هاجم الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد اسرائيل والولايات المتحدة يوم الاربعاء في كلمة أمام الجمعية العامة للامم المتحدة ألقت ضوءا جديدا على الاستراتيجية النووية للدولة الاسلامية. واتهم احمدي نجاد اسرائيل بانتهاج "سياسات غير انسانية" في المناطق الفلسطينية وبالهيمنة على الشؤون السياسية والاقتصادية في العالم في كلمته التي جاءت بعد ساعات من تحدث الرئيس الامريكي باراك اوباما. ولم يورد احمدي نجاد ذكرا للنزاع بين طهران والقوى الغربية بشأن طموحاتها النووية في كلمته. وقال ان ايران تدافع بقوة عن حقها المشروع والقانوني وهي عبارة كثيرا ما يستخدمها فيما يتصل بالحق في القوة النووية. ودعا الزعيم الايراني الى "اجتثاث سباق التسلح وإزالة كل الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية لتمهيد الطريق امام جميع الدول للحصول على التقنيات السلمية والمتطورة". وقال "أمتنا مستعدة ان تصافح بحرارة كل الايدي التي تمد اليها باخلاص". واتهم الرئيس الايراني قوى اجنبية بنشر "الحرب واراقة الدماء والعدوان والارهاب والتخويف" في الشرق الاوسط مستشهدا بالحروب في العراق وافغانستان. وبشأن اسرائيل قال الزعيم الايراني "إن يقظة الامم واتساع الحرية في انحاء العالم لن يسمحا لها بعد الآن بالاستمرار في نفاقها ومواقفها الآثمة". وقال احمدي نجاد "كيف يمكن للمرء ان يتصور ان السياسات غير الانسانية في فلسطين يمكن ان تستمر". واضاف متسائلا "كيف يتأتى لجرائم المحتلين في حق النساء والاطفال العزل وتدمير منازلهم ومزارعهم ومستشفياتهم ومدارسهم أن تلقى مساندة مطلقة من قبل حكومات معينة". وقال الزعيم الايراني انه حان الوقت للعالم لكي يرد على هذه الاوضاع. واضاف قوله "ما عاد مقبولا ان تهيمن أقلية صغيرة على شؤون السياسة والاقتصاد والثقافة للأجزاء الكبرى من العالم من خلال شبكاتها المعقدة وتقيم شكلا جديدا من العبودية وتضر بسمعة الدول الأخرى وحتى الدول الاوروبية والولايات المتحدة لتحقق طموحاتها العنصرية". وغادرت وفود 12 بلدا يتصدرها الوفد الفرنسي وبينها الوفد الاميركي مساء الاربعاء القاعة الكبرى للجمعية العامة للامم المتحدة احتجاجا على خطاب الرئيس الايراني والذي اعتبر "معاديا للسامية". وقال مارك كورنبلاو المتحدث باسم البعثة الاميركية الى الاممالمتحدة في بيان "من المخيب للامل ان يختار احمدي نجاد مرة جديدة اعتماد خطاب حاقد وهجومي". وغادرت وفود الارجنتين واستراليا وبريطانيا وكوستاريكا والدنمارك وفرنسا والمانيا والمجر وايطاليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة القاعة حين بدأ احمدي نجاد يوجه انتقادات الى اسرائيل، على ما اوضح مصدر اوروبي. وكانت اسرائيل دعت الى مقاطعة الخطاب ولم يكن وفدها حاضرا في القاعة حين بدأ الرئيس الايراني بالقاء كلمته. وكانت كندا اعلنت انها ستتجاوب مع الدعوة الى المقاطعة. على صعيد آخر، استقبلت تظاهرات صاخبة امام مقر الاممالمتحدة في نيويورك الاربعاء الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والزعيم الليبي معمر القذافي الذي رحب به ايضا تجمع نظمته حركة امة الاسلام التي يتزعمها لويس فرقان. وتجمع اكثر من الف ايراني يقيمون في المنفى وهم يرفعون لافتات تصف الرئيس الايراني "بالديكتاتور" واعلام ما قبل الثورة الاسلامية، ويغنون امام صور متظاهرين مضرجين بالدماء خلال الاضطرابات التي تلت اعادة انتخاب احمدي نجاد في ايران. وكتب على لافتة "آية الله الكونت دراكولا". ونظمت التظاهرة الاحتجاجية بعناية وعزفت خلالها الموسيقى الايرانية بينما اقيمت منصة لبيع السندويشات وقام متطوعون شباب بتوزيع الاعلام الخضراء شعار المعارضة الايرانية. لكن الانقسام السياسي في ايران كان واضحا اذ شارك متظاهرون من قدامى المجاهدين والمعارضة العلمانية التي تختلف مع المجموعة الاولى في كل شيء باستثناء تغيير احمدي نجاد.