بين فترة وأخرى تطالب بعض النساء وخاصة الفتيات بالمساواة بين الرجل والمرأة وهن هنا يطالبن من منطلق احقاق حقوق المرأة واعادتها الى نصابها... مع العلم ان واقع حال المرأة الان للاسف لايساوي بين الرجل والمرأة بل هو سلب واجبات الرجل وحملها المرأة والنتيجة ان المرأة هنا تطالب بزيادة العبء وليس الارتفاع في المكانة... الاشكال ان بعضنا للاسف ينادي بتلك المساواة وهو تحت تاثير الثقافة الغربية...مع انه يمكن ان ينادي بها وفق المفهوم الاسلامي الذي ساوى بين الرجل والمرأة في غير آية...، واقترن ذلك التوازن في وصف مشترك لهما (الطيبات والطيبون ، القانتون والقانتات،المؤمنون والمؤمنات ، الصالحون والصالحات ، وايضا الفاسقات والفاسقون...)المساوه تلك ارتكزت على حقيقه التكليف الرباني للانسان مع تقنين دور كل واحد فيهم لعمارة الارض وليس للصراع مع الاخر... الاشكالية هنا ايضا تعود لان المطلعين والمثقفين دينيا يمارسون الاقصاء المبالغ فيه للمرأة بل واحيانا يبخسونها حقها الذي اعطاها الله اياه مما جعل الفتيات احيانا يعتقدن ان خلاصهن في ادخال ثقافة المساواة في المجتمع وفق منظورها الغربي... وهنا احمل الاخوة والاخوات المطلعين على المنهج الاسلامي في تنظيم امور الحياة ككل أي اجتماعيا واقتصاديا واداريا وقضائيا بل وسياسيا وعسكريا ...، غيابهم من التداخل مع متغيرات العصر ليس بالاقصاء والرفض فقط بل بالاستيعاب وطرح الرؤية الاسلامية دون العمل وفق فلسفة الضعف الدائمة والمرتكزة على (سد باب الذرائع )لان البشر تغير والعقول تغيرت وسرعة التطور العلمي تفترض في علماء الدين ايضا سرعة الاحتواء والموضوعية في طرح رؤية الشرع في كل جديد بكل قوة وجراة وثقة في الاسلام والمسلم... ليس من العدل مثلا ان نتوقع ضعف المرأة عن حماية نفسها وهي التي تشربت قيم دينها مع حليب امها... وليس من العدل ان نتوقع ان الرجال عموما ذئاب وهم من نبحث عنهم للصلاة خلفهم خمس مرات في اليوم ... ان تعتقد الفتيات عموما وبعض النساء ان المساواة انقاذ غربي للفتاة المسلمة فجريمة مسؤول عنها علماء الدين ممن جعلوا من الدين جدار منع وعزل مع انه أي الاسلام نهر بناء وتجدد اليس هو الدين الصالح لكل زمان ومكان...؟ اغفال الاجتهاد اضر بتطور الامة وجعل من بسطائها نساء ورجالا في حالة تعطش وبحث عن الانقاذ خاصة مع سلب الحقوق باسم الدين مع ان الدين منها براء...، حينما تخرج المرأة من منزلها بعد الطلاق وتتشرد هي وابناؤها هل ذلك من الدين وحين يسلبها ظلما من رؤيتهم هل هو من الدين وحين يصر القاضي على الخلع من رجل سكير ويرفض تطليقها للضرر هل ذلك من الدين...؟ الاسلام الدين الاشمل لامور الحياة عموما رجالا ونساء بل ونظم الحياة بكل مستوياتها ومع ذلك نجد سهولة في غزونا من ثقافة هشة لاننا اغلقنا ابواب الدين وفتحنا ابواب العرف وتغلب العرف على اصول الدين وبقيت اصوات الباحثين عن اغلاق باب الاجتهاد لسد باب الذرائع هي الاقوى والنتيجة اننا لم ندرك ان الاسلام ساوى بين الجنسين فاعتقد بعضنا ان تسليع المرأة غربيا هو المساواة ... من المسؤول افراد ثقافتهم هشة يبحثون عن ذواتهم والعدل في حقوقهم ام فئة يفترض فيها العلم والتجديد اغلقت نوافذ العقل ...مع انها اهل العلم؟