تتجه الهيئة العامة للسياحة والآثار في الآونة الأخيرة إلى استثمار المناطق الأثرية والمواقع التاريخية سياحيا ، فقطاع السياحة يسعى جادا لاستثمار تلك المواقع لجعلها وجهة سياحية يقصدها السائح المحلي في المرحلة الأولى ، كما تسعى الهيئة لتأسيس شركة للفنادق التراثية ويعتبر هذا الأمر نقلة جديدة في تنظيم هيئة السياحة الجديد. ومن اجل هذا الاستثمار الجديد أو الخطة الجديدة أُطلِقت البرامج التوعوية للمحافظة على مباني التراث العمراني وكذلك الحملات والتي منها على سبيل المثال حملة (لا يطيح) التي نُفِذت مؤخرا في محافظة المجمعة (187 كم شمال غرب العاصمة الرياض) والتي تهدف إلى الحفاظ على المباني القديمة وإعادة تأهيلها. رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أكد في إحدى زياراته للمواقع الأثرية ان مهمة الهيئة ليست مهمة سياحية فقط بل هي مهمة اقتصادية أساسا موضحا :( أن الهيئة كُلِفت من الدولة بإنشاء قطاع اقتصادي وقد تعزز ذلك بعد أن أضيف للهيئة أربعة قطاعات هامة هي الآثار والمتاحف والاستثمار والسفر والسياحة وقطاع الإيواء ونحن الآن نعيد تنظيم هذه القطاعات بالكامل). واعتبر المشروع الوطني لتنمية القرى التراثية واحداً من الوسائل المساهمة والحلول الاقتصادية في تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين في مواجهة قضية الفقر، وقال:"إن مباني التراث العمراني التي كانت آيلة للسقوط غدت اليوم آيلة للاستثمار السياحي" وأضاف: (مشروع تنمية السياحة الوطنية المستهدف منه هو المواطن السعودي الذي لا يجد مكاناً يذهب إليه، ولا وسائل ترفيه له هو وأسرته مجتمعين، كما أنه عنصر النمو الأساس في السوق السياحية المحلية). وكشف سمو الأمير سلطان بن سلمان ان الهيئة بدأت بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية في تهيئة وتأهيل أسواق الحرفيين في عدد من المناطق، وقد وقعنا عقودا بالملايين لتدريب الحرفيين. كما ان برنامج القرى التراثية قد انطلق في مرحلته الأولى باختيار خمسة مواقع على مستوى مناطق المملكة، وأدرجت الهيئة العليا للسياحة 64 قرية على مستوى مناطق المملكة ضمن مشروع تنمية القرى التراثية الذي أطلقته منذ نحو ثلاثة أعوام. المجمعة تنفض الغبار تؤكد الهيئة العامة للسياحة والآثار ان محافظة المجمعة شمال العاصمة الرياض، وعدد سكانها (111 ألف نسمة) تعد أرضا خصبة لبدء المشروع السياحي الاستثماري معتبرة أنها مقبلة على نهضة سياحية كبيرة في ضوء ما ستشهده من مشروعات سياحية في مقدمتها مشروع تأهيل المنطقة التاريخية بالمجمعة والتي ستكون أحد أهم مناطق الجذب السياحي في المنطقة. ومما يساعد على قيام سمو محافظ المجمعة الامير عبدالرحمن بن عبدالله مؤخرا على تشكيل مجموعة استشارية لتنمية السياحة في المحافظة والمراكز التابعة لها من عدد من كبار المسئولين ورجال الأعمال من المحافظة ، وبدأت هذه المجموعة فعلا أعمالها سعيا في تحويل محافظة المجمعة لجهة سياحية جاذبة وخاصة في مجال السياحة المعتمدة على مواقع التراث العمراني والسياحة الريفية. وتعمل هيئة السياحة والآثار على تأهيل الطريق السياحي القديم لإقليم (سدير) ليشمل المواقع الريفية والتاريخية بحيث ينطلق السائح من الرياض ويزور مراكز سدير - التي تزخر بالمناطق التاريخية والاثرية القديمة - ويستهلك منتجاتها الزراعية والحرفية، وصولا إلى المنطقة التاريخية في المجمعة والتي تعد منطقة مهمة ومحورية للجذب