أبلغت الشركة المصرفية الأميركية الكبرى "غولدمان ساكس" أول من أمس (الثلاثاء) عن أكبر ربح ربع سنوي تحققه في التاريخ كشركة عامة في الولاياتالمتحدة، وذلك عن الأشهر من أبريل إلى يونيو المنصرم. وذكر المحللون أن الشركة استفادت من الانهيار الذي يعاني منه سوق المال والأسهم، وول ستريت، في الولاياتالمتحدة في الثمانية عشر شهرا الماضية، وهو ما سمح للشركة بشراء مقادير ضخمة من الأسهم الرخيصة الثمن وبيعها بأسعار مرتفعة نتيجة غياب المنافسين التقليديين. وبلغت أرباح الشركة في الفترة المذكورة 3.44 مليارات دولار، وهو ما كان مفاجأة كبرى لأسواق المال والأسهم التي ردت بإيجابية على هذه الأنباء. يذكر أن الشركة المصرفية الأميركية قد خرجت في الآونة الأخيرة فقط من قائمة الشركات الأميركية التي تلقت مساعدات مالية فدرالية بلغت حوالي 10 مليارات دولار. ولكن ارتفاع أسعار أسهم الشركة التي بلغت 4.93 دولار للسهم، ارتفاعا عن 4.58 دولار للسهم في الفترة نفسها من العام الماضي، يشير إلى أن الفترة التي أعقبت بدء الأزمة المالية الأميركية تحولت إلى فرصة للكسب السريع من قبل الشركة المصرفية المعروفة. يذكر أن أسهم الشركة حققت أرباحا بلغت نسبتها 77 بالمئة هذا العام حتى الآن. وأعلنت الشركة أنها خصصت مبلغ 6.88 مليارات دولار لصرفه على مكافآت موظفيها هذا العام شريطة أن تواصل الشركة أرباحها بهذا المعدل، كما قالت. وكانت غولدمان ساكس دفعت مبلغ العشرة مليارات دولار التي حصلت عليها كمساعدات من الحكومة الفدرالية في العام الماضي وأبلغت الحكومة الفدرالية أنها لا تريد أن تبقى في قائمة الشركات المؤهلة لتلقي المساعدات المالية الفدرالية. وأبلغت الشركة عن أن إجمالي عائداتها في الربع سنة المنصرم بلغ 13.8 مليار دولار، ارتفاعا من 9.42 مليارات في الفترة نفسها من العام الماضي. وأوضحت أن غالبية هذه العوائد هي نتيجة لعمليات بيعها وشرائها الأدوات المالية المختلفة مثل الأوراق المالية المضمونة برهونات عقارية وسندات الشركات ومشتقات الأسهم. وأعلن كبير مسؤولي الشركة الماليين أن الشركة قد حققت أرباحا عالية بصورة استثنائية نتيجة لما وصفه بمبادلات "عادية نتيجة انعدام المنافسة بسبب الأوضاع المالية الحالية للشركات الأخرى." يذكر أن شركات مالية منافسة أخرى مثل "ليمان برذورز" و"بير ستيرنز" قد انهارت كليا في الفترة القصيرة الماضية، فيما تعاني شركات أخرى مثل "سيت غروب" و"مورغان ستانلي" من ضعف مالي وعملياتي كبيرين، وذلك نتيجة الأزمة المالية الطاحنة التي تعصف بالأسواق الأميركية منذ منتصف العام الماضي. وفي حين أن الشركة أعلنت أنها حققت هذه الأرباح الكبيرة، فإنها اعترفت بأن قطاعا مهما من قطاعات أعمالها سجل خسارة كبيرة، وهو قطاع العقارات التجارية. ويعتقد المحللون الاقتصاديون أن هذا القطاع سيواصل تسببه في خسارة مقادير مالية كبيرة للشركات الأميركية في المدى المنظور. ويذكر أن بنوكا أميركية أخرى قد أعلنت عن أرباح في الآونة الأخيرة، ولو أنها كانت أقل من الأرباح التي حققتها غولدمان ساكس، ومن بين هذه البنوك مورغان تشيز وبنك أوف أميركا وسيتيغروب. ويشير المحللون، وإن بحذر، إلى أن هذه الأنباء ربما تكون مؤشرا على قرب انتهاء الأزمة المالية الأميركية، وهو ما سيكون أنباء سارة للاقتصاد الأميركي والأسواق العالمية على حد سواء.