تسبب حوالي مليوني شخص بحوادث طرق أو أوشكوا على التورط بواحدة منها ونجوا بأعجوبة خلال العام الماضي لأنهم كانوا يقودون سياراتهم وهم تحت وطاءة النعاس. وذكر موقع "هلث داي نيوز" أن أكثر من نصف السائقين الذين شملتهم الدراسة التي رعتها "المؤسسة الوطنية للنوم" في أميركا اعترفوا بأنهم قادوا سياراتهم خلال العام الماضي وهم يشعرون بالنعاس، و28 بالمائة منهم اعترفوا بأنهم يقودون سياراتهم وهم يشعرون كذلك على الأقل مرة واحدة شهرياً. وقال مدير "المؤسسة الوطنية للنوم" توماس بالكين بعد استطلاع أجري هذا العام "لا يعرف كثيرون مقدار التعب الذي يشعرون به خلال القيادة ويعتقدون أن بإمكانهم البقاء مستيقظين بقوة الإرادة". ورأى بالكين أن المشكلة تكمن في القيادة عندما يشعر السائق بالنعاس ويواصل قيادته لسيارته وإلاّ لما ارتفعت حوادث السيارة على هذه النحو الكبير ووصولها إلى حوالي المليونين في السنة. وأضاف قائلاً "إننا نعرف متى نشعر بالنعاس ولكن ليس عندما يداهمنا النوم ونفقد السيطرة على أنفسنا". وتنصح"المؤسسة الوطنية للنوم" السائقين مراقبة الأمور التالية خلال وجودهم وراء المقود : صعوبة التركيز عند القيادة وثقل الجفنين والسهو خلال القيادة والتثاؤب ونسيان الكيلومترات التي قطعها السائق والشعور بالضيق والانزعاج، وطلبت منهم إذا شعروا بأي واحدة منها التوقف فوراً في استراحة والنوم أو أخذ قسط من الراحة قبل استئناف الرحلة. كما دعت هؤلاء لتناول مشروبات تحتوي على الكافيين ومضع الِلبان والنوم ما بين 20 و30 دقيقة قبل الانطلاق في الرحلة. وفي دراسة ذات صلة، نصحت باحثة كندية الموظفين الذين يعملون في الليل عدم شرب القهوة لأنها تؤثر على نومهم، محذرة من أن هذه الحالة تزداد سوءاً عند التقدم في العمر. وقالت جولي كاريار، وهي أستاذة في علم النفس بجامعة مونتريال، الذين يحتسون القهوة في منتصف العمر يعانون من الأرق وعدم القدرة على النوم بشكل طبيعي. ولفتت كاريا إلى أن الكافيين هي أكثر المواد المنشطة التي تؤثر على النوم، مشيرة إلى أنه "كلما تقدمت في العمر تأثر نومك بسبب شرب القهوة". وشارك في الدراسة 24 رجلاً وامرأة من بينهم مجموعة تراوحت أعمار أفرادها ما بين 20 و30 سنة، وأخرى ما بين 45 و 60 سنة. وقضى هؤلاء ليلتين متواصلتين في مختبر من دون نوم ثم سمح لهم بالنوم بعد ذلك، ثم سمح للواحد من هؤلاء تناول ما بين 200 ميلغرماً من الكافيين أو حبة مصنوعة من مادة اللكتوز التي لا مفعول طبي لها على سبيل المقارنة. وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة "طب النوم" وجد الباحثون أن جميع الذين شاركوا في الدراسة وتناولوا حبوب كافيين لم يناموا بشكل جيد وبخاصة الكبار في السن من بينهم الذين تأثر نومهم بنسبة 50بالمائة. وخلص الباحثون إلى أن "تناول القهوة والعمل ليلاً لا يجتمعان".