السياحي من خلال تأهيلها سياحيا ضمن مشروع تنمية القرى التراثية ، وسوف يسهم إنشاء المطار الاقتصادي مستقبلاً بالمجمعة في دعم وتطوير النشاط الاقتصادي في المحافظة. جامع حرمة القديمة ومن المواقع التاريخية في مدينة حرمة (5 كم شمال المجمعة) الجامع الكبير في بلدة حرمة القديمة الذي يعد من أقدم المساجد في منطقة نجد كما يعد حاليا من المعالم الأثرية التراثية التي تستحق الزيارة. وحسب ما ذكره المؤرخون فان بناءه تم في القرن الثامن الهجري ، أي مع بداية بناء مدينة حرمة سنة 770 ه ، ويعد الجامع أنموذجا متكاملا للمساجد في المنطقة ، ونظرا لقدمه فقد تم ترميمه ثلاث مرات كان آخرها العام الماضي بالمواد الأصلية التي بُنِي بها على نفقة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العقيل ، وكانت عملية الترميم التي سبقتها قبل 92 عاما أي في عام 1347ه. السوق القديمة وفي المجمعة ، وتحديداً بالمنطقة المركزية التاريخية (البلدة القديمة) بوسط المجمعة توجد السوق القديمة والتي لا زالت كما هي منذ عشرات السنين ؛ بل ان هناك ممارسات للبيع تتم في تلك السوق وخاصة أيام الخميس الجمعة يتم التركيز فيها على البيع والشراء للمواد الغذائية الريفية مثل السمن البري واللبن وكذلك المصنوعات القديمة وأيضا المقتنيات القديمة ، ويدعم تلك السياحة تواجد قلعة المرقب التي لا تزال تقف شامخة منذ أكثر من 600 عام ، فهذه المواقع التاريخية والأثرية ستدعم السكان الذين يملكون مواقع او بيوتا قديمة في المنطقة المركزية لاستثمارها كاستراحات ريفية او نزل ريفية تؤجر وتستثمر لزوار تلك المناطق ، وهناك توجه كبير لاستثمار تلك المواقع بالشكل الملائم نظرا للعائد الاقتصادي المتوقع منها وذلك في ظل الاهتمام الكبير من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار ، خصوصا وان المجمعة تشتهر بالمناطق الربيعية والزراعية والذي سيجعل الإقبال من السائح المحلي امرا متوقعا. ومن اجل استثمار تلك المواقع او البيوت القديمة ، فقد عمل عدد ممن يملكون مواقع قديمة هناك في ترميم تلك المباني بل ان كثيرين منهم انتهوا من ذلك ، وقد دعمهم البرنامج الذي أطلق تحت عنوان (لا يطيح) والذي يشرف عليه خالد بن عبدالعزيز المزيني ويهدف إلى إعادة بناء المباني الطينية والتراثية والاهتمام بها كرمز تاريخي اثري يمكن استثماره اقتصاديا وليكون عائدا اقتصاديا يعود نفعه للمواطن وذلك من خلال استثماره كنزل ريفية او مزار سياحي . سديروالمواقع التاريخية والأثرية تزخر بقية مدن سدير بالمواقع التاريخية والأثرية القديمة والتي لا تزال قائمة منذ عشرات السنين ، لكن بعضها في حاجة ماسة للترميم لكي يبقى على هيئته الأساسية ، ومن تلك المواقع مرقب جلاجل الذي يقع في الجهة الشرقية من المدينة على مرتفع جبلي بالقرب من الطريق القديم الرياض سدير، المرقب تم ترميمه على نفقة رجل الأعمال عبد العزيز بن علي الشويعر عام 1425ه ويعد من المعالم التاريخية البارزة في مدينة جلاجل. وهناك أيضا جامع التويم ومسجد الداخلة ومسجد مشرفة ومرقب العطار ومرقب الحصون ومسجد المعشبة ومسجد عشيرة سدير ، ومن ذلك ايضا منارة قارة بني العنبر بحوطة سدير ومرقب عودة سدير وهذه جميعها تحتاج الى الترميم لكي تصبح وجهة سياحية تراثية. كما ان بقية المدن والقرى في محافظة المجمعة مليئة بالمواقع التاريخية في كل من تمير والارطاوية وجراب التي تقع في اقصى الشمال من محافظة المجمعة.