وصف الأمير فيليب ولي عهد بلجيكا أمس، الاقتصاد السعودي ب"المؤثر جداً" على الصعيد العالمي، لافتاً إلى أن المملكة قاومت بشكل أفضل من الكثيرين أسوأ الأزمات المالية التي عرفها التاريخ على حد وصفه. وخاطب ولي عهد بلجيكا جموعاً من رجال الأعمال السعوديين الذين احتشدوا ظهر أمس في غرفة الرياض قائلاً :" إن الاقتصاد العالمي يتعافى قليلاً من واحدة من أسوأ الأزمات التي عرفها التاريخ .. وقد قاومت السعودية هذه الأزمة أفضل من دول كثيرة، وإن دلائل التقدم المتنامي للسنوات المقبلة مسموع بها وتقدمكم الاقتصادي مؤثر جداً ". وشهد سمو ولي عهد بلجيكا التوقيع على 12 اتفاقية للتعاون التجاري بين قطاعي الأعمال السعودي والبلجيكي، والتي يتوقع أن تساهم في دفع العلاقات التجارية بين البلدين . وأرجع الأمير فيليب ولي عهد بلجيكا الذي كان يتحدث على هامش لقاء نظمته غرفة الرياض ، أسباب الانجاز الاقتصاد السعودي هذا إلى القيادة بحرص للقوانين المالية والاستثمارية ، مضيفاً :" نتيجة هذه القيادة كان تأثر اقتصاد المملكة بالاضطرابات التي حدثت للنظام المالي العالمي قليلاً ". وقال ولي عهد بلجيكا في خطابه الذي قوبل بالتصفيق الحار من رجال الأعمال السعوديين والبلجيكيين، إن لدى السعودية رؤية واضحة للطريق الذي يجب أن تسلكه بالنسبة لوضع الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى الاستراتيجية الاقتصادية للملكة ترتكز على رؤية واضحة وطموحة للريادة على تعبيره. واعتبر الأمير فيليب، أن التركيز على التعليم الذي يتبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد بدا واضحاً، وأن خير دليل على ذلك تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، معرباً عن فخره لزيارة هذه الجامعة اليوم الاثنين ". وأكد ولي عهد بلجيكا، أن القطاع الخاص السعودي يعدّ شريكا هاما وحافزا قويا لتحقيق رؤية الريادة للسعودية، موضحاً أن الشركات السعودية تأسست على القوة التنافسية الموجودة، وتعمل على توسيع النطاق الاقتصادي من خلال تطوير المصانع وتحديث قوتها والدخول في أبحاث مستمرة لتجديد وتطوير وإدخال التقنيات الحديثة. وذكر أن قطاع الأعمال البلجيكي يتطلع باهتمام للشراكة مع قطاع الأعمال السعودي، مؤكداً أن الخبرات التي تتوافر لدى القطاع الخاص البلجيكي يمكن أن تساهم في تحقيق الأهداف الطموحه التي تتطلع لها المملكة. وتابع :"الموانئ والبنية التحتية اللوجستية جعلت من بلجيكا محوراً هاماً للتجارة في أوروبا ، ومع التنوع الاقتصادي الكبير الذي تتبناه الصناعات الصغيرة والمتوسطة، فإنه يمكننا تكملة أسواق التقنيات الحديثة ويمكن أيضاً أن نساهم كمتعهدين فرعيين في مشاريع بنية تحتية ضخمة، كما أننا يمكن أن نأتي بحلول مرنة متكيفة مع الوضع الراهن. وزاد الأمير فيليب :" هنا في السعودية شركاتنا وجدت فرص متنوعة تنبع من قوانين اقتصادية ديناميكية تتميز بها المملكة، ويمكننا هنا أن نتعلم من بعضنا البعض، كما يمكن تطبيق وترجمة هذه المعارف من خلال أعمال مشتركة ومشاريع صناعية جديدة. أمام ذلك، وصف عبدالرحمن الجريسي رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، العلاقات بين السعودية وبلجيكا بالمتميزة ، مبيناً أن واردات المملكة من بلجيكا قد ارتفعت من حوالي 4,1 مليار ريال في عام 2007 إلى قرابة 5,7 مليار ريال في عام 2008 بزيادة تقدر بنحو 22 في المائة ، كما زادت صادرات المملكة إلى حضور مكثف لرجال الاعمال بلجيكا خلال نفس الفترة ، حين ارتفع حجمها من حوالي 10,9 مليار ريال في عام 2007 إلى نحو 13,9 مليار ريال في عام 2008 وبمعدل زيادة بلغت أكثر من 27 في المائة . وحول حجم المشاريع الصناعية المشتركة ، قال الجريسي إن هناك نحو 16 مشروعاً صناعيا مشتركا بين المملكة وبلجيكا حتى نهاية عام 2007 برؤوس أموال تقدر بحوالي 12 مليار ريال، وهي تمثل نحو 97 في المائة من إجمالي حجم تدفقات الاستثمارات العاملة في المملكة بين الدولتين. وأضاف الجريسي :" يقدر حجم مساهمة الاستثمارات السعودية بنحو 62 في المائة من إجمالي الاستثمارات الصناعية المشتركة العاملة في المملكة، بينما تقدر حصة الجانب البلجيكي في هذه الاستثمارات بحوالي 40 في المائة تقريباً، وذلك بجانب مستثمرين آخرين تقدر حصتهم بجوالي 34 في المائة من إجمالي رؤوس أموال المشاريع. وأعرب الجريسي عن تطلعات قطاع الأعمال السعودي بأن تكون زيارة الوفد البلجيكي رفيع المستوى نقلة مهمة في دفع عجلة التعاون والتبادل التجاري والاستثماري بين قطاعات الأعمال في البلدين.