أعود مرة أخرى "لأزمة" جدة الأبدية فهي غير مؤقتة, وحين نفتح ملف جدة بكاملة, فأننا سنجد كم هائل من الأشكالات والمشاكل, بدءاً من المطار الذي لا زال يستخدم الباصات التي عفى عليها الزمن, حتى دولة فيتنام التي توقعت أن تكون بدائية جدا ولكن تفاجأت بأنها تمتلك مطارا حديثا وهي الدولة المحدودة الإمكانيات والتي أصبحت تنافس دول شرق آسيا وترسل لنا السائقين والخدم وهذا لا يعيبهم فهم يبنون بلادهم, مطار جدة هو أول مستقبل لضيوف بيت الله والحرمين الشريفين ولكن ماذا نرى بمطار جدة من بناء وتشييد فلا زال بدائياً جدا بكل تفاصيله من باب المطار حتى باب الطائرة, وحين تعبر طريق المدينة الطالع والنازل ستجد كيف يتعرج هذا الطريق وأيضا ضيق يشق المدينة وهو الشريان الأساسي حتى تصل إلى طريق الملك عبدالله (ولي العهد سابقا) جنوبا ستجد من هذا المعبر أي اختناق تعيشه جدة, وحين تتجه إلى الكورنيش على البحر, ستجد الخيول والعربات والجرذان والقطط وبائعي البليلة وأي تلوث يعاني بحر جدة, والأشد غرابة أن تجد طريق الكورنيش لا يبتعد عن البحر عشرين مترا وأن بالغت ثلاثين مترا, فلماذا هذا الخنق للبحر والزحف عليه, ذكرني هذا الكورنيش بساحل "الكنتي" في اسبانيا والجميرا في دبي, وحين تعبر شوارع جدة من الشرفية للكندرة والهنداوية والبلد وباب مكة وكل جنوب وشرق جدة والخمرة والكرنتينا ستجد ما لا يخطر على بالك من أي بنية تحتية تعيشها جدةجنوبا وشرقا, ولا يعني أن الشمال أفضل كثيراً ولكنها مناطق جديدة وسيأتيها تبعا ما حصل شرقا وجنوبا فالغرب البحر ولا زال ملوثا وصخورا فلا يمكن أن تجد ساحلاً رملياً بجدة، رغم كل ذلك نحب جدة وأشعر بمرارة لما يحدث بها. أمينا جدة السابق والحالي المهندس عادل فقيه, كانت ترصد لهما مليارات سنويا, والمهندس فقيه جديد وأجد الرجل فيه الخير الكثير ونجاحه في صافولا يسجل له, ونأمل به خيرا, ولكن صدمت بما حدث بنفق طريق "الملك عبدالله" لقد أصبح بحيرة بدون مبالغة, فماذا حدث يا معالي الأمين؟ لا عذر يقبل فهل تتوقع الأمطار أن تكون كما تريدون أم يريدها رب العباد؟ مشروع جديد تماما فشل من أول تجربة؟ من المسؤول؟ من سيحاسب؟ هل ندرك أن هذه مصيدة موت؟ ومئات الملايين تهدر؟ ثم نتساءل أين المشاريع وأين المليارات؟ لأن المشاريع تخطط وتنفذ ولكن على الأرض لا تنفذ بسبب أنها تخفق وتفشل وتتصدع, الآن نفق طريق الملك عبدالله يحتاج صيانة؟ كم سيدفع؟ ومن سيدفع؟ وكم وقت يستغرق؟ كل ذلك تكلفة وقت ومال؟ ومن مات وقتل بهذه الأنفاق من يتحمل وزرهم؟ لا نقص بالمال بأمانة جدة وهذه قناعة تامة لدي, وأبني ذلك أن منذ 30 سنة وميزانية ترصد لها كما هي الرياض أو الدمام والخبر وطبقا للمساحة والسكان, ولكن جدة لم تستثمر هذه الأموال ببنية تحتية 70% من مساحة جدة بدون صرف صحي أو سيول, والمياه تنقل بصهاريج بنسب عالية؟ إذاً أين الأموال أين صرفت؟ المواطن حقيقة فقد الثقة بالمسؤول ولمن يريد أن يتأكد على كل مسؤول بأمانة جدة أن يقرأ تعقيب القراء لكل كاتب طرح أزمة جدة، سيجد ما يمكن أن يبرر هذا السخط العام, جدة والمواطن يئن ويعاني ويكابد ما يحدث بجدة, وهذه بذمم المسؤولين المؤتمنين على هذا الوطن وعلى المواطن أمام رب العباد وأمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أوكلهم مسؤولية خدمة الوطن والمواطن، المفاجئ أننا لم نر أي استقالة أو اعتذار من أي نوع لأي كائن من كان؟؟!! هذا يعني أنه ليس هناك خطأ بل الخطأ على المواطن قد يكون؟؟!!