مؤسف ان يتعرض الانجاز (الرهيب) الذي حققه نادي الهلال والمتمثل في فوزه بلقب نادي القرن في آسيا للطعن والتشكيك من بعض المتعصبين، رغم شهادة براءة الاتحاد الدولي للتاريخ والاحصاء. ومحزن ان يقلل بعض ابناء هذا الوطن من قيمة هذا الحدث الكبير بالترويج لعدم احقية الهلال باللقب رغم ان الاخير خضع لمعايير فنية دقيقة أسوة برصفائه من أندية القارات الاخرى واستحق النقاط التي توجته كناد للقرن في آسيا. فاز الهلال باللقب القاري وبفارق 23 نقطة عن أقرب منافسيه (يوكوهاما) الياباني، وب 36 نقطة عن النصر الثامن وبأكثر من 40 نقطة عن الاتحاد ال 14 وهو فارق نحسب انه كان يمكن ان يكون كافيا لاخراص الألسن التي تطاولت على الهلال، لكنها عين السخط التي لا تبدي غير المساوي. لقد كانت الانتصارات المدوية التي حققها الهلال في العقدين الأخيرين من القرن الماضي على المستوى القاري والتي توجته بست بطولات آسيوية دور بارز في تفوق الهلال على اندية شرق وغرب القارة في التصنيف الاخير. كما كان لاستحواذ الفريق الازرق على البطولات المحلية وخاصة بطولة الدوري (وتكويشه) عليها في نفس الفترة أثر في مشاركاته المستمرة في البطولات الآسيوية والتي من خلالها برز بشكل لافت وأصبح فريق (سوبر). ان الحملات التي قادها البعض ضد الهلال عقب اعلان فوزه بلقب نادي القرن لا تصنع البطولات للآخرين ولا يمكن ان تقودهم الى منصات التتويج او تغير من الحقيقة التي ثبتها هلال القرن في رابعة النهار، بل على العكس فقد تقودهم الى مزيد من الفشل والضياع. الوصول لمكانة الهلال الرفيعة التي صنعها بنفسه، أو القرب منها يحتاج لعمل متواصل وجهد جبار وتعاون كبير ونوايا صافية، وهي مكانة لا يمكن الوصول اليها بالضجيج الفارغ، والاصوات العالية والتصرفات الصبيانية والممارسات غير السوية التي نلحظها من البعض في هذه الايام. انه لمن دواعي السرور ان يتزامن انجاز الهلال القاري مع احتفالات البلاد بالذكرى التاسعة والسبعين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه. ومن فضل الله ونعمه على الهلاليين ان يتم الاعلان رسميا عن تتويج فريقهم الكروي بلقب القرن في وجود مؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد متعه الله بالصحة والعافية، والذي كان اكثر الناس سعادة وهو يرى جماهير الهلال تحتفل بانجاز ناديها التاريخي. فالتحية لرؤساء الهلال ال 15 الذين تعاقبوا على قيادة النادي منذ تاسيسه قبل اكثر من خمسة عقود واخوانهم الذين عملوا معهم وكذلك اعضاء الشرف الذين ساندونهم بالفكر والمال، والتحية لاعضاء الشرف وجماهير الهلال الوفية مفجرة الطاقات وجابرة العثرات، والتحية أولا وأخيرا لوطننا الغالي الذي انجب هذا النادي العملاق. وكل قرن وأنتم بخير.