كانت مباراة الهلال أمام النصرأول من أمس فرصة ثمينة لأن يستعيد الحكم السعودي هيبته من خلال المرشح للمشاركة في المونديال المقبل خليل جلال، ولكنه بكل أسف كرس من جديد مفهوم المطالبة باستمرار الحكم الأجنبي في الملاعب السعودية عندما جدد إخفاقات التحكيم المحلي، واعتمد في بعض قراراته على تطبيق قانون (الاستعانة بصديق) دون أن يأخذ برأي مساعديه والحكم الرابع ليعكس بذلك عدم ثقته بقراراته على الرغم من خبرته الكبيرة التي لم تشفع له بعدم الاستجابة لطلب قائد النصر حسين عبد الغني بطرد مهاجم الهلال عبد العزيز الدوسري بحجة انه أثناء احتفاليته بهدفه في المرمى الأصفر طالب جماهير الفريق المنافس بالسكوت، بينما الحقيقة التي شاهدها الكثيرون خلف الشاشات تؤكد العكس، وهذا مؤشر يعكس بكل أسف أن التحكيم السعودي كل ما ظن المتابع الرياضي انه سينهض من كبوته تلقى ضربة موجعة من الحكام أنفسهم. والغريب أن آخر مباراة أدارها جلال وكان طرفها النصر كانت العام الماضي في الدوري أمام الشباب يومها تلقى هجوما كاسحا من النصراويين على خلفية طرده للاعب الوسط التونسي عبد الكريم النفطي، قبل أن يعود في لقاء طرفه الهلال والنصر ويثير الجدل بقراراته التي انتقدها خبراء التحكيم أمثال عمر المهنا والفودة والشارع الرياضي بشكل عام. وكل الخوف أن يكرس ما فعله عبد الغني بعدما نقل مشاكله من قمة جدة الى قمة الرياض نظرية إقناع الحكم بطرد اللاعب المنافس إذا ما سجل هدفا في مرمى الخصم. مثلما كان القائد النصراوي ذكيا وهو يقنع الحكم بقرار الطرد فإن جلال في استجابته تلك خدش كرامة قانون التحكيم، وهذا يعني أن محاولات المسؤولين للنهوض بالحكم أصبحت صعبة، وربما تحتاج الى سنوات طويلة والسبب القانون الجديد الذي سنه جلال وهو (الاستماع لكلام اللاعبين والمشاركة في اتخاذ القرارات) دون التحقق من أي حدث، وما فعله عبد الغني ربما يفعله في المستقبل لاعبون آخرون إذا وجدوا من يستجيب لهم على طريقة جلال! بطولة مختلفة الذين يطالبون ببطولات الفئات السنية ويعتبرونها مقياسا حقيقيا لقوة القاعدة وسلامة العمل لدى أي فريق ربما يخطئون بذلك، والسبب أن مثل هذه البطولات تختلف عن بقية البطولات لظروف ربما ترتبط بعدم تساوي الأعمار في بعض الحالات واعتبارات أخرى، وعلى هذا الأساس فإن إبراز نجم أو نجوم شباب عدة يعتبر هو البطولة الحقيقية لتدعيم الفريق الاول، ومن شاهد بعض المواهب التي قدمها الهلال اول من امس بقيادة عبد العزيز الدوسري وسلمان الفرج وشافي الدوسري ونواف العابد وعبد الله الدوسري ونجوم آخرين تلاعبوا بنجوم الخبرة في الفريق المنافس لاشك أنه سينصف العمل الذي تقوم به الإدارة المشرفة على الفئات السنية في الهلال ويثمن دورها حتى وان قيل حولها بعض الملاحظات التي ربما تكون في محلها أو بهدف الشوشرة عليها.