يتطلع كثير من الناس إلى وصول لقاح إنفلونزا الخنازيز(H1N1)، ويضع عليه البعض آمالا بعد الله في الوقاية من الإصابة بالمرض. ونعلم أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أعطى هذا الأمر عنايته وأمر بشراء ستة ملايين جرعة من اللقاح، كما أمر بتأجيل بداية الدراسة للأطفال أسبوعين عن موعدها. ولكن هناك معلومات خطيرة عن هذا اللقاح بدأ كثير من المواقع الأجنبية والعربية في تداولها، كما امتلأ البريد الإلكتروني بالكثير من رسائل التحذير والمقالات المتخصّصة التي تضع بعض الشكوك حول عواقب هذا اللقاح. وهدف هذه المقالة عرض بعض هذه الأمور التي بدأت تزعج الناس لكي تتكرم علينا وزارة الصحة بتوضيح القضية لكي تقطع الشك باليقين كونها الجهة المسؤولة أمام الله تعالى وأمام ولي الأمر حفظه الله. ومن المعلومات التي شاعت ما يتضمّن معلومات عن تاريخ هذا اللقاح الذي ظهر في السبعينيات وتسبّب لمن أخذوه في حدوث أمراض عصبية مستديمة. وهناك تقارير تفيد بأن اللقاح الجديد سيكون مشابهًا لذلك اللقاح، فشركة باكستر (Baxter) المصنعة للقاح السبعينيات هي التي تشارك في تصنيع اللقاح الجديد. وهناك مخاوف من أن الشركة قد اعتمدت على معطيات قديمة (تعود للسبعينيات) في تصنيع اللقاح الجديد، مما جعلها تسرع في الإعلان عن اللقاح الجديد بوقت يراه المتخصصون أسرع بكثير من الزمن المتوقع. يذكر المحقق الصحفي وين مادسن(Wayne Madsen) أن التجارب على اللقاح الجديد قائمة الآن، وأغلب المتطوعين هم من الأطفال. ونقل بأن الكثير من العلماء الذين صنعوا لقاح الجدري لن يأخذوا هذا اللقاح لأنه يحتوي على بعض المواد المثيرة للجدل مثل مادة «الثايمروزال» التي يتكوّن نصفها تقريبًا من مادة الزئبق، وهي المادة التي تسبّب اعتلالات عصبية مثل التوحّد.يشار إلى أن شركة تصنيع اللقاح تصرّح بعدم تحمّلها تبعات هذا اللقاح وأنها تخلي مسؤوليتها من أيّ أضرار ناتجة عنه لكي تحمي نفسها من الملاحقة القانونية، مع العلم أن بعض الأطباء يذكرون أن الأعراض ربما تتأخر في الظهور إلى فترة عام من استخدام اللقاح. وذكرت تقارير أخرى أنه نتيجة لاستطلاعات الرأي تبين أن 50% من أطباء المملكة المتحدة لن يأخذوا لقاح إنفلونزا الخنازير الجديد؛ وأن 35% من طاقم التمريض في المملكة المتحدة يرفض لقاح إنفلونزا الخنازير؛ وأن 50% من الكادر الصحي حول العالم يرفض اللقاح كذلك؛ وأن 300 من أطباء الأعصاب في المملكة المتحدة يحذّرون من عواقب محتملة للقاح تشمل اضطرابات عصبية ومناعية. جدير بالذكر أن الموجة الثانية لوباء الخنازير سوف تبدأ في نهاية شهر سبتمبر وتصل القمة في شهر أكتوبر وتخفّ في نوفمبر بسبب معدلات البرد المتوقعة في مناطقنا؛ وهذا السيناريو شبيه بما حصل في وباء إنفلونزا 1918. ومن أشهر المقالات التي نشرت القلق تجاه هذا اللقاح مقالة للدكتورة سارة ستون (Dr. Sarah Stone) بعنوان: «كابوس مروّع» (Tainted Nightmare) في 10 أغسطس 2009م تحدثت فيها بشكل مفصّل عن مكونات التطعيم وعن تلاعب شركات تصنيع اللقاح وعدم دقتها. وقد لقيت هذه المقالة رواجًا، وترجمت إلى العربية، وتناقلتها شبكات الإنترنت ومواقعها وهي ضمن الرسائل الإلكترونية المتداولة بين المجموعات البريدية. وقد تحدثت فيها الدكتورة ستون عن الأمراض والاعتلالات التي يمكن أن تتسبّب فيها المواد المضافة للقاح. وقد امتلأ موقع اليوتوب بالكثير من المقاطع التحذيرية بجميع اللغات وبعضها تصريحات مصوّرة من أساتذة جامعة متخصصين وعلماء وأطباء. وعليه، فإننا ننتظر من وزارة الصحة أن توضّح للناس المعلومات الدقيقة عن هذا اللقاح، وعن الأعراض المتوقّعة له، ومدى صحّة ما يعرض الآن عن شركة باكستر من معلومات. وإضافة إلى حملات وزارة الصحة التوعوية في الصحف والإعلانات، فإنه من المؤمل أن تقوم الوزارة بتخصيص برامج صحيّة على التلفزيون السعودي لتثقيف المجتمع، على أن تُعرض تلك البرامج مباشرة على الهواء بما يمكّن الجمهور من التواصل مع أطباء متخصصين في مجال الفيروسات والوبائيات. ولكي يتسنّى للجميع طرح مالديهم من أسئلة أو تخوّفات حول مرض إنفلونزا الخنازير أو حتى ماشاع عن اللقاح من معلومات؛ من أجل أن يكون الجميع على معرفة واقعية بهذا المرض وأن يعرفوا دورهم في حماية أنفسهم وأطفالهم منه.