قال أطباء سعوديون ومتخصصون في علم الأدوية إن داء السكري يشكل عبئاً مالياً كبيراً على الدول ويستنزف7,5% من اقتصادات وزارات الصحة في دول الخليج. ووفقا للأطباء فإن التوعية الصحية ستقلص المصروفات العلاجية التي تنفقها الدول على مرضى السكري بشكل كبير,وستحد من ارتفاع معدلات الإصابة بين أوساط السعوديين. وتزامنا مع التحذيرات التي أطلقها خبراء علم الأدوية في المؤتمر العالمي لداء السكري الذي احتضنته العاصمة النمساوية"فينا" واختتم فعالياته الأسبوع الماضي وسط حضور تجاوز 70 ألف مشارك, أرجع أطباء سعوديون تفاقم داء السكري في المملكة ودول الخليج إلى ارتفاع دخل الفرد وتحسن نمط معيشته, محذرين في الوقت ذاته من تفاقم المرض إلى مستويات خطرة. وقال للدكتور خالد طيب استشاري أمراض الباطنية والسكر رئيس مجلس إدارة جمعية شفاء الخيرية فإن داء السكري أصبح يتزايد بواقع 0,8% في السنوات الأخيرة, قائلا: "المرض أصبح يتزايد بشكل مخيف ولابد من وضع حلول تكمن في الجهد الجماعي وتغيير نم الحياة إلى نمط صحي وتثقيف المجتمع بأخطار السمنة". وأرجع طيب تزايد أعداد المصابين بداء السكري بين صفوف السعوديين إلى ارتفاع دخل الفرد وتحسن نمط معيشته, مشيرا في هذا الصدد إلى أن داء السكري يستنزف 7,5% من اقتصاديات وزارات الصحة في دول الخليج. فيما قال هنريك دال مدير عام شركة نوفو نور دسك في منطقة الخليج أن داء السكر يأصبح يتزايد بشكل مستمر وبشراسة في دول الخليج, مبينا أن السعوديين الأكثر تضررا بالداء. وكشف هنريك دال عن عقارات جديدة تم طرحها في الدول الأوروبية تحقن في الدم لتنظيم السكر في الدم مره واحدة في اليوم, متوقعا طرح تلك العقارات في أسواق الخليج في غضون أشهر. وأرجع تزايد معدلات الإصابة بين صفوف السعوديين إلى أسلوب الحياة ونمط المعيشة,لافتا إلى أن مرض السكر عندما يتطور ويتمكن من المرض يحدث اضطرابات تشكل أضرارا صحية خطرة على المرضى. إلى ذلك قال الدكتور زهير الغريبي مدير المركز الوطني للسكري أن توعية المجتمع بالطرق الصحية للتقليل من معدلات الإصابة بالمرض أو التقليل من مضاعفاته سيساهم في تقليص المصاريف العلاجية للمرضى التي تعد الأغلى مقارنة مع الأمراض الأخرى, مطالبا في الوقت ذاته بتفعيل برامج التوعية الصحية بشكل يتناسب مع حجم المرض. وأشار الغريبي إلى أن معدلات الإصابة بداء السكري أصبح يتزايد بشكل مخيف بين أوساط المجتمعات الخليجية بوجه عام والمجتمع السعودي بوجه خاص ,ما ينذر بزيادة عدد الوفيات بهذا المرض خلال العقود القادمة. وأضاف "30 بالمائة من وفيات مرضى السكري بسبب ذبحة قلبية تكون مسببة للموت المفاجئ دون سابق إنذار, مبينا في هذا الصدد أن مرض السكري يصيب الشعيرات الشريانية المنتشرة في جميع أعضاء الجسم ويؤدي إلى ضرر كبير في الجهاز العصبي, مما يجعل مريض السكر أقل تحسسا للأوجاع و عوامل الإنذار". وشدد الغريبي على ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية مشددة ضد المرض, قائلا" الوقاية هي الأساس وعلى رأسها التوقف الفوري عن التدخين بسبب الدور الرئيس الذي يلعبه التدخين في عملية تصلب الشرايين في جميع مراحله, ولابد من تجنب عوامل السمنة وتخفيف الوزن والقيام بتمارين رياضية يومية".