فازت أمس الأول ''ماري ندياي" الكاتبة الفرنسية من أصل سينغالي على جائزة جونكور أهم جزائز فرنسا الأدبية السنوية عن رواية عنوانها " ثلاث نساء قويات". وصدر هذا الأثر عن دار "غاليمار" الباريسية. وتتطرق الروائية في عملها الذي أحرزت من خلاله االجائزة إلى مسار ثلاث نساء إفريقيات لدى كل واحدة منهن إرادة قوية. وتسمى إحداهن ''نورة'' تقودها رحلة إلى موطنها الأصلي بهدف رؤية والدها. ولكن هذه الرحلة تغير حياتها رأسا على عقب.وكانت قبل رجوعها إلى إفريقيا تعتقد أنها حققت أحلامها لاسيما وأنها تزوجت وأنجبت وتعاطت مهنة المحاماة. أما المرأة الثانية فتسمي "فنتا". وقد وجدت نفسها مضطرة إلى اللحاق بزوجها المهاجر المقيم في فرنسا. وأما المرأة الثالثة فتسمى "خدي". وهي أرملة تقرر يوما ما الرحيل إلى فرنسا هربا من الفقر والوحدة وتسلك مسالك الهجرة السرية ولكنها لا تعود من هذه الهجرة القسرية ولاتحقق ماكانت تصبو إليه.. وقد فازت ماري ندياي بجائزة جونكور منذ الدورة الأولى خلال منافسة حادة مع كاتبة وكاتبين آخرين. والحقيقة أن هذه الكاتبة التي ولدت من أم فرنسية وأب سينغالي عام 1967 بدأت تكتب وهي مراهقة ونشرت روايتها الأولى وهي في السابعة عشرة . وعنوانها " أما بشأن المستقبل الزاهر " وأحرزت عام 2001 على جائزة " فيمينا " الأدبية الفرنسية عبر رواية عنوانها " روزي كارب". ووضعت أكثر من عشر روايات لقي أغلبها إقبالا كبيرا لدى القراء والنقاد. وقد وضعت بالإضافة إلى روايتها مسرحيات وكتبا مخصصة للأطفال. وهي تقيم منذ سنتين في ألمانيا. أما جائزة رونودو إحدى جوائز فرنسا الأدبية الشهيرة فقد فاز بها هذا العام الكاتب والناقد "فريديريك بيغبيدير" عبر أثر صادر عن دار " غراسيه "عنوانه" رواية فرنسية ". وفيه يتطرق صاحبه إلى معاناته الداخلية بالنسبة إلى الحاضر المحاصر دوما بالماضي. بل إن هذا الموضوع يشكل عقدة غالبية أعمال الكاتب الروائية التي بدأها عام 1990 بأثر عنوانه "مذكرات رجل مخبول". ويمكن القول إن الفائز بجائزة "رونودو" هذا العام والذي ولد عام 1965 لقيت آثاره إقبالا كبيرا هو الآخر لدى القراء منذ بداية عهده بالكتابة. وعلى غرار ما يحصل كل سنة في فرنسا ينتهز النقاد ومقدمو البرامج الأدبية والثقافية في قنوات التلفزيون والإذاعة موسم توزيع الجوائز الأدبية السنوية الفرنسية لتغذية جدل قديم حول جدوى هذه الجوائز وأهميتها بالنسبة إلى حركة النشر والمقاييس المعتمدة لتوزيعها. ويظل أهم مأخذ يأخذه النقاد على هذه الجوائز أن لجان تحكيمها ينتمون إلى دور نشر دأبت على جمع غالبية الجوائز الممنوحة.