لم يجد عضو اللجنة الفنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم والمحلل الرياضي خالد الشنيف مهرباً وهو يتحدث عن قرار لجنته بإيقاف لاعب الهلال سعد الذياب لمدة شهرين مع لفت نظراً الإداري بالنادي فيصل الفرشان، على خلفية مشاركة 6 لاعبين فوق (23 عاماً) داخل أرض الملعب في مباراتهم مع الشعلة في كأس الأمير فيصل بن فهد، وهو ما لا يجيزه نظام البطولة، إذ اعترف أن عضويته في اللجنة لا تمنعه من الاعتراف بأن القرار جائر، وغير منطقي باعتبار أنه يوقع العقوبة المغلظة على اللاعب، كما في حالة الذياب وقبله لاعب الشباب عبدالملك الخيبري، لخطأ إداري ليس لهما يد فيه، في حين تأتي العقوبة حانية على الإداري الذي كان السبب المباشر في التجاوز على النظام. صراحة الشنيف في مواجهة واقع اللوائح الضعيفة، التي لا تستند على قانون واضح، ولا تتعكز على منطق مقنع، قابلها تلكؤ من رئيس اللجنة محمد النويصر الذي لم يستطع تقديم ما يبرر للعقوبة، وأسقط في يده حينما سئل عن موقف اللجنة في حال جاءت مشاركة اللاعبين الستة كأساسيين، لا كمثل حالة الذياب الذي اشترك في المباراة كبديل، وهو ما يؤشر على أن الاجتهادات البعيدة عن القانونية، كانت ولا تزال هي سيدة الموقف عند صياغة اللوائح؛ بدليل القرارات الفجة التي تخرج في غير حالة تقف عليها اللجنة، كما في حالات نقل المباريات عند تجاوز الجماهير، وحالات أخرى مشابهة أكدت بما لا يدع مجالاً للشك ما يعانيه اتحاد الكرة من أزمة لوائح في معظم لجانه إن لم جميعها. وليس ببعيد عن واقع اللوائح في اللجنة الفنية، لوائح لجنتي الانضباط والاحتراف، ففي هاتين اللجنتين حدث ولا حرج، ففيهما نجد فنون العجب، إلى حد أن اللوائح فيهما عصية على الفهم والتفسير، ما أدى بكثير من الأندية للوقوع في إشكالات كثيرة مع اللجنة، التي هي نفسها بدت غير قادرة على التعاطي مع لوائحها بمكيال واحد، بدليل تفاوت قراراتها بين حالة وأخرى رغم تطابقهما، والأدلة على ذلك كثير، فضلا عن أن ضعف اللوائح أدى لقيام بعض هواة العبث للسعي الحثيث من أجل اختراقها، ما وضع اللجنة في مواقف كثيرة لا تحسد عليها، رغم أنها ما فتئت تعدل كل عام في لوائحها منذ ما يزيد على عقد ونصف. هذه الواقع المأزوم مع لوائح اللجان في اتحاد الكرة يحتاج إلى تدخل لمعالجته بعد أن استفحلت المشكلة، التي تضرر منها الكثير من الأندية واللاعبين، الذين دفعوا فواتير باهظة لا لشيء، إلا لهشاشة في البنيان القانوني للجان، ولضعف في منطقية العاملين فيها، ما جعل لوائحها تأتي دائما على طريقة "سمك لبن تمر هندي". سعد الذياب