كثيرون هم أصحاب المواقف المضيئة من رجالات الدولة أولئك النماذج الحية من بلادنا المملكة العربية السعودية ولا غرو في ذلك فهم تربية مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه وأبنائه من بعده غفر الله لميتهم وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده ونائبه الثاني فهم يسيرون على نهجهم ومنهجهم فبلادنا تفخر وتفاخر بأولئك الرجالات سواء ذلك في علم الإدارة أو التخطيط أو الاقتصاد أو غيرها من الفنون، يديرون منشآتهم وفق أسلوب إداري بعيد عن البيروقراطية والروتين، يسعون لمصلحة الوطن ومواطنيه وفق توجيهات ولاة أمر هذه البلاد الذين يوجهون بتسهيل وتيسير أمور المواطنين والمقيمين على حد سواء ويحثون عليها في كل وقت وحين ومما قاله خادم الحرمين الشريفين في إحدى جلسات مجلس الوزراء الموقر هذه الأمانة أحملكموها وأنتم المسؤولون عنها أمام الله فعليكم بتسهيل أمور مواطنيكم. معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ وزير التربية والتعليم(المعارف آنذاك) رحمه الله المتوفى عام 1408 ه من تلكم النماذج الفذة فكان أستاذاً في الإدارة وحسن التعامل وقضاء الحاجات أنموذجاً في حسن التعامل مع مرؤوسيه ومراجعيه يقضى حاجاتهم مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « من سعى لأخيه المسلم في حاجة، فقضيت له أو لم تقض غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق”،الشيخ محمد الشبيلي رحمه الله المتوفى عام 1409ه سفير خادم الحرمين الشريفين في العديد من الدول وآخرها في دولة اندونيسيا،أنموذج آخر فكان مثالاً على رجل الدولة الذي يسعى إلى رفع اسم بلده وخدمة مواطنيه باسلوب فذ قلما يجارى فكل من سمع عنه أو قابله يذكر محاسنه ويدعو له بالرحمة والمغفرة والرضوان. معالي الدكتور علي بن سليمان العطية نائب وزير التعليم العالي من تلكم الأمثلة والنماذج التي سمعت وقرأت عنها يعمل بأسلوب إداري اختص به لوحده إن صح التعبير ذلك النهج من السهل الممتنع فهو لم يتخصص بعلم الإدارة أو التخطيط، ولكنه انتهج له منهجاً واضحاً لخدمة مراجعيه وتسهيل مهماتهم وذلك لرغبة منه في مساعدة من هم تحت مسؤولياته وفق توجيهات ولاة أمره فقلما يخرج منه المراجع إلا راضيا قانعا سواء أعطاه أو منعه مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فأشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به» رواه مسلم. فالمهارة الإنسانية تعكس قدرة القائد على التعامل مع الأفراد ومن هنا فإن اكتسابها أكثر صعوبة من اكتساب المهارات الفنية ذلك أنها تدخل في مجال العلاقات الإنسانية، إذ إن التعامل مع الأفراد أكثر صعوبة وتعقيدا وتغيرا وتنوعا لتنوع أفراد المجتمع وفق طبقاتهم وشرائحهم فامتلك تلكم المهارة بجدارة واستحقاق علما أنني لم يسبق لي أن قابلت هذا الرجل الأنموذج أو هاتفته، إنما سمعت وقرأت عنه مثلما قرأت وسمعت عن الأنموذجين السابقين والناس كما جاء في الأثر (الناس شهود الله في أرضه ) فهنيئا لبلادنا بهذه النماذج الفذة الذين يسعون في خدمة دينهم ومليكهم ووطنهم وفق توجيهات ولاة أمرهم نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر ويرحم ميتهم وأن يعين ويسدد حيهم. * مدير مكتب التربية والتعليم بشمال الرياض