في تاريخ كل دولة يوم تتباهى به بين الأمم، لكن يومنا الوطني المجيد، هو اليوم الذي تتباهى به أمة بأكملها لا دولة واحدة، هي (خير أمة أُخرجت للناس). مع بزوغ فجر الأول للميزان من كل عام تتجدد ذكرى تأسيس الدولة العصرية على يد البطل الملهم الملك بعدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله، تشمخ في سمائها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، التي تجمع تحت ظلالها العذبة كل أبناء الأمة الإسلامية بأكملها في مشارق الأرض ومغاربها. في هدي هذه الكلمة السامية انطلقت مملكتنا الغالية تحت قيادة مؤسسها الكبير، في سباق مع الزمن للقضاء على ألد أعداء التقدم. ممثلة في المثلث الشهير (الفقر والجهل والمرض)، واستبدالها في قاموس الحضارة السعودية بكلمات جميلة وهي (الرفاهية والعلم والصحة)، وتعزيزها في معان أخرى سامية، هي: الوحدة والأمن والأمان وغيرها من المعاني التي تضيء حياتنا رفاهية وبهجة. وأرسى المؤسس الكبير دعائم دولة فتية، تنافست في استحواذ تطبيق أحدث التقنيات العالمية، وتمسكت في الوقت نفسه بقيمها وثوابتها الإسلامية، وقد واصل أبناؤه الأبرار من بعده مسيرة البناء والنماء والازدهار، حتى بلغ العطاء ذروته، منذ تسليم دفة القيادة خادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان لمملكة الإنسانية. إن لغة الأرقام هي اللغة التي لا تكذب، ومع ذلك فإنها تقف عاجزة عن حصر معطيات ومكاسب وإنجازات يومنا الوطني المجيد، فإلى جانب النهضة العمرانية، التي جعلت (رياض العز والمجد) سفيرة المدن العربية، تقف الأرقام شاهدة وراصدة لإنجازات فريدة، على جميع الأصعدة بما في ذلك، التنمية الصناعية والزراعية والتعليمية والثقافية والفكرية والصحية، وقبل وأهم من ذلك، التنمية البشرية والاجتماعية.. وقد أولى المؤسس الكبير وأبناؤه الأبرار جل العناية لقضية (بناء الإنسان) باعتباره محور الأساس للتنمية بصورتها الشمولية. في هذه المناسبة الغالية ينبغي علينا جميعاً أن نستلهم القيم النبيلة، التي أرساها المؤسس الكبير، وعززها أبناؤه الملوك، وفي مقدمتها حب الوطن والعطاء والوفاء والصدق والشجاعة والمثابرة، فهي التي صنعت يوم المجد، وبها يمكن أن نجعل كل أيام الوطن أيام مجد. وما أحوجنا الآن أكثر من أي وقت سبق إلى مزيد من التضافر والتماسك والانصهار، ومزيد من الولاء لقيادة مخلصة تستحق منا كل الولاء، ووطن غال نزهو به بين الأوطان.وبهذه المناسبة الغالية على قلوب الشعب السعودي بذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ونيابة عن ضباط وأفراد كتيبة المشاة الآلية/ 43 من لواء الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول الآلي نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين وإلى ولي عهده الأمين والى سمو النائب الثاني - حفظهم الله - وإلى حكومتنا الرشيدة وإلى الشعب السعودي الأصيل. * قائد كتيبة المشاة الآلية/43- الحرس الوطني