تكاد محافظة الأسياح، وتحديدا مدينة عين بن فهيد حاضرة المحافظة، أن تغرق "مروريا" في شبر ماء، وفي الشارع التجاري الذي لا يتجاوز امتداده مئة متر تكتظ فيه أغلب الخدمات التجارية المتوفرة، من خدمات مصرفية ومطاعم وبقالات ومحلات بيع الخضار وخدمات مختلفة، التي تفتح أبوابها على الطريق الرئيسي إلى بريده، ويفصل بينهما شارع خدمة ضيق يفترض أن يستخدم باتجاه واحد فقط. في هذا الشارع، حيث يفتقد التنظيم والتواجد المروري، تحدث فوضى مرورية يومية ومخالفات تتسبب في إغلاق الشارع، وتتطور هذه الفوضى أحيانا إلى مواجهات بين السائقين، الذين يلجأ بعضهم إلى محاولة صدم السيارات المخالفة عمدا، وقد شاهدت سائقا مراهقا يصدم سيارة "فخمة" أغلقت الشارع قبل أن يهرب. وعند محاولة الوقوف على الأسباب الحقيقية للمشكلة، تبين أن من أهمها غياب دوريات المرور، نتيجة تعطيل قسم السير في مرور الأسياح منذ سنوات، والذي لا تزال مهامه تقتصر على تجديد وإصدار الرخص، ورفع تقارير عن الحوادث، وتوفير الخدمات المكتبية، وإسناد مهمة تنظيم السير على الدوريات في شرطة الأسياح. والسبب الرئيسي الآخر هي تلك العمالة الوافدة التي تعمل في المحلات التجارية، خصوصا المطاعم والبقالات، والتي تتنافس على تقديم خدماتها للزبائن وهم في سياراتهم وسط الشارع، والذين بمجرد سماعهم ل"بوري" السيارة يتراكضون إليها، ثم يذهبون لتجهيز الطلب للزبون، الذي يهمه أن يقف وينتظر أمام المحل بأي طريقة، غير آبه بغيره من مستخدمي الطريق. والسبب الثالث هو كثرة الفتحات والمخارج في هذا الشارع، وإذا كانت مهمة بلدية الأسياح معالجة مشكلة الفتحات والاستفادة من تجارب المدن الكبرى، كما هو في بريدة، والتي قامت بمنع أصحاب البقالات والمطاعم من تقديم خدمة الشوارع منعا باتا، وأخذ التعهد عليهم وإصدار غرامات كبيرة بحقوق المخالفين تلافيا للمشكلة نفسها، فان على شرطة الأسياح أن توجد دورية فعالة على مدار الساعة، تقوم بمهامها وتنظم عملية السير وتضبط المخالفين، فوجود دورية في هذا الموقع أصبح مطلبا ضروريا، كونه أحد المواقع الحيوية الذي يجمع كل الخدمات ويكتظ بالعمالة الوافدة، خصوصا في أوقات الذروة ومواعيد صرف الرواتب التي تشهد تزاحما على البنوك.