استنفرت جميع القطاعات الحكومية والأهلية المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام جميع كوادرها البشرية والآلية وجندت كل طاقاتها وسخرت كافة إمكاناتها المادية والبشرية وبذلت كل جهودها لاستقبال ضيوف الرحمن الذين بدأت قوافلهم تتوافد إلى هذه الديار المقدسة من كل فج عميق لأداء مناسك الحج وذلك من اجل تقديم أفضل وارقى الخدمات لهم وتحقيق الرعاية الشاملة لهم وفق منظومة من الخدمات المتكاملة وذلك إنفاذا لتوجيهات ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الذين يؤكدون دائما وأبدا على حشد جميع الطاقات البشرية وتسخير كل الإمكانات المادية وتوفير أفضل الخدمات للحجاج. وفي هذا الصدد بدأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تنفيذ خطتها التي أعدتها لموسم حج هذا العام والتي تهدف إلى الحرص على إشاعة السكينة والطمأنينة لتوفير المناخ التعبدي الأمثل داخل المسجد الحرام . وأوضح نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم ان الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تقدم لضيوف الرحمن خدمات عديدة منها خدمات توجيهية وإرشادية وخدمات عامة وخدمات فنية وخدمات ثقافية وعلمية . شؤون الحرمين ففي مجال التوجيهية والإرشاد الذي يتم تنفيذه من خلال إدارة التوجيه والإرشاد و إدارة شئون المصاحف والكتب وإدارة الهيئة و إدارة التطويف ووحدة شؤون العاملات تتم العناية بخدمات إرشاد الحجاج إلى أداء نسكهم على الوجه الصحيح وتقديم الفتاوى لهم وإقامة حلقات الدروس من قبل عدد من أصحاب الفضيلة المشايخ والعلماء والمدرسين بالمسجد الحرام وتوفير المصاحف والكتب التوعوية . ولفت الدكتور الخزيم إلى انه في الأول من شهر ذي الحجة يتم تسليم كسوة الكعبة المشرفة لكبير سدنة بيت الله الحرام , حيث سيتم إلباس الكعبة حلتها الجديدة في فجر يوم التاسع من شهر ذي الحجة إن شاء الله تعالى. وبين نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام ان الجديد في الخطة لهذا العام هو زيادة عدد المفتين وحلقات الدرس في المسجد الحرام . الشؤون الاسلامية من جهتها أكملت قطاعات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في مختلف مناطق المملكة استعداداتها وترتيباتها ووضعت جميع إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن ، حيث أوضح مدير عام فرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة الدكتورعبدالرحمن بن سعيد الحازمي أن استعدادات فرع الوزارة بمكةالمكرمة تتمثل في الإعداد المبكر لتهيئة كل الإمكانيات لكي يؤدي الجميع عباداتهم وصلواتهم بكل يسر وسهولة خلال موسم الحج وفي مقدمة ذلك توفيرما تحتاجه المساجد والجوامع من سجاد ومصاحف يتم توزيعها بالكميات اللازمة على الإدارات والمحافظات والمراكز التابعة لها . واستعرض الدكتور الحازمي عدداً من المشروعات التي تم تنفيذها لخدمة الحجاج خلال موسم حج 1430ه وخصوصاً في مسجد نمرة بعرفات ، ومسجد الخيف بمنى ، وكذا في المواقيت (ميقات السيل الكبير، وميقات الجحفة برابغ ، وميقات يلملم) ، إلى جانب تجهيز وتنفيذ مراكز التوعية والإسلامية الميدانية بمكةالمكرمة ومن ضمن الأنشطة التي يقوم بها الفرع ، الاستمرار في الترتيبات الخاصة بالإفادة عن المساجد في المناطق المزدحمة بالحجاج بمكةالمكرمة لإقامة صلاة الجمعة خلال أيام موسم الحج فقط تيسيراً عليهم حيث زاد الفرع أعداد هذه المساجد من (100) مسجد في العام الماضي إلى (150) مسجداً خلال هذا العام ،والتأكد من إكمال التجهيزات ومتابعة الصيانة والنظافة في مساجد المشاعر المقدسة في عرفات ومنى ومزدلفة قبل بداية موسم الحج . أمانة العاصمة المقدسة كما جندت أمانة العاصمة المقدسة أكثر من 20 ألف عامل لتنفيذ خطتها التي أعدتها لحج هذا العام وهيأت كافة استعداداتها وبرامجها لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام والتي حشدت كافة الطاقات البشرية والمادية ودعم فرق الأمانة بفرق مساندة من وزارة الشئون البلدية والقروية والبلديات والأمن العام والمجاهدين والكشافة إضافة إلى عدد من المراقبين الصحيين المؤقتين من طلاب الجامعات والمعاهد الصحية . وقال أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البارأنه تم تجنيد ( 20500 ) شخص لتنفيذ الخطة التي تشمل جميع المجالات ، ففي مجال النظافة سيكون العمل على مدار 24 ساعة في المناطق المزدحمة وذلك بنظام الورديات المتداخلة ، كما تمت زيادة أعداد العمالة ليصبح أكثر من ( 7000 ) عامل مجهزين بحوالي ( 670 ) معدة وذلك في مكةالمكرمة وتم تخصيص فرق مركزية لمواجهة أي حالات طوارئ كالأمطارأوالحرائق لا سمح الله أو لدعم أي منطقة في حالة الحاجة ، كما يتم استخدام ( 200 ) صندوق كهربائي ضاغط للنفايات