف الكبد. ويمكن أن تؤدي دراسة دورية علوم الكبد (Hepatology) لاختبار دم يساعد على اكتشاف التليف في مراحله المبكرة ووقوف تقدم المرض. وقال رئيس فريق البحث باول ثورنالي: «من المحتمل أن يدل حطام هذه البروتينات والذي يتسرب في الدم على اختبار كيميائي حيوي جديد للإصابة المبكرة بتليف الكبد». ويقتل تليف الكبد ما يقدر بنحو 4 آلاف شخص في بريطانيا سنوياً. وشهدت السنوات العشرين الماضية زيادة كبيرة في أعداد ضحايا تليف الكبد حيث قدرت وفيات الرجال بنحو 121 بالمئة منذ أوائل الثمانينات ونسبة 68 بالمئة تقريباً بين النساء. ويرتبط هذا المرض بشكل عام بتعاطي الكحوليات، لكنه يمكن أن يؤثر أيضاً على أي شخص مصاب بالتهاب الكبد الوبائي سي. ويصاب نحو 14 بالمئة ممن يدمنون تعاطي الكحول بتليف الكبد الكحولي ويموت 75 بالمئة منهم في النهاية مصابين بتليف الكبد. وتبدأ الإصابة بتكون ندبات تعرف باسم نسيج تليفي. وبدون إجراء فحوصات يمكن أن يتطور هذا تدريجياً إلى الصورة الكاملة من تليف الكبد، والذي لا يوجد له علاج سوى زرع عضو. وقد يساعد الاختبار الذي يساعد على اكتشاف الاصابة المبكرة بتليف الكبد في تحديد مرض الإلتهاب الكبدي الوبائي سي ويستخدم أيضاً في رصد ما إذا كان المرضى يتبعون تعليمات الأطباء في الإقلاع عن تعاطي الكحول. العلامة الجديدة عبارة عن ناتج ثانوي عن تلف البروتينات في الكبد. ويحدث هذا التلف بمجرد بداية المرض. وأوضحت الاختبارات أن هناك زيادة في مستوى هذه العلامة في الحالات التي تحدث فيها ندبات الكبد. وعلى الرغم من أن الاختبار لا يفرق بين التليف الناتج عن تعاطي الكحول وأسباب أخرى فإنه قد يظل يستخدم لفحص التقدم في الأمراض المتعلقة بتعاطي الكحوليات. اختبار امتناع. وقال البروفيسور ثورنالي: «يشكل الكحول 50 بالمئة من إصابات تليف الكبد في بريطانيا». وأضاف: «قد يكون هذا الاختبار علامة على معرفة التزام الناس ببرامج الامتناع، وقد بحث الناس عن مثل هذه العلامة منذ أعوام عديدة، ولم نر حدوث تغير كبير كما حدث في هذا الاختبار». ومن جهته قال تشالز جور من اتحاد التهاب الكبد الوبائي سي إن الاختبار أظهر تليفاً في الكبد وبعد ذلك قد يتمكن المريض من تناول أدوية للتخلص من جسم فيروس الالتهاب. لكنه قال إنه يشك في إذا ما كان الاختبار سيحدث تغيراً كبيراً نظراً للبطء الشديد في تقدم مرض الكبد. وأضاف قائلاً: «التحطم الناتج عن تليف الكبد الوبائي سي بطيء جداً. وربما يكون المرض قد بدأ لكن قد يكون أمامه 10 سنوات قبل أن يحدث شيء».