في أصعب الظروف تحت زخات المطر والسيول الجارفة سلك بعض المواطنين والمقيمين مسلكا بعيدا كل البعد عن الحس الإنساني والإسلامي والشهامة والرجولة حين يطلبون أجره لا تقل عن 500 ريال مقابل تقديم العون والمساعدة للغرقاى في سيول جدة ، وكان ذلك حديث الشارع في جدة أيام العيد مستنكرين هذا التصرف في تلك الظروف . وتروي أماني إبراهيم إحدى الناجيات من سيول جدة أنها استنجدت هي وأهلها بصاحب سيارة جي أم سي واشترط عليهم دفع مبلغ 500 ريال مقابل إنقاذهم إلى موقع آخر لا تتعدى مسافته عشرات الأمتار. وعلى ما كان هناك أشخاص سيئونن في اخلاقياتهم وشهامتهم كان هناك رجال عرضوا حياتهم للخطر والموت من اجل سلامة الآخرين. ويروي إبراهيم الصبحي عن قريب له أن هناك طفلا وسيدة ورجلا يجري بهم السيل بحي قويزهة وكان مترددا في إنقاذهم لعدم معرفته السباحة ولكنه أمام المشهد لم يتوان فقفز إلى الوادي وأنقذ الطفل ثم السيدة وأخيرا الرجل وبعد أن تمت عملية الإنقاذه قام الرجل بتقبيل قدم المنقذ غير مصدق بنجاته واتجه إلى السيدة والطفل وحضنهما حينها تأكد المنقذ "الصبحي" أنها زوجة الرجل وابنته ثم توجه للرجل الذي أنقذه وقال له " أنا مدين لك بحياتي وحياة أسرتي طوال العمر. وفي مشهد آخر بنفق طريق الملك عبدالله قال عطية الحربي "شاهد عيان" أثناء عودتي من عملي شاهد فرق الدفاع المدني وهي محاولات الإنقاذ تجري عملية إنقاذ للسيارات المتراكمة في النفق وأثناء ذلك شاهدت سيارة جي أم سي بداخلها أسرة مكونة من 6 أفراد على مقاعد السيارة قد لاقوا مصرعهم غرقاً وكان ذلك ثاني أيام العيد "يوم السبت الساعة التاسعة صباحا" أي بعد مرور 72 ساعة من أمطار وسيول جدة، مستغربا مرور كل هذا الوقت دون ان تُمد لهم يد العون والمساعدة، وأضاف الحربي إن هناك أكثر من سيارة شاهدت أصحابها وهم متوفون على مقاعد سياراتهم.