يتم تفريغها باستخدام السحابات . وفي المشاعر المقدسة تم تخصيص أكثر من ( 6000 ) عامل وحوالي ( 620 ) معدة مختلفة وسيتم العمل على مدار 24 ساعة في أيام الذروة وقد تم دعمها بمراقبين ومشرفين في تلك الفترة وتم دعمها أيضاً بالمعدات اللازمة مثل الشفاطات والمكانس الآلية لتجميع النفايات من الجسر والبوبكات والقلابات والشيولات وغيرها حيث سيتم تخزين النفايات المؤقتة بعد كبسها بمشعر منى لمواجهة صعوبة حركة المعدات والاستفادة من الصناديق الضاغطة والمخازن الأرضية بأقصى درجة حيث هيأت الأمانة ( 131 ) مخزنا أرضيا ،وتستوعب هذه الصناديق والمخازن في مجملها ما يقارب ( 15000 ) طن من النفايات المضغوطة ، أي حوالي 70%من كمية النفايات المنتجة . وبالنسبة للمسالخ فقد تم إعداد خطة متكاملة لتنظيم مراقبة دخول الماشية وعدم تسربها إلى المشاعر المقدسة بطرق غير نظامية وقد تم وضع ( 57 ) مركزا للمراقبة في أماكن مختلفة وسيتم تكثيف الجولات الميدانية والرقابة البيطرية للكشف عن أي حالات وبائية بين الحيوانات. صحة مكة وبدأت الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة في تنفيذ خطتها لموسم حج هذا العام لخدمة حجاج بيت الله الحرام حيث تم الانتهاء من إعادة بناء مستشفى منى الوادي بأحدث المواصفات بسعة 194 سريراً و25 سريراً للعناية المركزة و25 سريرا لضربات الشمس و24 سريرا للملاحظة وغرفتين للعمليات الجراحية كما تمت زيادة السعة السريرية لمستشفى منى الجسر من 112 إلى 140 سريرا وزيادة غرف العمليات الجراحية من غرفتين إلى أربع غرف مجهزة وفق نظام عالمي وزيادة أسرة العناية المركزة من 12 إلى 28 سريراً وتحديث قسم العيادات الخارجية وتجهيز 50 سريرا في مستشفى منى الشارع الجديد. كما تم نقل العيادات من المخيمات إلى مبنى جديد مع إنشاء سكن من دورين للعاملين بالمستشفى مشيرا زيادة المراكز الصحية في منطقة منى وجسر الجمرات إلى 20 مركزا. وقال مدير عام الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور خالد بن عبيد ظفرانة: تم تجهيز مستشفيات العاصمة المقدسة لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن وهي مستشفى أجياد الطوارئ على مساحة 3000 متر مربع وبسعة سريرية تبلغ 52 سريراً .أما بالنسبة لمستشفى الملك فيصل تم تحديث قسم المختبر بأجهزة حديثة كاملة وفق نظام الجودة النوعية ومضاعفة المساحة إلى أكثر من 700 متر مربع واستحداث قسم للتبرع بالدم وقسم الأنسجة وإنشاء قسم لمزارع الدرن وهو الأول من نوعه في مكةالمكرمة .كما تم تحديث قسم العمليات وتجهيزه بأجهزة تخدير حديثة وتحديث قسم الطوارئ بسعة 29 سريراً على قسمين للرجال والنساء وإضافة غرفتين لفرز الحالات وغرفة بسعة ستة أسرة للإصابات وغرفة للإنعاش القلبي بسعة ثلاثة أسرة وغرفة عزل مع تحديث وتجهيز قسم العناية المركزة وزيادة عدد الأسرة إلى 20 سريراً أما بالنسبة لمستشفى ابن سينا تم تحديثه هذا العام ليستوعب ما يقارب مئة سرير تساعد في تخفيف الضغط عن مستشفيات العاصمة المقدسة . كما تم تجهيز وتشغيل مركزين صحيين داخل الحرم ليصبح عددها ستة مراكز . وأبان ظفر انه تم تجهيز وتشغيل مستشفى الملك سعود بمحافظة جدة بسعة 100 سرير منها 25 سريرا للعناية المركزة لتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية لضيوف الرحمن القادمين للحج عن طريق المطار في جدة مشيرا إلى انه تم الاتفاق مع الجهات المعنية على خروج الحجاج المشتبه بإصابتهم بأية أمراض عبر مسار آمن خاص بعيدا عن بقية الحجاج. الدفاع المدني واعدت مديرية الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة خطة محكمة لحج هذا العام لتوفير أقصى درجات الأمن والسلامة لضيوف الرحمن وذلك باستخدام التقنيات الحديثة بالبلاغات التي ترد لغرفة العمليات لتتم المتابعة والمباشرة السريعة توافقًا مع متطلبات التقدم الهائل بنظم تحديد المواقع من واقع الإنذار الآلي والتحديد على المصورات الفضائية. يشارك في تنفيذ الخطة 70 فرقة و300 دراجة نارية و85 فرقة من الإخلاء الطبى و250 فرقة إسعافية بالحرم و8 فرق للتدخل السريع. وأوضح مدير الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد جميل أربعين ان خطة الدفاع المدني تقضى بتوزيع ونشر فرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف وفرق الحماية المدنية والدراجات النارية لتغطية كافة أحياء العاصمة المقدسة في ضوء أعمال تحليل المخاطر والحركة المرورية وفق نظم تحليل المعلومات مشيرا إلى أن تم الربط المعلوماتي لجميع المعلومات المكانية المتوفرة عن مساكن الحجاج لدى الدفاع المدني بالمعلومات لدى وزارة الحج لمتابعة ما يخص إسكان ضيوف الرحمن ورصد المخالفات إن وجدت. جانب من اكتمال استعداد الجهات الحكومية في المشاعر المقدسة