رفض رئيس لجنة تقصي الحقائق الأممية حول الحرب على غزة القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون التهجمات الشخصية ضده من جانب مسؤولين إسرائيليين في أعقاب صدور تقرير اللجنة واتهامه إسرائيل بتنفيذ جرائم حرب وشدد على أنه لا ينبغي أن تؤيد الولاياتالمتحدة إسرائيل بشكل أعمى. وتطرق غولدستون في مقابلة أجرتها معه صحيفة هآرتس ونشرتها أمس الجمعة إلى احتمال استخدام الفيتو الأميركي ضد التقرير لدى بحثه في مجلس الأمن الدولي وقال "إنني لا أعتقد أن دولة ما يجب أن تدافع عن دولة أخرى بشكل أعمى وكنت افضل ان تطرح الولاياتالمتحدة أسبابا لانتقاد التقرير". وأوضح أن "الولاياتالمتحدة أيدت دعوتنا لأن تجري إسرائيل والسلطات في غزة، سواء كانت السلطة الفلسطينية أو حماس، تحقيقات ذات مصداقية". ورفض غولدستون التهجمات الشخصية ضده من جانب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس ووصفه فيها بأنه "شخص صغير وهو إنسان لا يتمتع بأي شعور بالعدل وتكنوقراط لا يفقه القانون جاء برسالة أحادية الجانب من أجل المس بإسرائيل". ورد غولدستون على ذلك بالقول إن "أقوال بيرس مضللة وليست مناسبة أن تصدر عن رئيس إسرائيل، وسأكون راضيا لو تم الحكم عليّ وفقا لنشاطي خلال حياتي المهنية في مجال القضاء ونشاطي التطوعي". واضاف أنه توقع أن يثير التقرير انتقادات كبيرة في إسرائيل "ففي نهاية المطاف لا أحد يحب أن يكون متهما بتنفيذ جرائم حرب خطيرة... لكني فوجئت من حجم التهجمات الشريرة التي تم توجيهها ضده بصورة شخصية، وبرأيي فإن هذا مثال كلاسيكي للهجوم ضد الرسول بدلا من التعامل مع الرسالة التي يحملها". وخلص غولدستون إلى أنه "حان الوقت لكي تدقق إسرائيل ليس فقط في الاتهامات بقتل وجرح مواطنين كثيرين وإنما أيضا في سياسة العقاب الجماعي التي لحقت بالناس في غزة في أعقاب الهدم الواسع للبنية التحتية وخصوصا البنية الغذائية فيها ويجب أن يستمر هذا النقاش وألا يتم إسكاته".