سيتي غروب ليست كغولدمان إلا أن أسهمها سوق تأتي بنتيجة على من يصبر عليها. سيتي غروب بدأ يؤتي بفوائد استثمارية الآن بعد أن وضع حدا للتساؤلات حول قابلية استمراره وكفاية رأسماله. مرت أسهم سيتي (C) بأوضاع صعبة على مدى السنتين الماضيتين، إذ هبطت من 55 دولاراً في العام 2007 الى 74‚2 دولار أميركي. هذه السنة وحدها تراجعت بنسبة 60٪ مقابل ارتفاع بنسبة 21٪ في أسهم أبرز منافسيها مجموعة جي بي مورغان تشيس و93٪ لغولدمان ساكس. وفي هذا السياق ترتكز جاذبية سيتي بشكل كبير على السعر. إنها المؤسسة المالية الكبيرة الوحيدة الى جانب المجموعة الأميركية الدولية "أميريكان إنترناشنال جروب" (AIG) التي تقايض بعد حسومات كبيرة على قيمة أسهمها الدفترية الحقيقية التي هي تقدير معتدل للأموال الذاتية. قيمة سيتي الآن حوالي 65٪ من قيمة الأسهم الدفترية التي كان يتوقع أن تبلغ 25‚4 دولارات للسهم الواحد بانتظار صفقة تبادل ضخمة وقريبة لأسهم ممتازة تقارب قيمتها 58 مليار دولار بأخرى عادية. أما جي بي مورغان وغولدمان فقيمتها 6‚1 مرة من قيمة أسهمهما الدفترية الحقيقية في حين تعطي مؤسسة ويلز فارغو ضعفي قيمة أسهمها الدفترية الحقيقية. وحدها شركة "مورغان ستانلي"التي تقايض بقيمة أسهمها الدفترية، لها نفس قيمة سيتي المنخفضة تقريبا. وفي هذا الإطار قال جون ماك دونالد المحلل المصرفي لدى سانفورد برنشتاين: "سيتي هي الفرصة الوحيدة التي لم يجربها المستثمرون. ثمة مستثمرون كثر الآن يفكرون بسيتي للمرة الأولى منذ عام". وأضاف ماك دونالد أن قيمة السهم قد ترتفع الى 4 دولارات في العام المقبل بما يتناسب مع تقديرات القيمة الدفترية الحقيقية للشركة في نهاية العام. وتشمل نقاط سيتي الإيجابية: رأسمال قوي واحتياطات ضخمة لتغطية خسائر القروض وكونها شركة مصرفية ذات امتياز تجاري تعنى بكل من المستهلكين والشركات ولا يضاهيها أي من منافسيها بالإضافة الى تعرضها الضئيل نسبيا للعقارات التجارية الخطرة. وقد قامت سيتي بتخفيض بعض أصولها المتعثرة بما فيها الرهون. وتحظى سيتي اليوم برأسمال أفضل من جي بي مورغان الذي يحب أن يتباهى "بميزانيته المحصنة". ومن المحتمل أن تبلغ أسهم سيتي العادية الحقيقية نسبة 6‚5٪ من الأصول بعد إتمام مقايضة الأسهم الممتازة، وهي نسبة تفوق نسب جي بي مورغان وويلز فارغو البالغة 9‚4٪ و5‚4٪ على التوالي. أما احتياط سيتي الخاص بخسائر القروض فيبلغ نسبة 6‚5٪ من إجمالي القروض، مقابل 9‚4٪ لدى جي بي مورغان و 3٪ لدى ويلز فارغو. ويسعى سيتي بإدارة رئيسه التنفيذي فيكرام بانديت الى توسيع "مصرفه الجيّد" سيتي كورب الذي يشمل المصرف الاستهلاكي والمصرف الاستثماري العالميين بالإضافة الى الوحدة العالمية الخاصة ببطاقات الائتمان. كما يخطط سيتي لتقليص أو بيع كامل أصول "مصرفه الآخر" سيتي هولدنغز بما فيها بعض عمليات إقراض المستهلكين حول العالم ومحفظة بطاقات الاعتماد الخاصة بالإضافة الى حوالي 300 مليار دولار على شكل أصول متعثرة وافقت الحكومة الأميركية على دعمها. وقد أحرزت سيتي تقدما في إعادة الهيكلة لا سيما من خلال دمج وحدة السمسرة سميث بارني في مشروع مشترك مع مورغان ستانلي. تملك سيتي 49٪ من المشروع المشترك. أما الطريقة الأرخص لشراء سيتي فهي عند إصدار أسهم قيد الإصدار بالتزامن مع التبادل الضخم للأسهم الممتازة. ويتم تبادل السهم قيد الإصدار بسعر يقل بحوالي 15 سنتا عن سهم سيتي العادي. وقد يعزى بعض الضعف الذي حل مؤخرا بأسهم سيتي إلى ضغط المبيع المتعلق بالبيع التحكيمي الناتج عن عملية تبادل الأسهم الممتازة. وعلى المستثمرين أن يعوا أن أسهم سيتي سوف تتعرض للضغط بشدة ليقارب سعرها العشرة دولارات في السنوات القليلة القادمة. ومن المرجح أن يقوم عرض التبادل على أسهم سيتي العادية المستنفدة بدفعها بقوة عبر تضخيم عدد أسهمها العادية إلى 23 مليار سهم بدلا من الأسهم الخمسة ملايين والنصف الحالية الأمر الذي سيخفض قيمة الأرباح للسهم. جنت سيتي حوالي 20 مليار دولار في قمة ربحها في العام 2005 وتقدر قيمة أقصى أرباحها المستقبلية بحوالي 15 مليار دولار لأنها خسرت أعمالا وخسرت قدرة ربحية. ما يترجم إلى حوالي 65 سنتا للسهم بحلول العام 2011 أو على الأرجح 2012 و إذا استقر معدل السعر/الأرباح على ال 10 بحلول ذلك الوقت يمكن أن يتم تبادله بحوالي 6.50$ للسهم. وتربح سيتي حاليا حوالي أربعة أضعاف ال 65 سنتاً المتوقعة. أما جي بي مورغان فتربح عند حدود ال 38 من ستة إلى سبعة أضعاف القيمة الأقصى المتوقعة لها في العام 2011 أو 2012. ويتوقع أن تقوم سيتي بتجزئة عكسية للأسهم في الأشهر المقبلة لدفع أسهمها كما فعلت المجموعة الأميركية الدولية مؤخرا. خلاصة القول: بقيمتها الحالية تبدو أسهم سيتي رهانا جيدا، بناء على بصمة المصرف الإجمالية وقدرته الربحية. يمكن أن تصل قيمة الأسهم إلى 6،50 دولارات بحلول العام 2012. وعلى العكس من غولدمان وجي بي مورغان الذين يتخلصان من الحكومة بعد دفع المال الذي منحه لهما برنامج إغاثة الأصول المتعثرة، لا يزال على سيتي أن يسترضي واشنطن. وستصبح حصة الحكومة الفدرالية من الأسهم العادية 34% بعد أن يقوم العم سام بتحويل ما قيمته 25 مليار دولار من أسهم الصندوق الممتازة إلى أسهم عادية. كما أن سيتي قد استبدل مؤخرا مسؤوله المالي الأعلى بضغط من الهيئة الفدرالية لضمان الودائع. كلا ليست مجموعة سيتي كغولدمان ساكس أو جي بي مورغان. ولكن شركة الامتياز العالمي هذه المحافظة على جاذبيتها على الرغم من سمعتها الملطخة تملك إمكانيات توليد أرباح جيدة ومكاسب أسهم محترمة مع تحول اتجاه الاقتصاد.