ترمب: شركات أمريكية وسعودية توقع اتفاقيات بقيمة 270 مليار دولار    NHC توقّع اتفاقية لبناء 1,290 وحدة في وجهة الورود بالأحساء بقيمة تتجاوز 651 مليون ريال    ولي العهد والرئيس الأميركي يشاركان في منتدى الاستثمار الأميركي السعودي    دوليو الهلال ينتظمون ونونيز يشارك في التدريبات الجماعية    الشرقية تفعل مسارها الثقافي.. تعاون لإحياء 12 موقعاً تراثياً بارزاً    أمير القصيم يكرّم النودلي لتحقيق مستشفى عيون الجواء «صداقة كبار السن»    وزير التجارة الأمريكي: نعيش عهدا جديدا من الشراكة مع السعودية    النفط يتراجع بفعل ارتفاع المخزونات الأمريكية    أسهم أوروبا تستقر مع ترقب نتائج إنفيديا    القيادة تهنئ أمير موناكو بذكرى اليوم الوطني لبلاده    فصل جديد للعلاقات السعودية-الامريكية    ولي العهد يشّرف حفل العشاء المقام في البيت الأبيض    15 جهة تشارك في فعالية "بنكرياس .. حنا نوعي الناس"    صندوق واحة النخيل يوقع اتفاقية بقيمة 741 مليون ريال لتطوير مشروع متعدد الاستخدامات بجانب مستشفى دله النخيل    الرئيس الأميركي يعلن تصنيف المملكة ضمن قائمة "الحلفاء الرئيسيين من خارج الناتو"    تعليم الأحساء يبدأ رحلة نقل 43 مدرسة متقدمة إلى " التميّز"    المنتدى السعودي للإعلام يوقّع اتفاقية مع وكالة أسوشيتد برس لتعزيز التعاون الدولي الإعلامي    تطويره بتقنيات الذكاء الاصطناعي .. مصيباح: تطبيق «توكلنا» يصل ل1100 خدمة بكفاءة عالية    برشلونة يعود إلى كامب نو بعد أكثر من عامين    أخضر التايكوندو يتألق في دولية قطر    أزمة بين سان جيرمان ومبابي بسبب عرض الهلال    قوة دولية و«مجلس سلام» وتمهيد لمسار دولة فلسطينية.. مجلس الأمن يقر الخطة الأمريكية بشأن غزة    «معاقبة بالتمارين» تقتل طالبة هندية    يستعين بكرسي متحرك لسرقة متجر    طفل خدع جارته واستنفر الشرطة    أكد أن الشراكات المقبلة ستكون أكبر.. ترمب: محمد بن سلمان صديق مقرب ويقوم بعمل رائع    زيلينسكي يطرح «حلولاً مطورة».. موسكو ترفض المشاركة في مفاوضات إسطنبول    الملحق الثقافي السعودي في أمريكا: 14,037 مبتعثاً يعززون الاستثمار في رأس المال البشري    حرس الحدود يضبط 4 من مخالفي الصيد البحري    السعودية أكبر مصدر للبيانات في العالم    سعود بن بندر: القطاع غير الربحي يحظى بعناية ورعاية من القيادة    أمير الرياض يطلع على أعمال محكمة الاستئناف.. ويعزي ابن لبده    جلوي بن عبدالعزيز يشيد بجهود تحقيق الأمن المائي    نظرية داروين وعلاقتها بأزلية العالم    الترجمة في السياق الديني بين مصطلحات الشرع والفلسفة    حي البجيري    «الكشافة» تعزز أهدافها التربوية والمجتمعية في أبوظبي    نحو تفعيل منصة صوت المواطن    الزميل آل هطلاء عضواً بمجلس إدارة جمعية سفراء التراث    ظل بشري أمام الشمس    لجنة كرة القدم المُصغَّرة بمنطقة جازان تعقدُ لقاءً عاماً مع اللجان العاملة في الميدان ومنظِّمي البطولات    أدوية معروفة تحارب ألزهايمر    استخراج حصوة تزن كلغ من رجل    نستله تضيف السكر للسيريلاك    كيف تعزز حضورك الرقمي؟ (3 - 4)    نائب أمير الرياض يطلق مشروعي تطوير أدلة الإجراءات وجدول الصلاحيات ضمن الخطة الإستراتيجية للإمارة    منتخب السعودية يُكرم سالم الدوسري    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من ملك البحرين    الأستاذ أحمد السبعي يقدّم درسًا عمليًا لطلاب الصف الخامس حول الطريقة الصحيحة لأداء الصلاة    أمير تبوك يرعى حفل تخريج 372 متدربًا من برامج البورد السعودي والدبلومات الصحية    نائب أمير القصيم يطّلع على أبرز الجهود الميدانية والتوعوية لهيئة الأمر بالمعروف في موسم الحج العام الماضي    أمير تبوك يستقبل سفير جمهورية بولندا لدى المملكة    حسن الظن بالله أساس الطمأنينة    استقبل وزير الحج ونائبه.. المفتي: القيادة حريصة على تيسير النسك لقاصدي الحرمين    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. هيئة التخصصات الصحية تحتفي بتخريج (12.591) خريجًا وخريجة في ديسمبر المقبل    محافظ جدة وأمراء يواسون أسرة بن لادن في فقيدتهم سحر    ورحل صاحب صنائع المعروف    برعاية سمو محافظ الطائف افتتاح متنزه الطائف الوطني وإطلاق 12 كائنًا فطريًّا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعوة إلى السمو
