كشف الناقد المصري مصطفى درويش النقاب عن واقعة تاريخية تدور حول مطالبة مدير مؤسسة السينما الحكومية منتجة الفيلم المصري الأشهر "المومياء" رفض الفيلم رقابيا بأي حجة لأنه كان يخشى أن يتسبب في خسارة إنتاجية فادحة. وقال درويش ، في ندوة أعقبت عرض "المومياء" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ، إنه كان مسؤولا عن جهاز الرقابة المصري وقت انتاج الفيلم وانه تحدى كثيرين بتمريره في ظل تحمس وزير الثقافة وقتها ثروت عكاشة له مع كون ميزانيته باهظة بمقاييس تلك الفترة حيث تجاوزت 90 ألف جنيه مصري "15 ألف دولار تقريبا" في حين كانت ميزانية أي فيلم مصري تقل كثيرا عن نصف هذا المبلغ. وأضاف الناقد الكبير أن الفيلم الذي تعرض للكثير من العقبات بدأ بهزيمة 1967 التي أطلق عليها "النكسة" والتي عطلت التصوير كما قابل عقبات عند العرض حتى أنه عرض في مصر بعد 5 سنوات كاملة من عرضه في أوروبا. وأشار إلى أن انجاز الفيلم وبقاءه سليما حتى اليوم يعد ضربا من المعجزات خاصة وأنه يحقق ربحا كبيرا ومستمرا من عرضه في قنوات عالمية عدة. وقال مهندس الديكور الشهير صلاح مرعي شقيق بطل الفيلم أحمد مرعي إن شادي عبد السلام بدأ كتابة مشروع الفيلم عام 1964 ولم يتم تصويره إلا عام 1969 وأنه يدور حول واقعة حقيقية لاكتشاف مومياوات الدير البحري. وكشف مرعي أن شخصيات الفيلم منقولة عن الواقع حيث كانت توجد قبيلة تحرس المومياوات وكان يرأسها شقيقان كما في الفيلم لكنهما في الواقع اختلفا على اقتسام التركة بينما في الفيلم لم يظهر إلا اهتمام أحدهما بحفظ المومياوات ومنع سرقتها. وقال الفنان محمد مرشد أحد أبطال الفيلم إنه عاين خلال التصوير أسلوبا جديدا في الأداء التمثيلي تعتمد على البطء الشديد المقصود حتى يخرج ايقاع الفيلم بالكامل بطيئا بما يجعله يعبر عن المعنى المطلوب. وأضاف أن قيام المخرج برسم كل الشخصيات والمشاهد على الورق منحت الممثلين الفرصة للتعرف على أدوارهم قبل تأديتها. وأكد المخرج محمد كامل القليوبي في الندوة أن معظم الفنانين الذين شاركوا بالفيلم لم يتقاضوا أجرا وأن بعضهم أنفق من جيبه على الدور ، مشيرا إلى أن الجهة المنتجة فرضت على المخرج وقتها الاستعانة بنجمة معروفة وأنه لجأ إلى النجمة نادية لطفي التي وافقت على الظهور في الفيلم في دور مكون من 5 مشاهد فقط دون مقابل مادي على الإطلاق. وحصل الفيلم على عديد من الجوائز حول العالم كما تم اعتباره أحد أهم 100 فيلم في تاريخ السينما العالمية وقامت مؤسسة "سينما العالم" التي يرأسها المخرج الكبير مارتن سكورسيزي بترميمه مؤخرا بتكلفة 250 ألف دولار دفعتها وزارة الثقافة المصرية مالكة حقوق عرضه وتوزيعه.