في منتصف الثمانينات الهجرية حضرتُ كالعادة لقاء بين الهلال والشباب في ملعب الصائغ، وكنا كجماهير نعرف بعضنا، فمدرج الهلال ليس بالكبير، وقد تقدم الشباب بهدفين لصفر، فلم أستطع المواصلة وخرجت حرداناً، وشاهدني جميع الأصدقاء في المدرج، وذهبت لمنزلي في الحلة، وبعد المغرب فوجئت بمبارك عبدالكريم وسعيد بن يحيى ونبيل الرواف وزين العابدين وهم فرحون، وخرجت لهم ولم أصدق ان الهلال قد فاز بثلاثة أهداف لهدفين، ومنذ ذلك اليوم أصبح الشؤم يرافقني في مباريات يكون الهلال طرفاً فيها. فكم من مرة أحضر المباراة ومع أول هدف في الهلال أو تأخر إحرازه للأهداف إلاّ ويطلب مني الجمهور المغادرة، وعلى رأسهم أمير الهلال هذلول بن عبدالعزيز والأمير عبدالعزيز بن ناصر والأمير بندر بن مساعد، ناهيك عن مبارك والكبش وهم داخل الملعب بإشارة للجمهور يتم طردي وكأنهم الصقوا بي هذه الصفة. لذا أصبحت أتجنب حضور مباريات الهلال حباً في الهلال، وبدأت معاناتي مع أبنائي منصور وأحمد وطلال وصقر، فهم يحرمونني من مشاهدة أي مباراة للهلال في التلفاز ومن الطريف في الأمر مباراة الهلال والفتح فبعد تقدم الهلال بالخمسة، أخبرني منصور، وكان الوقت المتبقي خمس دقائق فقط من زمن المباراة، فطلبت منه ان أشاهد الدقائق الخمس الأخيرة في اللقاء فوافق على مضض، وسبحان الله الذي شاء ووفق الفتح لإحراز هدفه الوحيد، فقال لي ابني: «ما كان قعدت في الصالة يا أبي وأخبرك بالنتيجة كالعادة»!! فما أسوأها من مصادفات، فهل رأيتم إخوتي ذلك، وهل هناك من يستطيع مساعدتي في إبعاد شبح الشؤم، وعلى من؟ على من أحببت «هلال القرن»، وما أقول إلاّ حسبي الله ونعم الوكيل فالزين ما يكمل، وقد تمثلت بالنسبة للهلال بقول الشاعر: إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه صلاح بن سعيد الزهراني هلالي قديم