نفدت المعقمات بأنواعها المختلفة من مناديل وجل وغيرها من الصيدليات والمحلات التجارية بالمدينة المنورة ، مع بداية الدراسة لطلاب المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال ، وأكد أكثر من 20 صيدليا التقتهم " الرياض " أن عجز الشركات الموردة عن تأمين الطلب المتزايد خلال الأسبوعين الماضيين أدى إلى نفاد المخزون من مستودعاتهم ، وظهور سوق سوداء تبيع منتجات التعقيم بأسعار خيالية ، حيث قفزت قيمة المناديل المعقمة إلى 20 ريالا بعد أن كان سعرها لا يتجاوز أربعة ريالات ، وكذلك عبوات الجل 125 مل التي كسرت حاجز الثلاثين مع أن قيمتها 7 ريالات ، كما واكب هذا الارتفاع زيادة في أسعار بقية المستحضرات من بخاخات " سبراي " ومطهرات وصابون . وأشار الصيادلة إلى أن شح السوق عن توفير الطلبات المتزايدة ساق المستهلكين إلى دفع مبالغ باهظة لتجار السوق السوداء الذين يفتقرون لثقافة المسؤولية الاجتماعية ، منتقدين في ذات السياق غياب الوعي لدى المستهلك الذي بات طعما سهلا لأي ظاهرة جديدة . إلى ذلك ألقت المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة باللائمة على فرع وزارة التجارة وقال المدير العام الدكتور خالد ياسين خلال اتصال هاتفي ل" الرياض " بأن إدارته ليست معنية في شح المستحضرات وبروز السوق السوداء فهذه مسائل تجارية تخص فرع التجارة ، وأن دورهم في المديرية يقتصر على مراقبة أسعار الأدوية والتأكد من توافر الاشتراطات الصحية في الصيدليات . من جهته رفض مدير فرع وزارة التجارة الأستاذ خالد قمقجي تصريح الدكتور ياسين وقال خلال اتصال هاتفي ل" الرياض " الكل يعرف بأن الصحة هي المسؤولة عن تراخيص الصيدليات ، وهي المعنية بكل مستلزماتها ، وليس للفرع أي علاقة بها ، وعن بروز ظاهرة الاتجار بالمعقمات أكد بأن وراءها عمالة تنشط وقت الأزمات مستغلة زيادة الطلب وقلة العرض لرفع الأسعار ، مشددا على أن ملاحقة هذه العمالة مسؤولية الجميع ، فيجب على المواطن عدم التعامل معهم . إلى ذلك أكد عدد من المواطنين بأنهم اشتروا مستحضرات التعقيم وفقا لمؤشر السوق السوداء لأن سلامة أبنائهم هي الأهم وفق تعبيرهم ، مشددين في ذات السياق على أن غياب الرقابة وتقاذف المسؤوليات وجشع التجار هي السبب وراء تنامي الظواهر الاقتصادية السيئة.