مع بدء العام الدراسي في عدد من المدارس الخاصة في دولة الامارات ، تواصلت ردود أفعال أولياء أمور الطلبة بشأن إمكانية تأجيل العام الدراسي في ضوء ظهور حالات مرضية بين بعض الطلبة في مدارس خاصة الأسبوع الماضي بسبب انفلونزا الخنازير. وأكد أولياء الأمور أن بدء العام الدراسي اليوم قد يدفع بأعداد جديدة من الطلبة المصابين بالمرض إلى ساحات المدارس. وناشد عدد من أولياء الأمور الجهات التربوية والصحية ضرورة دراسة موضوع تأجيل الدراسة، بعيداً عن تلك الصور النمطية التقليدية التي يصورها بعض الناس من أن دافع الدعوة للتأجيل «حب الكسل». وأكد عدد من أولياء أمور الطلبة أن اقتراح التأجيل «ليس رغبة في إطالة عدد أيام الإجازة الصيفية» أو التمتع بالراحة ، بل هو في المقام الأول ضرورة تمليها الظروف الحالية في ضوء انتشار المرض بين عدد من طلبة المدارس الخاصة التي بدأت عامها الدراسي الأحد الماضي. وحذر أولياء الأمور من خطورة «التعتيم» على الحالات المرضية المصابة، مؤكدين أن التعتيم «تربة خصبة» لانتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة حول أعداد المصابين ودرجات الإصابة وغيرها من الأمور التي ينبغي التعامل معها بشفافية «مطلقة». على صعيد الجهات التربوية من وزارة التربية والتعليم ومجالس التعليم والمناطق التعليمية ، فإن اللجان المعنية لا تزال تدرس جميع ملابسات انتشار مرض انفلونزا الخنازير في ضوء ظهور حالات طلابية مصابة بالفيروس الأسبوع الماضي. وأكد علي ميحد السويدي المدير التنفيذي بالإنابة لوزارة التربية والتعليم أن الوزارة تدرك جيداً «حالة القلق التي يعاني منها أولياء الأمور في ضوء ظهور حالات طلابية مصابة بالفيروس»، كما تقدر أيضاً مقترحات أولياء الأمور بشأن التأجيل، ولكن هنا ينبغي أن يكون القرار مبنياً على أسس علمية دقيقة وبالتالي فإنه من الصعب بناء قرار مثل هذا على مجرد مخاوف. وأوضح أن لجنة عليا تضم وزيريْ التربية والتعليم والصحة تدرس الظروف المحيطة بهذا المرض على مدار الساعة، كما تبحث في جميع التفاصيل بانتشاره في عدد من المدارس الخاصة التي انطلقت بها الدراسة الأسبوع الماضي، مؤكداً حرص التربية والصحة وجميع الجهات المعنية على سلامة الطالب الذي تتوجه نحوه جميع خطط وبرامج التعليم باعتباره «محور العملية التعليمية»، ومن هنا فإن سلامة الطالب هي الأساس، ولا يمكن تصور أن تكون هناك اعتبارات تسبق هذا الأمر. إغلاق مدارس ومرافق تحسباً من تفشي المرض من جانب آخر أغلقت وزارة التعليم الاماراتية مدرسة في إمارة الشارقة لإصابة عدد من طلابها بإنفلونزا الخنازير. وذكرت صحف إماراتية محلية أن وزير التعليم ، حميد القطامي ، قرر إغلاق المدرسة الفلبينية الخاصة في الشارقة لمدة 10 أيام ، بجميع مراحلها الدراسية ( من الصف الأول حتى الثاني عشر ) ، لاصابة عدد من طلابها بالفيروس. وقال وزير التعليم إن الوزارة تلقت " تقريراً طبياً من وزارة الصحة يوصي بتأجيل الدراسة في المدرسة لحماية الطلاب من الإصابة بالمرض". من جانبه ، أوضح علي السويدي ، المدير التنفيذي في الوزارة ، أن "إدارة المدرسة التي بدأ الدوام فيها يوم 30 أغسطس الماضي اشتبهت قبل ثلاثة أيام في إصابة عدد من الطلاب بأعراض الفيروس وأبلغت إدارة المنطقة التعليمية في الشارقة ووزارة الصحة بوجود بعض الطلاب المصابين بالفيروس". كما تم الاشتباه بإصابة طالبة أوروبية بالصف التاسع بإحدى المدارس الخاصة في ابوظبي.وأكدت المدرسة في تقريرها أن الطالبة الأوروبية كانت عائدة لتوها من الخارج وبعد أن بدأت الدراسة بيوم أو يومين بدأت أعراض تشبه أعراض انفلونزا الخنازير تظهر عليها. وكانت مدارس تعتمد مناهج أجنبية بدأت العام الدراسي الجديد خلال الأسبوعين الماضيين فيما أجلت المدارس الحكومية ، التي تعتمد المناهج الحكومية ، وبعض المدارس الأجنبية الدراسة إلى 23 سبتمبر. وأغلق نادي سيدات الشارقة، ثلاثة مرافق رئيسة تابعة له، خاصة بالأطفال لمدة أسبوع، في إجراء احترازي اتخذته الإدارة لتفادي انتقال وانتشار عدوى مرض إنفلونزا الخنازير (H1N1)، بين الأعضاء والمنتسبين والموظفين. وقالت المدير التنفيذي في نادي سيدات الشارقة حنان المحمود، «إنه خلال فترة إغلاق المرافق سيخضع جميع العاملين والموظفين في النادي لفحص طبي شامل للتأكد من سلامتهم، خصوصاً الموظفين العائدين من السفر بعد قضاء إجازاتهم خارج الامارات». وأفادت المحمود بأن «الإجراءات الاحترازية للوقاية وتجنب انتقال المرض، جاءت بناء على توجيهات وزارة الصحة بتقليل الاختلاط والوجود في الأماكن المزدحمة، خصوصاً الأطفال، لذا أغلقت إدارة النادي مركز وحضانة بساتين الذي يستقبل يومياً أعداداً كبيرة من الأطفال، إضافة إلى إغلاق المركز التعليمي وتأجيل برنامج نحلة العسل، وإلغاء المركز المختص برياضة الأطفال في جميع مرافق النادي»، مشيرة إلى أن ممرضات النادي سوف يجرين بعد انتهاء فترة الاغلاق فحصاً لجميع الأعضاء من فئة الأطفال والضيوف في حال الاشتباه في إصابتهم بمرض إنفلونزا الخنازير أو ظهور أعراض المرض عليهم من زكام وحمى شديدة، وتحويلهم إلى مستشفيات الإمارة لإجراء الفحوص اللازمة والتأكد من خلوهم من المرض قبل السماح لهم بالعودة مجدداً لممارسة نشاطهم في النادي». يشار إلى أن وزارة الصحة أصدرت دليلاً إرشادياً خاصاً لإجراءات الطب الوقائي لمرض إنفلونزا الخنازير، استنادا إلى الدليل الصادر عن منظمة الصحة العالمية، وتكمن أهمية الدليل في تثقيف المجتمع وكيفية التعامل مع الحالات المصابة، والإجراءات المتعلقة بالمتعاملين مع الحالات التي ظهرت عليها أعراض المرض وعزل المصابين إلى حين التأكد من الإصابة، ويتناول الدليل الخطوات اللازم إجراؤها في حال اكتشاف مصاب، منها التحول إلى العزل وإجراء الفحص.