نشر في الرياض يوم 03 - 09 - 2009

من نعم الله علي وهي كثيرة لا تحصى أني عملت سنوات في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في بناء أجهزة الاستكشاف الفضائي. وكانت تجربة غنية بكل معاني الكلمة ذلك أنها أغنت فكري بكم كبير من المعلومات حول أحدث ما توصل إليه العلم البشري وأغنتني بالعديد من الصداقات مع زملاء من العاملين في الوكالة في شتى المجالات. ومع أن مجال عملي كان في جوانب تصميم وهندسة أجهزة استكشاف المجموعة الشمسية إلا أني تعرفت على العديد من العلماء والمهندسين من مختلف بلاد العالم، فبالاضافة إلى الولايات المتحدة كان هنالك زملاء من العراق ومصر ولبنان وفلسطين ونيجيريا والهند وغيرها. وكانت لنا جلسات مع هؤلاء الأصدقاء في المركز وخصوصاً على طاولة الغداء وكانت حينها آخر الصور من أجهزة الاستكشاف المنتشرة في أرجاء الكون تعرض على شاشة التلفاز منها الصور التي كان يرسلها تلسكوب هابل الفضائي عن المجرات والسدم التي تعتبر محل ولادة النجوم وأخرى تظهر انشطار النجوم وعودتها كما بدأت وهي دورة متجددة في الكون تأخذ ملايين لا بل بلايين السنين، وصوراً أخرى من مشروع توبكس لدراسة المحيطات وكنا نتذاكر ونتبادل الرأي حول الصور وما تعنيه حول فهمنا للكون ونشأته وما تدل عليه من قدرة الخالق وعظمته جلت أسماؤه وعلت صفاته.
وكانت بعض هذه الصور متميزة لأنها ضربت أوتاراً في النفس أو الذاكرة وأذكر منها صورة لكواكب المجموعة الشمسية التقطتها المركبة الفضائية (فويجر) التي أطلقت في أواخر السبعينيات في جولة لاستكشاف كواكب المجموعة الشمسية بعد الأرض. وعند وصول المسبار إلى حدود المجموعة الشمسية أديرت الكاميرا لالتقاط صورة مهمة لكواكب المجموعة الشمسية لحظة انتظامها في جهة واحدة. وظهرت صورة الكواكب ومنها الأرض، وكانت أرضنا من الصغر بحيث أنها بدت وكأنها ذرة من غبار معلقة في فضاء الله الرحب والحقيقة أنها كانت من الصغر بحيث إننا لو لا الإشارة العامة إلى الأرض لما عرنا أنها هناك.
كنت حينها أعمل في الفريق الذي يقوم ببناء واحد من أهم المشاريع الاستكشافية وربما آخر المشاريع العملاقة لوكالة الفضاء وهو مشروع (كاسيني) والذي انطلق عام 1994م في رحلة طويلة تضعه في مدار حول كوكب زحل لدراسة هذا الكوكب الذي شغل تفكير العلماء بما فيه من عجائب وخصوصيات بشيء من التفصيل وخصوصاً دراسة حلقات الكوكب وأقماره العديدة وخصوصاً القمر (تايتن) الذي هو من الأماكن المرشحة لوجود أنواع من الكائنات الحية البسيطة. وصل المسبار إلى مداره عام 2004م وأخذ في إرسال المعلومات الدقيقة حول الكوكب وأقماره، ومع أني كنت قد تركت عملي في وكالة الفضاء إلا أني بقيت على صلة بالمشروع وذلك من خلال الموقع الإلكتروني للمشروع. وفي أثناء تصفحي للصور والمعلومات الموجودة رأيت صورة ذكرتني بتلك الصورة التي وصفتها أعلاه. وهذه المرة أنه وأثناء محاولة كاسيني التقاط صورة تفصيلية لحلقات زحل ظهرت الأرض في الخلفية وكأنها حجر صغير من الأحجار التي تدور حول الكوكب وتشكل الحلقات العديدة حول الكوكب. ومع التدقيق تظهر الأرض والقمر اللصيق بها كما هو مبين في المربع في زاوية الصورة.
«يا إلهي» أهذه حقاً هي الأرض التي نعيش عليها ونقضي حياتنا نجول في أركانها وهي محط آمالنا وأحلامنا؟ أليست هذه الأرض وما فيها وما عليها هي سبب الصراعات التي أهلكت الحرث والنسل؟ هذه الأرض التي قسمناها إلى مناطق نفوذ وبنينا حولها الجدران ودخلنا من أجلها في صراعات لا أول لها ولا آخر. ألم يقتل بعضنا البعض في سبيل السيطرة والهيمنة عليها حتى أننا وفي حرب كونية واحدة من حروب عديدة خسرت البشرية أربعين مليوناً من أجل التنافس على مناطق النفوذ على هذه «الأرض». ترى ماذا ربح الرابحون؟ وماذا خسر الخاسرون؟
كم هي صغيرة أرضنا التي نعيش عليها ونتنافس من أجلها!! كم هي صغيرة آمالنا وأحلامنا التي ترتبط بالأرض وما عليها؟ لعل في هذه الصورة دعوة إلى التدبر والتأمل من أين نضع آمالنا. وفي هذه الصورة أيضاً دعوة إلى التواضع وإلى الرغبة في شيء ربما كان أكبر من هذه «الأرض» الصغيرة. إنها دعوة إلى السمو فوق ما تمثله ماديات هذه الأرض والرغبة فيما عند الله.
* سفير جمهورية العراق في الرياض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.