نجا صبي أمريكي في التاسعة من عمره من موت محقق ولم يصب بأي أذى بعد أن ضل طريقه وظل هائماً على وجهه إثر افتراقه عن ذويه داخل غابة كثيفة الأشجار؛ ويعود الفضل في ذلك – بعد الله سبحانه وتعالى – إلى المغامر البريطاني بير غريلز. فقد لجأ غرايسون وايني إلى الحيل والأساليب التي تعلمها من البرنامج التلفزيوني الشهير الذي يقدمه غريلز لكي يظل باقياً على قيد الحياة وذلك من خلال بناء ملجأ يلوذ إليه ومن خلال المحافظة على طاقته. بيد أن العامل الذي كان أكثر حسماً وأهميةً هو أن غرايسون ترك وراءه مجموعة من الشواهد المرئية التي أدت في نهاية المطاف إلى تمكين الباحثين عنه من العثور عليه إثر اختفاء دام قرابة 24 ساعةً. فقد مزق غرايسون سترته ذات اللون الأصفر الفاقع وربط القطع الممزقة على الأشجار لتكون بمثابة علامة يهتدي بها الباحثون الساعون إلى إنقاذه – مستفيداً في ذلك من حيلة تعرف عليها من النسخة الأمريكية للبرنامج الذي تم عرضه على القناة الرابعة تحت مسمى " ولد ناج: بير جريلز" بينما يحمل البرنامج في الولاياتالمتحدة مسمى "الإنسان مقابل الحياة البرية". وكان أفراد الإنقاذ قد اقتفوا أثر العلامات الإرشادية ذات اللون الأصفر حيث شوهد غرايسون في نهاية المطاف من قبل اثنين من مفتشي الصيد على صهوة جواد بعد أن هرع إلى داخل أحد الحقول للتلويح بالتحية لطائرة عمودية. وعاد غرايسون بأمان إلى والديه كينان وكيمبرلي وتحدث بعد أن التأم شمل العائلة مجدداً ليقول إنه تذكر ما سبق وأن شاهده على البرنامج التلفزيوني متقدم الذكر. وأردف قائلاً: "لقد كنت خائفاً ومرعوباً بحق وحقيقة ولكن برنامج الإنسان والحياة الفطرية يخبرك بكيفية التماس سبل النجاة للبقاء على قيد الحياة في جميع الحالات على اختلافها." أما والده، فقد أضاف بقوله: "إن ما تعلمه من البرنامج هو أن بمقدورك أن تنجو من الأخطار أياً كانت الظروف والملابسات المحيطة." كان غرايسون ضمن فرقة قوامها 15 فرداً من أقربائه الذين خرجوا في نزهة سيراً على القدمين داخل غابة آشلي الوطنية التي تبلغ مساحتها مليون فدان شمالي ولاية يوتاه. وقد خطط أفراد المجموعة للسير لمسافة أربعة أميال إلى بحيرة داجيت لإقامة معسكر لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. وقد ضاع غرايسون بعد أن ظل يتجول بمفرده وعلى إثر ذلك انتشرت فرق البحث والإنقاذ بين راجل وراكب على متن بغل أو ممتط صهوة جواد كما تم أيضاً استقدام كلاب بوليسية للاستعانة بها في عملية البحث واقتفاء الأثر. وبرغم أن غرايسون كان خائفاً ومرعوباً فقد تذكر من واقع البرنامج التلفزيوني كيفية إيجاد المأوى فأمضى ليلته تحت شجرة ساقطة. وعند بزوغ الفجر بدأ يستخدم يديه لتمزيق سترته الصفراء إلى قطع صغيرة وربط تلك القطع في الأشجار؛ كما أنه عثر مصادفةً على ما يحافظ له على طاقته فضلاً عن أنه قرر متابعة جدول صغير على أمل العثور ومن ثم الحصول على المساعدة. وقد عثر أفراد الإنقاذ على بقايا الحلوى التي تناولها غرايسون وكذا آثار قدميه في الوحل. عندما سمع غرايسون صوت الطائرة العمودية فوق رأسه مباشرةً أخذ يجري ويلوح بآخر قطعة من سترته. وعندها شاهده اثنان ممن كانوا يبحثون عنه حيث كانا يمتطيان فرسيهما. يشار إلى أن برنامج غرايلي تحت مسمى الإنسان والحياة الفطرية يعد أحد أشهر البرامج التي عرضت على شاشة قناة دسكفري في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ففي ذلك المسلسل أرغم الرجل الذي يبلغ من العمر 35 عاماً على احتمال العيش في بعض أقسى المناطق في العالم من القفار المتجمدة في ألاسكا إلى الصحراء الكبرى. أما غرايلز الذي يعد أصغر بريطاني تسلق قمة إفرست عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، فقد شغل 40 حلقة من المسلسل. وكان يبني الملاجئ من المواد المتاحة ويأكل المخلوقات التي يعثر عليها في الأدغال أو الغابات ليظل على قيد الحياة. وقد أصبح غرايلز مؤخراً رئيس الكشافة في بريطانيا بعد أن سبق وأن واجه اتهامات بالتزوير في بعض المشاهد الخادعة التي قام بتصويرها. وكان أصغر شخص يشغل هذا المنصب منذ مؤسس الكشافة روبرت بادن باول.