اتهمت سويسرا امس طرابلس بانها "خطفت" اخيرا رجلي اعمال سويسريين كانا قيد الاقامة الجبرية في ليبيا منذ اكثر من 15 شهرا وذلك ردا حينها على توقيف احد ابناء الزعيم الليبي معمر القذافي في جنيف. ونددت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-راي في تصريح صحافي بالامر، وقالت ان سويسرا "لم تحصل على اي دليل على ان الرجلين على قيد الحياة بعد ان خطفتهما السلطات الليبية واخفتهما في مكان مجهول في انتهاك فاضح" للاتفاقيات القنصلية. ومنذ نهاية ايلول/سبتمبر، لم يظهر أي اثر للرجلين اللذين اعتقلا في ليبيا منذ توقيف نجل الزعيم الليبي، هنيبال القذافي، وزوجته في تموز/يوليو 2008 لانهما اساءا معاملة خادمين. واكدت طرابلس لبرن انها اودعتهما في "مكان آمن" بعد لقاء بين الرئيس هانس-رودولف ميرتس ومعمر القذافي في 23 ايلول/سبتمبر في نيويورك حيث اكد الزعيم الليبي "التزامه شخصيا" بعودة السويسريين. ومنذ ذلك الوقت "ترفض السلطات الليبية اعطاء اشارات عن مكان وزمان الافراج عنهما" و"لا تبدي اي نية في الرغبة بتطبيع العلاقات الثنائية مع سويسرا"، كما قالت كالمي-راي التي نددت ب"رفض ليبيا المستمر للتعاون". ولم تتوقف العلاقات بين البلدين عن التدهور منذ عام ذلك ان طرابلس تطالب باعتذارات لم توافق سويسرا على تقديمها. وانتهى الامر برئيس الاتحاد السويسري الى الانصياع في العشرين من اب/اغسطس اثناء زيارة خاطفة الى طرابلس حيث قدم اعتذار سويسرا ووقع اتفاقا لتطبيع العلاقات ينص، بحسب الاتحاد السويسري، على عودة الرجلين الموجودين قيد الاقامة الجبرية. وانتهت المهلة المحددة في الاتفاق في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر دون اي تقدم ملموس، بحسب ميرتس. واوضح ميرتس "ينبغي ان نقر اليوم بان السويسريين لم يعودا وان تطبيع العلاقات لم يحصل". وبالتالي، فان برن تحتفظ بحق "تغيير استراتيجيتها"، كما اعلنت كالمي-راي التي لم تشأ اعطاء المزيد من التفاصيل.